Skip to content

12/09/12

كيف تكتب تقاريرك الصحفية عن الزيارات والرحلات الميدانية؟

Taking_notes_Flickr_CIMMYT_1024x768
عليك أن تشارك في جميع الأنشطة التي تنظّم لك أثناء الرحلات الميدانية حقوق الصورة:Flickr/CIMMYT

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

في هذا الدليل، يقدم لك الصحفي تان شيو تشين بعض النصائح للحصول على أفضل النتائج من زيارتك للعلماء في مواقع عملهم.

تمثل الرحلات الميدانية جانبا بالغ الأهمية -ومثيرًا- من جوانب الصحافة العلمية، فهي توفر لك مشاهدة مباشرة للأماكن التي يتم فيها اكتشاف العلم وإنجازه، سواء في أحد مختبرات جامعتك المحلية، أو في معهد دولي للبحوث، أو حتى في الرحلات الميدانية والمشروعات البحثية التي ينظمها العلماء. قد تكون لمثل هذه الزيارات قيمة عالية، ليس فقط من أجل جمع القصص ومواد الوسائط المتعددة، ولكن أيضا لتوسيع شبكة معارفك من الخبراء، والتعرّف على العوامل التي تؤثر على العلماء وراء الكواليس، وكذلك زيادة معارفك العلمية العامة.

كيف يمكنك إذن تحقيق أقصى استفادة من الرحلة؟ سيزودك هذا الدليل بنصائح عملية حول القيام بزيارات خارج المكتب، من عملية الإعداد بالغة الأهمية، إلى توقيت طرح الأسئلة الخادعة. يمكنك استخدامه إلى جانب دليل كتابة التقارير الصحفية من المؤتمرات العلمية لإرشادك إلى كيفية التصرّف عندما لا تكون مقيّدا إلى مكتبك.

 

تغطية التكاليف

ربما تقوم بتنظيم زيارتك إلى أحد مراكز الأبحاث أو المختبرات بنفسك، أو قد توفر الجهة الإعلامية التي تعمل بها التمويل. وإذا كنت صحفيا مستقلا، يمكنك أيضا أن تتفاوض حول قيام أحد عملائك بدفع قيمة نفقات السفر ضمن لجنة معينة.

وفي بعض الأحيان، قد يُعرض عليك القيام برحلة ميدانية مدفوعة التكاليف لزيارة إحدى المؤسسات البحثية أو الشركات. ناقش مع رئيس التحرير ما إن كان من الأخلاقي أن تقبل القيام بمثل هذه الرحلة، وما إذا كان عليك أن تصرّح بمصدر تمويل رحلتك في أية تغطية لاحقة.

إن المؤسسة التي تعرض رحلات مدفوعة القيمة لديها رسالة تريدك أن ترجع بها، لكن تذكر أنك لست مُلزما بتوصيل هذه الرسالة، أو حتى بكتابة مقال عن رحلتك هذه.

 

وضع جدول الأعمال

إذا قمت بتنظيم الرحلة بنفسك، فأنت من يقرر جدول الأعمال، ومن المرجّح أن تعلم المقابلات التي ستجريها والمواد التي تسعى وراءها. ولكن عندما تقوم منظمة أو شركة بتنظيم الرحلة، فستقوم تلك الجهة عادة بتحديد خط السير وجدول الأعمال. وفي هذه الحالة، اطلب خط سير تفصيلي قبل أن تقبل العرض. يجب أن تعلم ما ينوون عرضه عليك بالتحديد، وإذا كان ذلك ممكنا، أسماء المسؤولين الذين يمكنك إجراء المقابلات الصحفية معهم؛ فهذا يساعدك في الإعداد لرحلتك المرتقبة.

إن رحلات مثل هذه -وخاصة تلك التي يتم تنظيمها لمجموعات من الصحفيين- غالبا ما تكون مليئة بالعروض، والزيارات الميدانية أو المقابلات الصحفية أو كليهما، مما يترك لك وقتا محدودا لمتابعة موضوعك الخاص. ولذلك، كُن مستعدا ببعض القراءة الأساسية حول الموضوع. يمكنك -من خلال البحث في الإنترنت- معرفة الباحثين الرئيسيين، ومجالاتهم البحثية، وأية زوايا مثيرة للاهتمام على نحو واضح. وبالإضافة إلى ذلك، عادة ما أقوم بالبحث في أرشيف الصحيفة التي أعمل بها؛ حتى لا أقوم بتكرار الزاوية التي تم تناول الموضوع منها؛ وحتى يمكنني متابعة أية تطورات مثيرة للاهتمام وقعت منذ نشر المقالات السابقة.

إن امتلاكك لفكرة موضوعك، واطلاعك على المعلومات الأساسية بخصوصه، سيرشدك أثناء قيامك بجمع المعلومات. وتذكر أنه أيا كان من قام بترتيب الرحلة، فمن بين أكثر الأشياء المفيدة التي يمكنك إعدادها: قائمة أولية بالأسئلة، وأفكار للصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو أو أيا منهما. تساعدك هذه القوائم على التأكد من عدم نسيان الفرص المتاحة أو إضاعتها.

إذا كنت في رحلة جماعية، لكنك تريد حقا تطوير فكرة مختلفة لموضوعك، أو إجراء مقابلة مع أي شخص غير موجود على خط السير، اسأل منظّم  الرحلة عما إذا كان بوسعه وضع ترتيبات منفصلة لك. وحتى لو لم تتمكن من إجراء المقابلات الإضافية في نفس اليوم، فلا تعتبر أن رحلتك قد ضاعت هباء، فستكون قد حصلت على بيانات الاتصال اللازمة للحصول على المادة المطلوية.

 

إعداد مستلزماتك

من الضروري أن تقوم بإعداد معداتك الخاصة. ربما تكون مستعدا ذهنيا، ولكن حتى الصحفيين المهرة في الكتابة بطريقة الاختزال قد يعانون من صعوبات من دون مسجل للصوت يعمل جيدًا، كما إن صحفيي البث لن تكون لديهم أية مواد إذا تعطلت معداتهم.

من الواضح أنك ستحتاج إلى دفاتر وأقلام حبر وأقلام رصاص (تذكر أن أقلام الحبر قد تجف، لكن أقلام الرصاص تكتب تحت أي ظرف من الظروف). يمكن لمن يستطيعون استعمال لوحة المفاتيح بسرعة أن يفكروا في اصطحاب كمبيوتر محمول أو لوحي. لكن هذا ليس بالغ الأهمية، إلا إذا كان عليك إرسال موضوعاتك من الميدان، أو كنت بحاجة إلى مساحة لتخزين مقاطع الفيديو أو الصور الفوتوغرافية.

يجب على الصحفيين العاملين في الصحافة المطبوعة وعبر الإنترنت أن يصطحبوا معهم مسجلا للصوت إذا كان لديهم واحد، وذلك لضمان الدقة. وسيحتاج صحفيو البث إلى كاميرا الفيديو والميكروفونات، ومصادر الضوء الخاصة بهم. فكر في اصطحاب معدات احتياطية إذا كان ذلك ممكنا، وخصوصا في الرحلات الطويلة. يجلب بعض الصحفيين معهم معدات ذات جودة عالية تسمح ببث المواد الرسمية، كما يستخدمون الهواتف الذكية لجمع المواد "على الطاير" (يتزايد قبول وسائل الإعلام للمقاطع من هذا النوع).

ينبغي على الصحفيين العاملين في الصحافة المطبوعة -وحتى صحفيي الإنترنت- أن تكون معهم كاميرا، ويفضّل أن تكون قادرة على تصوير مقاطع الفيديو. وبوصفي صحفيا في جريدة مطبوعة، أفضل التقاط صوري الفوتوغرافية بنفسي، لكني أسأل أيضا عما إذا كان هناك مصور رسمي سيقوم بالتقاط الصور، أو إذا كان من الممكن إرسال الصور لاحقًا. عادة ما يكون الجواب بنعم، مما يعني أنني أستطيع أن أركّز على تدوين ملاحظاتي أكثر من التركيز على التصوير الفوتوغرافي.

عليك دائما أخذ بطاريات وبطاقات ذاكرة إضافية، ولا تنس أجهزة الشحن المختلفة لمعداتك، وخصوصا بالنسبة للرحلات التي تستغرق يوما كاملاً. وبالنسبة للرحلات إلى الخارج، تحقّق من أن الجهد الكهربي (الفولطية) سيتناسب مع معداتك، وتذكّر أن تأخذ محوّلا عالميا للتيار الكهربي.

عليك أيضا التعرّف على الطقس. تنفد البطاريات أسرع في الطقس البارد، في حين أن الرطوبة، أو الأمطار أو الرمال قد تُلحق الضرر بالأجهزة الإلكترونية غير المحمية. تأكّد دوما من امتلاك التجهيزات المناسبة من الملابس، وحقائب الظهر، إلخ.

هل تمتلك درجة كافية من اللياقة البدنية؟ في إحدى زياراتي لقرية جبلية نائية في إندونيسيا، كان عليّ أن أسير طويلا إلى أعلى وأسفل منحدرات شاهقة لكي أصل إلى موقع المشروع.

وأخيرا، لا تنس جلب الكثير من بطاقات العمل التي تحتوي على بيانات الاتصال الخاصة بك، لإعطائها للأشخاص الذين تلتقيهم.

في يوم الرحلة

خلال الرحلة نفسها، كُن شديد الانتباه، واحتفظ بعقل منفتح، وشارك في الأحداث. من بين المميزات الرئيسية لإجراء مقابلات مباشرة مع شخص ما: أن تتعرف على شخصيته وتعبيراته. ويمكنك اختيار الموضوعات التي تشعر أنهم مهتمون بها، ومن ثم نقل مقابلتك إلى اتجاهات جديدة أو غير متوقعة.

انظر حول المكتب أو المختبر، ودوّن أية لمسات مميزة أو مثيرة للاهتمام (مثل اقتباسات مُلهمة، أو ملصقات أو أعمال فنية طريفة، أو حتى الترتيب الشديد أو الفوضى العارمة). إن الملاحظة الجيدة تمنح نكهة أفضل لمقالك، على نحو أبلغ من نقل الحقائق العلمية بصورة مباشرة. وبطبيعة الحال، ستساعدك المقابلة الشخصية في الحصول على صور ومقاطع فيديو جيدة. ولكن تجنّب سرد التفاصيل التي لا تُضيف شيئا إلى القصة: ففي معظم الحالات، ليس مُهما بصفة خاصة معرفة الملابس التي يرتديها الباحث، فالأمر الأكثر أهمية بكثير هو معرفة المزيد عن دوافعه.

نادرا ما تُجرى البحوث العلمية من قبل شخص واحد، ولذلك لا تركز فقط على الباحث الرئيسي. اطلب مقابلة الباحثين الآخرين ضمن الفريق، واسأل عما يفعلونه، ومجالات خبرتهم. حاول أن تحصل على بطاقاتهم ودوّن المعلومات المتعلقة بهم على ظهرها، فذلك سيساعدك على تذكّر مَن يفعل ماذا. وعلى نفس القدر من الأهمية، فعندما تُعطيهم بطاقتك، اطلب منهم الاتصال بك حول البحوث المستقبلية المثيرة للاهتمام. قد تجد أن مقابلة شخصية، أو عرضا تقديميًّا، أو حتى محادثة عابرة، ستُظهر لك خيوطًا جديدة. ولذلك، احتفظ بعقل منفتح حول كيف يمكن تحويل هذه المادة إلى قصة مثيرة. وعلى سبيل المثال، فقد قمت بزيارة نظمتها شركة فيليبس للإلكترونيات إلى الولايات المتحدة، والتي ركّزت على أحدث أجهزة التصوير التي تُنتجها الشركة. لكنها أفضت أيضا إلى مقال رئيسي منفصل عن اضطرابات النوم، فقد ساعدني معارفي الجدد على اتخاذ الترتيبات اللازمة لإجراء اختبار للنوم في بلدي، مما مكنني من إجراء مقابلات مع الخبراء، والذين أضفت إليهم باحثين تعرّفت عليهم بنفسي لضمان الموضوعية.

إن العثور على هذا النوع من الفرص يعتمد على مشاركتك في جميع الأنشطة التي يتم تنظيمها، وليس الخضوع للإرهاق الناجم عن السفر عبر المناطق الزمنية المختلفة أو أن تتصرف كسائح. لا تستسلم لإغراء الابتعاد عن الأنشطة التي تعتقد أنها ليست ذات صلة بموضوعك، فقد تأتي الأفكار والمعارف من مصادر غير متوقعة. عليك أيضا الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع مضيفيك، الذين قد تحتاج إلى مساعدتهم في مقالاتك المستقبلية.

 

ابق متّزنا- ويقظا

قد يكون من الصعب أن تظل موضوعيًّا عندما تلتقي باحثين ودودين ضحَّوا بوقتهم لاستضافتك في مؤسستهم. ولكن ينبغي أن يفهم العلماء أنك لم تذهب إلى هناك لكسب أصدقاء جدد. يجب أن تكون نبرتك ودية، وموزونة، وغير اتهامية، وبالتالي يمكنك أن تطرح أسئلة صعبة أو قد تكون محرجة دون استعداء من تُجري معه المقابلة. وإذا كان ذلك من الصعوبة بمكان، فبوسعك أن تننظر حتى نهاية الرحلة لكي تطرح هذه الأسئلة، أو إرسالها بالبريد الإلكتروني إلى الأشخاص المعنيين بعد انتهاء الزيارة. من الكياسة أن تمنح مضيفيك الوقت الكافي للرد على الأسئلة الصعبة، إن ذلك يساعد في الحفاظ على أجواء ودية ومفتوحة أثناء وجودك معهم، لكنه يحمل خطر تلقّي أجوبة مُعدّة مسبقًا- وبالتالي ربما تكون أكثر تحفظًا.

يمثل الانتباه أمرًا بالغ الأهمية هنا؛ فأثناء ترقّبك لتفاصيل دقيقة وسبل جديدة، تذكّر أن كل شخص يود دائما أن يُظهر لوسائل الإعلام أفضل جوانبه، لكنها قد لا تكون صحيحة دائما.

حاول أن تبحث تحت السطح، ومن ثَمَّ النظر إلى حقيقة الوضع. قُم بإجراء محادثات عابرة مع الأشخاص الذين تلتقيهم للتعرف على آرائهم حول أعمالهم ومقار عملهم، كما يتوجب عليك تحليل الإحصاءات التي تقدّم إليك، وتفحّص أية معلومات فيها بعناية؛ لتعرف ما إذا كان قد تم "تطويعها" أو التلاعب بها لتبدو أفضل مما هي عليه. لكن لا تتعمد التنقيب عن الأخطاء أو الفضائح، أو أن تبحث عن عناصر تُضفي قدرا من الإثارة والتشويق على موضوعك. ما عليك إلا التأكد من أنك لا تنظر إلى الموضوع مستخدما زوجا من النظارات الوردية.

العودة إلى مقر عملك

فور عودتك إلى المكتب، من الجيد أن تقوم بالمتابعة عن طريق رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الباحثين الذين كانوا مفيدين على وجه الخصوص أثناء زيارتك؛ فقد يتحول هؤلاء أيضا إلى معارف مفيدة في المستقبل. عليك أيضا مشاركة المعلومات التي قمت بجمعها مع زملائك. يمكن حتى ليوم واحد خارج المكتب أن يُسفر عن قدر كبير من المواد الصحفية.

وخلاصة القول أن الزيارات إلى المختبرات تمثل فرصا كبيرة لتوسيع آفاقك العلمية والصحفية. وعن طريق الإعداد الجيد، والمعدات المناسبة، والاحتفاظ بعقل فضولي، يمكنك الحصول ليس فقط على قصص رائعة في ذلك اليوم، بل وعلى معارف واتصالات ستفيدك كثيرا في المستقبل.