Skip to content

27/08/18

س و ج مع جون ليبل حول جودة بحوث الجنوب

Jean Lebel
رئيس مركز بحوث التنمية الدولية، جون ليبل حقوق الصورة:SDN/CRDI/AP

نقاط للقراءة السريعة

  • تركز أنظمة تقييم البحوث الحالية أكثر من اللازم على المنهجية
  • أداة جديدة تتجاوز هذا، وتأخذ السياق والمعرفة المحلية في الاعتبار
  • يُظهر التحليل أن بحوث التنمية التي تُجرى في بلدان الجنوب أفضل جودة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

قدمت دراسة نُشرت الشهر الماضي أسلوبًا جديدًا مبتكرًا لتقييم البحوث في مجال التنمية. يمثل الأسلوب خروجًا على الأساليب التقليدية التي تعاني نقاط ضعف كبيرة، وفقًا لرؤية مُعدِّي الدراسة.

كتب الورقة البحثية جون ليبل، رئيس مركز بحوث التنمية الدولية الكندي، وروبرت ماكلين، وهو أحد كبار المتخصصين في البرامج في المؤسسة نفسها.

الطريقة الجديدة -وتدعى RQ+ أو ’ريسيرش كواليتي بلس‘– تشدد على أهمية آراء السكان الذين تهدف الأبحاث إلى تحسين حياتهم، والسياقات التي أجريت فيها، والمعارف المحلية عندهم سواء الموروثة أو المكتسبة. وعُدت هذه المعايير حاسمة وفاصلة في تقييم بحوث التنمية.

ولفهم أداة التقييم الجديدة على نحو أفضل، حاورت شبكة SciDev.Net جون ليبل؛ إيضاحًا لأبعادها الرئيسة…

ما الذي دفعك للشروع في إعداد الدراسة التي أسفرت عن هذه التقنية الجديدة؟

أردنا وضع طريقة لقياس جودة البحوث تكون ملائِمةً أكثر لنوعية البحوث التي ندعمها. على سبيل المثال، تعمل بحوث التنمية الجيدة على صياغة السياسات وتساعد على تحسين نوعية حياة الناس. لذا كان من المهم بالنسبة لنا تحديد وتطوير وطرح إطار جديد وأوسع نطاقًا للتقييم، يأخذ في الاعتبار الجوانب السياقية، وينظر في كيفية اتخاذ المشروع موقفًا يؤهله ليكون له تأثير على حياة الناس العاديين.

لسنا أول مَن يطرح هذا التوجه، فلطالما ناقش الباحثون أفضل الطرق لتقييم جودة البحوث. وآمل أن تساعد المقالة المنشورة في مجلة نيتشر حول هذه الأداة الجديدة على إحراز تقدُّم في المناقشة. توفر أداة (RQ+) حلًّا يمكن للجهات المانحة والهيئات المتخصصة استخدامه في البحوث في مجال التنمية الدولية، وكذلك المجتمع العلمي ككل.

كيف تختلف الأداة عن نظم التقييم الحالية؟

تحمل المنهجيات التقليدية لتقييم المساعي العلمية في ثناياها عددًا من القيود. إنها تركز في المقام الأول مثلًا على تقييم الزملاء أو إحصاءات عن المنشورات، لكنها لا تحكم صراحةً على أصالة البحوث أو فائدتها، ولا تنظر إلى درجة احترام المعرفة المحلية. في حين يتجاوز نهج RQ+ التقييم الذي ينصبّ تركيزه فحسب على الجدارة العلمية لمخرجات البحوث، ويتضمن أبعادًا أخرى ضرورية لقياس قيمة البحوث وجودتها.

بالنسبة لمركز بحوث التنمية الدولية، تشمل هذه الأبعاد شرعية البحوث وأهميتها وعلاقتها بالتطبيقات العملية، لكن الأبعاد الإضافية قد تتباين من مؤسسة إلى أخرى. لقد تم تصميم الأداة لتكون قابلةً للتكيف.

من الناحية العملية، ما الذي تضيفه طريقتك إلى النهج التقليدية، وهل فُقد شيءٌ ما في غمار هذه العملية؟

إننا نطرح أداةً تعالج أوجه القصور في النهج التقليدية. تتحدى RQ+ الآراء التقليدية بأن جودة البحوث تتعلق بوجه حصري بقوة أسلوبها المنهجي. فهي تشتمل على أبعاد إضافية للجودة تكون مهمةً عندما يتعلق الأمر بأنماط معينة من البحوث.

على سبيل المثال، تدعو [الأداة] لإجراء دراسة منهجية للسياق الذي يجري فيه العمل. وتهتم كذلك بالجهود المبذولة من منظور الأثر الاجتماعي، مثلًا من خلال تقييم مدى سهولة الوصول إلى نتائج البحوث.

تنتقد حقيقة أن النُّهُج التقليدية تعتمد بشكل كبير على رأي المقيّمين وعدد الاستشهادات. ما السبب؟

إذا أخذنا هذه الآراء بمعزل بعضها عن بعض، فإن رأي المقيّمين وإحصاء الاستشهادات يعطي فكرة عن شعبية البحث العلمي، لكنه لا يخبرنا إلا قليلًا عن مدى أهميته أو فائدته، وما الأثر الاجتماعي الذي يمكن أن يحدثه. ونتيجة لذلك، لا تحظى بعض بحوث التنمية بالتقدير الذي تستحقه، حتى عندما تكون ذات جودة عالية ولها تأثير إيجابي على حياة الناس في دول الجنوب.

تأخذ RQ+ في الحسبان رأي المقيّمين، لكن يجب أن تكون وجهات نظرهم قائمةً على الأدلة وليست مجرد رأي بسيط. ويجب أن يأخذ القائمون على التقييم وجهات النظر الخارجية في الحسبان، على سبيل المثال آراء المستخدمين المستهدَفين من قِبَل البحوث أو المجتمعات التي من المفترض أن تستفيد منها، بالإضافة إلى وجهات نظر الباحثين الآخرين العاملين في المجال نفسه.

تراعي RQ+ أيضًا النوع في الاعتبار. كيف يحدث هذا؟

يجب على المُقيِّم النظر على وجه التحديد إلى الدرجة التي يأخذ بها البحث في الحسبان المسائل المتأثرة بالنوع. نحن [أيضًا] نقيّم إلى أي مدى تُعَد نتائج البحوث نتاجًا لعملية تنطوي على أولويات أصحاب المصلحة وآرائهم، بما في ذلك النساء.

تعتقد أنه ينبغي تشجيع طلاب الدكتوراة الأفارقة على استكمال أطروحاتهم في مؤسسات أوطانهم. ما الآثار المترتبة على ذلك بالنسبة لجودة البحث؟

أشرنا في مقالة نيتشر إلى برنامج الزمالة لطلاب الدكتوراة الأفارقة الذين دعمناهم لسنوات عديدة. وجد المقيّمون أن البرنامج مثالٌ يحتذى من حيث المساواة بين الرجل والمرأة. ويرجع ذلك إلى أنه أخذ في الاعتبار البُعد الجنساني في سياق عملية التعيين، مما أدى إلى زيادة التحاق الطالبات، وأتاح تدريب كتلة حرجة من الباحثات الإناث في المنطقة واستبقاءهن.

كانت إحدى نتائج تحليلنا التلوي هي أن المعرفة المحلية ذات أهمية كبيرة. إن بناء قدرة الباحثين الشباب في بلدان الجنوب بشكل يقدِّر قيمة المعرفة المحلية يسفر عادةً عن حلول مبتكرة. ومن المرجح أن يتوصل الرجال والنساء الأكثر تضررًا بشكل مباشر من قضيةٍ ما إلى طريقة مبتكرة لمعالجتها.

تتحدى RQ+ أيضًا الآراء التقليدية القائلة إن الباحثين في بلدان الشمال يساعدون على بناء قدرات شركائهم في بلدان الجنوب. ما النهج البديل الذي تأمل أن تراه؟

ما نحن بصدده هو تفنيد الفكرة القائلة إن البحوث التي تركز بصفة خاصة على التدريب وبناء القدرات هي بالضرورة ذات جودة أقل. بل على النقيض من ذلك، يجب أن تؤخذ هذه النوعية من البحوث في الاعتبار؛ لأن بناء القدرات وجودة البحوث يسيران جنبًا إلى جنب. عندما نوسِّع تعريفنا لجودة البحوث، فإن هذا يمكِّننا من تسليط الضوء على قيمة وجهات النظر وإسهام الباحثين من بلدان الجنوب.

هل قمت بتجربة أسلوبك الجديد، وما هي النتائج؟

من خلال التركيز على 170 دراسة ممولة من مركز بحوث التنمية الدولية عبر سبعة مجالات بحثية في أنحاء مختلفة من العالم، توصلنا إلى عدد من الأفكار المثيرة للاهتمام. على سبيل المثال، تعلمنا أن البحوث التي أُجريت بالكامل في بلدان الجنوب تخضع عادةً لمعايير علمية صارمة أكثر. وهي أيضًا أهم فيما يتعلق بالتنمية. وتوخيًا لمزيد من الدقة، فإن بحوث التنمية التي أُجريت بالكامل في بلدان الجنوب ذات جودة أفضل من البحوث التي أُجريت في بلدان الشمال، بل إنها ذات جودة أعلى من تلك التي تتم في سياق التعاون بين الشمال والجنوب.

ما أهمية المثال الذي طرحته حول دراسة عن تغيُّر المناخ في بيرو، ثبت أنها كانت ذات مصداقية ومفيدة، لكنها لم تُنشر قَط في مجلة ذات مُعامل تأثير كبير؟

الرسالة التي نريد أن ننشرها على وجه التحديد هي أنه من المهم تجاوُز الأساليب التقليدية عند تقييم جودة بحوث التنمية. لقد ساعدَنا البحث من بيرو على فهم تغيُّر المناخ في المنطقة الوسطى من البلاد فهمًا أفضل، وأسهم في تشكيل السياسات والتدخلات من حيث التكيف في هذه المنطقة. وقد نال تقديرًا عاليًا باللجوء إلى عملية تقييم أكثر شمولية مثل RQ+، لا سيما من حيث نزاهته وشرعيته ووضعه بما يؤدي إلى التطبيقات العملية. وهو بحث قيّم على الرغم من عدم نشره في المجلات ذات معامل تأثير كبير، بل تم نشره في المنشورات التي تستخدم اللغات المحلية، مما يسمح باستخدامه على الفور من قِبَل الجهات المحلية الفاعلة التي تسعى إلى حل القضايا المُلِحة.
 
هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (الفرانكفونية)