Skip to content

26/11/17

اللبناني مقصود نجم ’نجوم العلوم‘ عام 2017

Nogoom Al oloom
حقوق الصورة:SciDev.Net / Fouad Maksoud

نقاط للقراءة السريعة

  • مخترع العرب هذا العام من لبنان، ابتكر آلة غزل كهربية، تعتمد تقنية متناهيات الصغر
  • نسجها يضخّ الدواء بأجسام المرضى والحرقى والجرحى والمتشنجين
  • ثناء على الجهد الذي أخرج الآلة، ومؤاخذة على جدواها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بيروت] تُوج اللبناني فؤاد مقصود بلقب ’مخترع العرب‘ بعد فوزه بالمركز الأول، لبرنامج ’نجوم العلوم‘، عن ابتكاره آلةً تستخدم تكنولوجيا النانو؛ لإنتاج ملابس مضادة للماء وضمادات لعلاج الجروح والحروق والتشنجات العضلية.
 
أُعلنت، مساء أمس، نتائج الموسم التاسع من البرنامج، خلال حلقة نهائية من مشارف عاصمة سلطنة عمان، خلافًا للحلقات السابقة التي كانت تُبَث من قطر.
 
والبرنامج تلفزيوني، يشجع رواد الأعمال الطموحين في مجال العلوم والتكنولوجيا بالمنطقة، ويدعم طموحاتهم، وقد أُطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع؛ ليكون حاضنًا للشباب العربي المبدع، وليحرر قدراتهم في إطار منافسة علمية هي الأولى في العالم العربي.
 
مقصود (25سنة) -الفائز هذا العام- باحث في مجال الهندسة الكيميائية وتكنولوجيا النانو بالجامعة الأمريكية في بيروت.
 
تنافس مقصود مع ثمانية من المبتكرين في التصفيات قبل النهائية، ليتمكن بجدارة من الصعود لمرحلة النهاية مع ثلاثة آخرين.
 
وبتصويت لجنة التحكيم والمشاهدين من محبي العلوم، حصل مقصود على 40 نقطة، بفارق 13 نقطة بينه وبين المركز الثاني، ليفوز بالجائزة الكبرى وقدرها 300 ألف دولار أمريكي.
 
وكان تقييم ابتكار مقصود هو الأعلى في تاريخ البرنامج، إذ نال 96 درجة من 100.
 
يقول مقصود لشبكة SciDev.Net: ”ظللت أعمل أربعة أشهر في ابتكار نموذج أولي لآلة وزنها نصف طن، تحوّل بعض المواد البتروكيميائية إلى شعيرات نانوية، تلتصق على القماش لإكسابه خصائص كيميائية، حيوية، وفيزيائية“، مع الحفاظ على تنفسه ومتانته.
 
تحتوي الآلة على أكثر من 1000 فوهة، لبخ المواد الكيميائية على الملابس المبسوطة على قاعدة متحركة داخل الجهاز، فيغزل كهربائيًّا مادة عازلة أو دواءً عبر فوهات مجهرية؛ لينتج ثلاثة منتجات: أولها ملابس عازلة للمياه، وثانيها ضمادات معالجة تسمح بتمرير الأدوية بكميات مناسبة، ولمدة مدروسة، تعالج الجروح والحروق البالغة، خصوصًا حروق الدرجة الثالثة، وتقرّحات مرض السكّري، والمنتج الثالث ضمادة للتشنُّجات العضلية.
 
ما يميز ابتكار مقصود عن ابتكارات أخرى في ذات المجال، ”أن آلته يمكنها إنتاج شعيرات نانوية في ست دقائق و28 ثانية، في حين يتطلب إنتاج الشعيرات ذاتها داخل المختبرات وقتًا أكبر، يتجاوز أربعًا وعشرين ساعة“، وفق مقصود.
 
ولا تحوي الأجهزة السابقة الشبيهة بجهازه سوى 50 فوهة، لا أكثر.
 
يؤكد مقصود أن البرنامج وفّر له دعمًا تقنيًّا وماديًّا كبيرًا، ويقول: ”من دونه، ما كنت لأتمكن من تنفيذ الآلة وتحقيق الهدف المرجو، لنقل هذه التقنية من جدران المختبرات إلى المجال الصناعي والمجتمع العام، ففي كلّ مرة كنت أحتاج إلى مادة أو قطعة معيّنة من الخارج، كانت إدارة البرنامج تنجح في توفيرها بسرعة“، إضافة إلى الاستفادة من الخبراء الذين يقدمون المشورة العلمية والتقنية.
 
ويتمنّى مقصود أن تحصل المنتجات التي ابتكرها على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، مشيرًا إلى أن الابتكار حصل على براءة اختراع ولكن أهميته تكمن في خروجه إلى السوق.
 
من جهته، فإن إبراهيم الشربيني مدير مركز علم المواد- بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، يرى أن ما يُعَدُّ جديدًا هو صنع جهاز غزل كهربي متعدد الفوهات، ما يتيح التعامل بشكل أسرع مع إنتاج هذه الألياف النانومترية أيًّا كان التطبيق المستخدَم.
 
ويستدرك: ”لكن رغم جمال الفكرة، قد يواجه هذا التصميم العديد من المعوقات عند مرحلة الإنتاج التجاري، من حيث التكلفة“، وفق ما أدلى به الشربيني لشبكة SciDev.Net، الذي يشير إلى وجود أجهزة أخرى تؤدي الدور نفسه، وهي أجدى اقتصاديًّا.
 
وإلى ما ذهب الشربيني يذهب محمد عبد المطلب -رئيس شركة استشارية بمجال تكنولوجيا النانو بمصر- مؤكدًا وجود خطوط إنتاج عالمية تنتج ملابس وأقمشة مضادة للماء وأخرى مضادة للبكتيريا تُستخدم في المستشفيات، وكذلك في التطبيقات العلاجية كالضمادات.

وفي رأي عبد المطلب أن الجدوى الاقتصادية لجهاز في سوق محلية، إنما تتبدى حقائقها في مرحلة النموذج الصناعي أو حتى نصف الصناعي، وهي مرحلة معقدة وصعبة.
 
وعلى الرغم من ذلك لم يمنع مأخذ عبد المطلب من الإشادة بالجهد واستحقاقه التشجيع، خاصةً مع التحديات التي تواجه المبتكرين في الوطن العربي.
 
بيد أن عضو لجنة التحكيم في برنامج ’نجوم العلوم‘، فؤاد مراد، يعد ابتكار مقصود مهمًّا للغاية، ويعتقد أن التطبيقات المستقبلية له ستشمل القطاعات الطبية والرياضية وحتى العسكرية.
 
يقول مراد: ”صحيح أن هناك صعوبات في الدول العربية لتطوير التكنولوجيات الناشئة مثل تكنولوجيا النانو، غير أن فوز هذا الابتكار يبيّن أنه يمكن للشباب العربي تذليل الصعوبات، فالأمر ليس مستحيلًا“.
 
حصد الكويتي أحمد نبيل المركز الثاني عن ابتكاره طريقةً لتنظيف عدسة المنظار الجراحي تلقائيًّا دون الحاجة لإخراجها من جسم المريض، الأمر الذي يقلل من خطر العدوى، ويقلل وقت الجراحة الذي يُهدَر في عمليات التنظيف اليدوية، وحصل به على 150 ألف دولار.
 
أما المركز الثالث فكان من نصيب السعودي مشعل الشهراني، عن ابتكاره سوار الملاحة للحجاج، الذي يستخدم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتسهيل تنقل الحجيج في أثناء تأدية المشاعر، وحصل على 100 ألف دولار، وفي المركز الرابع حل القطري محمد الجفيري عن ابتكاره روبوتًا تفاعليًّا لتسهيل عملية تعليم الأطفال الصم والبكم، وحصل على مبلغ 50 ألف دولار.
 
ويفتح البرنامج الباب لاستقبال أفكار للمشاركة في الموسم العاشر منه عبر موقعه الإلكتروني.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا