Skip to content

21/12/13

الصومال تبحث عن مكان في ساحة البحث العلمي

Somalian researcher
حقوق الصورة:Hazem Badr/ Arab forum for scientific research and development

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

بالحروب والصراعات والمجاعة أصبح اسم الصومال يقترن في ذهن المواطن العربي، وهي حالة من المؤكد أنها لا تسمح بوجود بحث علمي؛ لأنها قبل البحث العلمي لا تسمح بوجود حياة طبيعية من الأساس.

لم يُبد عصام الجامع -الأمين العام للهيئة الوطنية الصومالية للتربية والثقافة والعلوم- ضيقا عندما واجهته باستغرابي من وجوده بين الباحثين وصانعي القرار في المنتدى العربي الأول للبحث العلمي والتنمية المستدامة، الذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وتستضيفه دولة تونس خلال الفترة من 20 إلى 22 ديسمبر.

بابتسامة هادئة رد الجامع على ملاحظتي، قبل أن يقول: "ألتمس لك العذر.. وأنا موجود هنا من أجل تغيير هذه الصورة النمطية، والتي ستتغير أكثر بعد أن تظهر نتائج الاستراتيجية الوطنية التي وضعها الرئيس الصومالي، د.حسن شيخ محمود، وتهدف إلى إخراج الصومال من مرحلة الطوارئ إلى التنمية المستدامة".

وواصل جامع -بحماسة بدت واضحة على وجهه- شرحَ الاستراتيجية، قائلاً: "من أهم ملامحها الاهتمام بالبحث العلمي، ولذلك أنا موجود هنا للبحث عن شركاء يساعدون الصومال في هذا الجانب".

سألت الأمين العام للهيئة الوطنية الصومالية للتربية والثقافة والعلوم: كيف تعد الصومال البحث العلمي أحد أدوات التنمية، في حين أنه لا وزارة لديها متخصصة في البحث العلمي؟

بابتسامة هادئة قطعت نبرة الحماس التي كان يتحدث بها، استقبل جامع سؤالي، قبل أن يجيب قائلا: "لدينا وزارة تجمع بين التعليم والبحث العلمي والثقافة والخدمات الاجتماعية، هي وزارة التنمية والخدمات الاجتماعية، والتفكير –حاليا- ينصب على فصل وزارات متخصصة وإخراجها من هذه الوزارة، ومن هذه الوزارات وزارة للبحث العلمي".

ويبدو أن الرجل أدرك أن معلوماتي هي تلك فقط التي تصدرها لنا وسائل الإعلام عن الصومال، بحسبانها دولة تعيش في القرون الوسطى بسبب الصراعات، فلم يمهلني أن أسأله عن الكوادر التي سيستعينون بها في وزارة البحث العلمي.

وقال -مواصلا ابتسامته الهادئة، التي تعكس ثقافة مغايرة لفكرة الحروب والصراعات التي يقترن بها اسم دولة الصومال-: "طبعا ستسألني: من أين سنأتي بالكوادر؛ لأن الإعلام لم يذكر قط أن بالصومال 20 جامعة، وأن هذه الجامعات بها إدارات للبحث العلمي يمكن أن تكون نواة لكوادر هذه الوزارة، إضافة إلى العلماء الصوماليين في الخارج".

علماء صوماليون بالخارج؟! لم أستطع أن أمنع نفسي من التعجب، رغم محاولات الرجل الدائمة أن يغير الصورة التي رسمها الإعلام عن الصومال، وواصل الرجل صبره وهدوءه، قائلا: "نعم، علماء صوماليون بالخارج، فلدينا قاعدة من العلماء والمتخصصين في كل المجالات بالخارج، ولك أن تعرف مثلا أن أحد قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي صومالي".

وتابع قائلا: "ولماذا نذهب بعيدا، أنا كنت أقيم في الكويت، وعندما شعرت أن هناك رغبة من رئيس الدولة في التنمية عدت إلى بلدي لأخدم قضيتها".
 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط