Skip to content

10/04/16

كريات من ’ورد النيل‘ تنقي مياه الصرف

Eichhornia
حقوق الصورة:Flickr/ Forest and Kim Starr

نقاط للقراءة السريعة

  • ورد النيل يدخل في تصنيع منتج ينقي مياه الصرف الصناعي من المخلفات غير العضوية
  • المنتج يخلص مصر من مشكلة ورد النيل، ويمكن استخدامه بنفس الكفاءة أربع مرات
  • تحفُّظ على تكلفة المنتج، ومحاولة للاستبدال بعنصر زيادتها آخرَ أقل سعرًا

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] تمكن باحثون مصريون من إدخال ورد النيل في منتج ينقي مياه الصرف الصناعي من المخلفات غير العضوية، وحصل الفريق البحثي على تمويل من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر؛ لتطوير الفكرة ومن ثَم الخروج بمنتج تجاري.

الفريق البحثي يقوده مدحت إبراهيم -الباحث في قسم الطيف بشعبة البحوث الفيزيقية في المركز القومي للبحوث- والذي أكد حصول الفكرة على براءة اختراع في ديسمبر 2015، ويضيف: ”تلا ذلك حصولنا على دعم قدره نصف مليون جنيه مصري من الأكاديمية لتطوير الفكرة، وذلك بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث في إيطاليا“.

يوضح إبراهيم لشبكة SciDev.Net أن ”الفكرة ذات فائدة مزدوجة، وتتمثل في إعادة تدوير مياه الصرف الصناعي بعد معالجتها بالمنتج الجديد المصنع من نبات ورد النيل، الذي يمثل مشكلة بيئية كبيرة“.

ورد النيل شره في امتصاصه للمياه؛ إذ تستهلك الوردة الواحدة ثلاثة لترات يوميًّا من المياه، كما أنه يحجب ضوء الشمس عن الأحياء المائية، مؤثرًا بذلك على تكاثرها، وتنفق مصر سنويًّا ما قيمته 400 مليون جنيه، لرفعه من المجاري المائية، وفق إبراهيم.

يشير إبراهيم إلى دراسات مصرية سابقة على براءة الاختراع أُجريت على ورد النيل، أثبتت دوره في تنقية المياه من المخلفات العضوية (مخلفات الصرف الصحي)، ”ولكننا نجحنا في استخدامه أيضًا للتنقية من بعض المخلفات ’غير العضوية‘ بإضافة مركب جديد إليه“.

يرى وليد مسعد -أحد أعضاء الفريق البحثي- أن ”مشكلة الصرف في المجاري المائية بمصر ليست في المخلفات العضوية فقط؛ فالمخلفات غير العضوية أخطر، مثل الرصاص والكادميوم، وغيرها من المخلفات الصناعية، الناتجة عن صناعات مثل البطاريات والزجاج والنسيج“.

ووفق دراسة لمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة في مصر عام 2011، ستبلغ مياه الصرف الصناعي في البلاد 7.5 مليارات متر مكعب سنويًّا بحلول عام 2017، أما مياه الصرف الصحي فتبلغ 2.8 مليار متر مكعب سنويًّا، وقد تصل إلى 6.2 مليارات عام 2017.

فكرة المنتَج الجديد -كما يشرحها مسعد- تعتمد على تجفيف نبات ورد النيل وتحويله إلى مسحوق، ثم خلطه بمادة كيتوزان، وهي مادة بوليمرية لها خاصية امتصاص المخلفات غير العضوية، ”ويتم جمع المادتين معًا في منتج جديد على هيئة كريات متناهية الصغر، حجمها يتراوح بين 700 إلى 900 ميكرومتر“.

إحدى مزايا المنتج يوضحها مسعد، وهي ”إمكانية استخدامه بنفس الكفاءة أربع مرات، من خلال وضعه في محلول قلوي يزيل العناصر الكيميائية، كما يمكن إعادة استخدام تلك العناصر مرة أخرى كمنتج ثانوي“.

يُبدي هشام القصاص -عميد معهد الدراسات والبحوث البيئية، جامعة عين شمس في مصر- إعجابًا بالمنتَج؛ لكونه يعالج مشكلة تلوث مياه الصرف الصحي والصناعي معًا، لكن تحفظه الوحيد على التكلفة.

يقول القصاص للشبكة: ”يمكن استيراد مواد تُستخدم في محطات تنقيه المياه، تقوم بنفس الدور، فهل تقدم تلك المادة التي أنتجها الفريق ميزه نوعية من حيث التكلفة؟“.

ويضيف: ”كما أن مادة الكيتوزان سعرها مرتفع نسبيًّا، وبالتالي يمكن أن يؤثر ذلك على سعر المنتَج النهائي“.

يرد إبراهيم على هذا التحفظ قائلًا: ”نحن بصدد تطوير المنتج، باستخدام مواد بديلة للكيتوزان متوفرة في البيئة المحلية بكثرة، وهو ما نحاول عمله الآن من خلال إجراء تجارب عملية على نطاق نصف صناعي، بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث في إيطاليا“، مشيرًا إلى مادة ألجينات الصوديوم، المستخلصة من الطحالب البنية.

ويضيف إبراهيم: ”يجب أن نضع في الحسبان أيضًا في أثناء تقييم المنتج، ما تنفقه الدولة على تطهير المجاري المائية من ورد النيل“.

  

 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا