Skip to content

21/03/19

أميرة شاهين.. باحثة عبر حواجز إسرائيلية

Amira Shaheen
حقوق الصورة: Michael J. Colella

نقاط للقراءة السريعة

  • أميرة شاهين ترى أن المجتمع العربي يغمط الباحثات حقهن
  • العمل عبر المستوطنات الإسرائيلية يعرض حياة الباحثات للخطر
  • على الباحثات إنتاج أبحاث تغير الثقافات السائدة والمفاهيم الخطأ بالمجتمع

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

في ثوب فلسطيني تقليدي يجسد روح الكفاح وأصالة الهوية، تسلمت الفلسطينية أميرة شاهين جائزة منظمة المرأة في مجال العلوم بالعالم النامي ومؤسسة إل زفير للعام 2019، وذلك خلال فعاليات الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، الذي انعقد بالعاصمة واشنطن خلال المدة من 14 إلى 17 فبراير الماضي.

تعمل أميرة أستاذًا مساعدًا في كلية الطب وعلوم الصحة بجامعة النجاح الوطنية بالضفة الغربية في فلسطين. حيث تركز أبحاثها بشكل أساسي على صحة المرأة والطفل وكيفية تحسين نظم الرعاية الصحية استجابةً لمتطلباتهم.

حصلت أميرة على درجة الدكتوراة في المملكة المتحدة عام 2009، عن رسالتها "وبائيات إصابات الأطفال في سن المدرسة بالأراضي الفلسطينية".

مُنحت ’شاهين‘ الجائزة تقديرًا لإسهاماتها البحثية، بالإضافة إلى مجهوداتها في تمكين المرأة بالمجتمع الفلسطيني وتعزيز دورها في مجال البحث العلمي والعلوم بالعالم العربي. عن وضع الباحثات بالعالم العربي والعقبات التي تواجههن وكيفية مواجهتها، حاورت شبكة SciDev.Net ’شاهين‘ عقب تسلُّمها الجائزة.

 
كيف ترين وضع المرأة العربية في مجال البحث العلمي؟

من خلال تجربتي وتجارب زميلاتي الباحثات، ألاحظ أن المرأة العربية في مجال البحث العلمي لا تأخذ حقها وتقديرها في الشهرة والترويج الإعلامي مثل الرجل العربي.
هناك الكثير من الباحثات اللائي يقمن بالعديد من الإنجازات البحثية، لكن ليس هناك تركيز كافٍ عليهن لإبراز دورهن.

وعند النظر إلى ما تقوم به الجامعات في الوطن العربي في هذا الصدد، نجد أنه بشكل عام يتم إبراز وتقدير الكثير من الباحثين من الذكور مقابل عدد ضئيل من الباحثات النساء.
 
ما الذي يعوق النساء العاملات في البحث العلمي بالمنطقة؟

لا تزال المجتمعات العربية تحوي الكثير من السلطة الأبوية والسلطة الذكورية كموروث مجتمعي بغض النظر عن تطور التعليم. الأمر الذي يجعل من النساء في المرتبة الثانية أو في درجة أقل من الذكور في الحياة المجتمعية وفي الحياة الأكاديمية على السواء. وبالتالي نجد المناصب القيادية بالمجال الأكاديمي جلّها للرجال، كما نجد غالبية اللجان المتخصصة في البحث العلمي تخلو من النساء.

أتذكر منذ عدة أشهر، تشكيل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية للجنة متعلقة بالبحث العلمي خلت من التمثيل الملائم للنساء، الأمر الذي علقت عليه في هذا الوقت.

الأمر الثاني أن النساء العاملات بالبحث العلمي لديهن مسؤوليات أخرى تتمثل في المنزل، حيث عليهن بذل المزيد من الجهد في العمل والبيت على السواء. وللأسف تحتِّم مجتمعاتنا على المرأة قيامها بكافة الواجبات المنزلية دون توفير مساعدة لها أو حتى تفهُّم لطبيعة حياتها كأكاديمية.
 
وما العقبات التي تواجه البحث العلمي في فلسطين تحديدًا؟

مثل العديد من الدول العربية -ليس جميعها- لدينا في فلسطين العديد من المشكلات المتعلقة بالتمويل، فالجامعات لا تمتلك الموارد المالية الكافية لتمويل البحث العلمي. أضف إلى ذلك أن الجامعات تركز بشكل أساسي على كونها مؤسسة تعليمية وليست بحثية، وبالتالي لا يوجد توجه نحو مساعدة الباحث على التفرغ للقيام بالبحث العلمي. إذ تدفع الجامعة الرواتب مقابل مهمة التدريس، ولكي يتفرغ الباحث لأبحاثه يجب عليه توفير تمويل كافٍ لقاء تفرُّغه وابتعاده عن التدريس، وتلك مشكلة كبيرة للغاية من وجهة نظري.

وفي فلسطين تحديدًا هناك مشكلة معقدة أخرى تتعلق بإمكانية الحركة والتنقل للباحثات والباحثين. فعلى سبيل المثال أنا مقيمة في نابلس، وتتطلب أبحاثي زيارة وزارة الصحة في رام الله، من المفترض أن يستغرق الطريق 40 دقيقة، ولكن بسبب الحواجز الإسرائيلية قد يستغرق الأمر 4 ساعات، وأحيانًا قد لا أتمكن من الذهاب.

 بجانب هذا، قد يتطلب العمل مع المجتمعات المهمشة الحركة عبر المستوطنات الإسرائيلية، مما يعرض حياة الباحثات والباحثين للخطر خوفًا من الاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون.
كل هذا يحدث في نطاق الضفة الغربية فقط، لذا فإن إجراء بحث علمي يشمل قطاع غزة يُعَد ضربًا من المستحيل، وكذا الحال في القدس.

وقد اعتقلت السلطات الإسرائيلية الباحثين الميدانيين الذين يقومون بالتعداد السكاني للفلسطينيين المقيمين بالقدس، حيث تعمل سلطات الاحتلال على منع أي جهة حكومية أو غير حكومية فلسطينية من العمل داخل القدس.
 
هل تعتقدين أن فرص حصول الباحثات على تمويل لمشروعاتهن البحثية أقل مقارنةً بالذكور؟

بدايةً، غالبية تمويل البحث العلمي في فلسطين تأتي من خارج الوطن العربي، وبالتالي لا توجد تفرقة بين النساء والرجال.

 لكن ما لاحظته هو أنه يجب على الباحثة المرور من خلال رئيسها –الذي غالبًا ما يكون ذكرًا– ليصبح هو الشخص صاحب زمام المبادرة الذي يقوم بأخذ الخطوات لإتمام الأمر، حتى لو كانت الفكرة البحثية ليست فكرته بالأساس. وهذا لا يعطي الباحثة تقديرها الملائم.

وفي بعض الأحيان قد توضع العراقيل عن قصد في طريق الباحثة لمنعها من التطور والنجاح في مجالها.

وبالطبع فإن مثل هذه الأمور تؤثر على نفسية الباحثات وتدفعهن إلى التفكير مليًّا قبل خوض غمار البحث العلمي بسبب المعوقات والمشكلات المتوقع مواجهتها. إلا أنه على الجانب الآخر في حال وجود إدارة جيدة، فإنها تؤدي دورًا كبيرًا في دعم الباحثات وتقديرهن وتشجيع النساء في مجال البحث العلمي على التقدم للأمام.

كيف تنصحين الباحثات الشابات؟

دائمًا ما أشدد على أهمية أن تكون الأبحاث التي يجرينها ذات علاقة بالمجتمع، إذ يجب التعرف على المشكلات التي تواجه المجتمع والعمل على إيجاد حلول لها. كما أنصح أيضًا بأن يحرصن على أن تغير أبحاثهن الثقافات السائدة والمفاهيم المغلوطة بالمجتمع.

على سبيل المثال تصحيح وجهة النظر المجتمعية تجاه الصحة النفسية، والعمل على توعية المجتمع بأن الصحة النفسية مشكلة صحية بحاجة إلى المعالجة، كغيرها من المشكلات الصحية العضوية، كأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم مثلًا.

النصيحة الأخرى هي عدم الاستسلام والانهزام أمام أول عقبة يواجهنها، فنحن –للأسف- نعيش في مجتمع قد لا يتقبل وجود امرأة باحثة. لذلك يجب امتلاك القدرة والنفس الطويل للتعامل مع العراقيل المجتمعية المختلفة المتوقع مجابهتها، فتكرار المحاولة وبذل الجهد والإرادة القوية هي سبيل النجاح.

كما ينبغي عليهن دومًا تذكُّر أن نجاحهن كباحثات يعطي للنساء الأخريات الأمل والشجاعة لمواصلة الطريق في حياتهن. 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا