Skip to content

30/03/15

نظم المعلومات الجغرافية لمكافحة آفات النخيل

golden map
حقوق الصورة:SciDev.Net / Rawnaa El Masri

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 

لا يختلف أحد من مزارعي النخيل حول صعوبة مكافحة سوسة النخيل الحمراء، إحدى أشرس الآفات التي تصيب النخيل، خاصة الفسائل الصغيرة منه، والتي تتراوح أعمارها ما بين عشرة أعوام إلى عشرين عامًا.
 
”أغلب مزارع النخيل الشابة موجودة في منطقة الخليج العربي وشمال أفريقيا، وتضم النخلات أصغر من عشرين عامًا“، هكذا يوضح خوسيه رومينو فاليريو، المختص الدولي بمكافحة سوسة النخيل الحمراء، من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وقائد فريق العمل بمركز أبحاث النخيل بمنطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أنه على كل من الحكومات ومراكز البحوث بدول تلك المناطق أن تبذل جهدًا في تطوير وتنفيذ أساليب وبروتوكولات لمكافحة تلك الآفة.
 
فاز فاليريو هذا العام بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر في دورتها السابعة، والتي تم تسليمها 15 مارس الجاري، حيث اختير أفضل شخصية متميزة في مجال بحوث نخيل التمر لعام 2015.
 
وخلال الأعوام من 2008 وحتى 2014 اختارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فاليريو ليرأس الفريق البحثي الدولي المشترك بين جامعة الملك فيصل ومركز أبحاث النخيل في الأحساء بالسعودية، وبين منظمة الأغذية والزراعة، والتي قدم من خلالها تقنية نظم المعلومات الجغرافية بوصفها تقنية فاعلة في برامج المكافحة المتكاملة لزراعات النخيل حول العالم.
 
ويكمل خوسيه حديثه لشبكة SciDev.Net قائلاً: ”النخيل يمثل مصدرًا مهمًّا للأمن الغذائي في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، إلى جانب الصناعات العديدة المرتبطة بزراعته في المنطقة“، وبالتعاون مع فريقه البحثي استطاعوا عمل برنامج متكامل لمكافحة آفات النخيل، وعلى رأسها سوسة النخيل الحمراء.
 
”لأننا نقوم بضبط الزراعات على مستوى مساحات شاسعة تشمل آلاف الهكتارات، لذا يكون اعتمادنا الأكبر على التشخيص المبكر من أجل المكافحة المبكرة وتجنب الخسائر“، وفق خوسيه.
 
 برنامج فاليريو يعتمد على عدة مستويات، أولها المورد البشري الذي يحرص على تدريبه تدريبًا جيدًا، وعلى إبقائه داخل منطقة الزراعة بشكل ثابت، فتغيير العمالة السريعة والعمالة المؤقتة تعمل على إضاعة الوقت اللازم للتدخل السريع لإنقاذ زراعة النخيل من الآفات أو الوقاية.
 
المستوى الثاني يشمل استخدام مصائد تحتوي على طاردات للحشرات أو جاذبات لها، تم تطويرها داخل المعامل المختلفة بالأحساء، وتصلح لمنطقة الشرق الأوسط بطبيعتها المناخية والحيوية، ثم المستوى الثالث وهو مستوى الرصد عبر تقنية نظم المعلومات الجغرافيةGIS .
 
وفي حين لا يزال التشخيص المبكر يعتمد على المراقبة اللصيقة للنباتات على الأرض بواسطة الموارد البشرية من خلال الرؤية البصرية للإصابة، فإن نظم المعلومات الجغرافية يلعب دور الصدارة في بدء استخدام بروتوكولات المكافحة المتكاملة الواحد تلو الآخر.
 
 يشرح خوسيه كيفية استخدام تلك التقنية قائلاً: ”لو افترضنا وجود مصائد من الجاذبات أو الطاردات، أو كليهما، فإن تلك المصائد تأخذ ترقيمًا معينًا له علاقة بموقعها الجغرافي على الخريطة، وتقوم نظم المعلومات الجغرافية بتحديد أي من هذه المصائد كان الأكثر نصيبًا من الآفات، فإن كان مثلاً مصيدة رقم 10، ومصيدة رقم 15 هما الأكثر نصيبًا من الآفات، فإن ذلك يعني أن إصابة ما في المنطقة الموجودة حولهما للنخيل تحتاج إلى التدخل الفوري؛ حتى لا تنتشر الإصابات والعدوى“.
 
وعند تحديد تلك المصائد صاحبة النصيب الأكبر من الحشرات، يبدأ فورًا بتطبيق بروتوكولات المكافحة المتكاملة، بدلاً من أن تكون المعالجة بشكل عشوائي أو غير مدروس، مما يوفر التكلفة الاقتصادية والبشرية، وكذلك الخامات المستخدمة في المكافحة، خاصة وأن هذه التقنية تستخدم في حالة المساحات التي تصل إلى عشرات الآلاف من الهكتارات المزروعة بنخيل التمر.

لا تقتصر وظيفة نظم المعلومات الجغرافية فقط على تحديد المصائد التي تحتوي على إصابات الآفات، بل تعمل أيضًا على تشخيص أسباب الإصابة بتلك الآفة وعواملها من خلال موقع المزرعة ذاتها، ورصد ما حولها من مواقع جغرافية أخرى، ويمكن أيضًا استخدامها في تحديد أفضل أماكن إقامة زراعات النخيل، كإجراء للوقاية التحذيرية ومنع الإصابة بالآفات في مرحلة التخطيط للزراعة.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط