Skip to content

16/07/15

منظومة معالجة بيولوجية لتطهير الترب الملوثة بالعراق

Iraq soil oil
حقوق الصورة:Panos/ John McDermott

نقاط للقراءة السريعة

  • مواقع كثيرة فيها ترب ملوثة بالهيدروكربونات بسبب مصافي تكرير النفط المنتشرة في البلاد
  • الحل الاعتيادي هو قشط التربة الملوثة واستبدالها بتربة جديدة، وهو نقل للمشكلة لا حل
  • وزارة العلوم والتكنولوجيا تختبر منظومة تعتمد على مجتمع ميكروبي لتفكيك الملوثات بالتربة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 [بغداد] صممت وزارة العلوم والتكنولوجيا في العراق منظومة تجريبية للمعالجة البيولوجية للترب الملوثة بالهيدروكربونات، ونصبتها مطلع الشهر الجاري في أحد المواقع التي تشهد تلوثًا بالمخلفات النفطية في ’التويثة‘ جنوب شرق بغداد؛ لقياس كفاءة عمليات المعالجة لهذه الترب.

 
تم تصميم المنظومة وتصنيعها في دائرة البيئة والمياه في الوزارة، بالتنسيق بين مركزي تكنولوجيا معالجة الملوثات وتكنولوجيا معالجة المياه، بكلفة تعادل مليوني دولار أمريكي تقريبًا، وفق سعد حسين، الباحث في الدائرة وصاحب فكرة المنظومة.
 
المنظومة الأولى من نوعها في العراق فكرتها ليست جديدة، كما يوضح حسين، ”ولكن هذه المنظومات تصمم حسب احتياج كل بلد وتجاربه في مجال المعالجة“، مؤكدًا أن العراق فيها 

”المنظومة كانت جزءا من مشروع خاص تم خلاله تشييد مختبرات متخصصة مجهزة، وتدريب كوادر متقدمة يمكنها تنفيذ المعالجة بواسطة منظومات حقلية أبسط وأقل تكلفة“

سعد حسين، صاحب فكرة المنظومة

الكثير من المواقع الملوثة بالهيدروكربونات؛ بسبب مصافي تكرير النفط المنتشرة في البلاد ومحطات الوقود، بالإضافة إلى آلاف المولدات الكهربائية الأهلية والمنتشرة في جميع مناطق العراق.
 
تستخدم الجهات المختصة الطرق الاعتيادية لمعالجة الترب الملوثة بالنفط، وفق حسين، وذلك من خلال قشط التربة الملوثة واستبدالها بتربة جديدة، ثم تنقل التربة الملوثة إلى مكان آخر دون معالجة جذرية.
 
يؤكد حسين أن ”هذه الآلية لا تحد من خطورة الترب الملوثة، فهي إما تجف وتتحول إلى غبار ملوث بالهيدروكربونات ينتقل عبر الهواء فينشقه الإنسان، أو ترتبط بمصادر المياه المستخدمة في الري فتلوث النباتات ومنها تنتقل للإنسان“.
 
وللتخلص من تلك الملوثات لا بد من تفكيكها، وهو ما تعتمد عليه منظومة المعالجة البيولوجية، حيث يرتكز عملها التجريبي على استخدام مجتمع ميكروبي مغلق، مخصص لتفكيك المواد الهيدروكربونية الملوثة للترب، وتحت ظروف مسيطر عليها من حيث درجة الحرارة والتهوية، وتجرى عمليات متابعة دورية لنوعية المجتمع الميكروبي ومستويات التفكك للملوثات باستخدام أجهزة متخصصة.

يشرح حسين لشبكة SciDev.Net: ”العوامل البيئية لها دور مهم في التأثير على سرعة تفكك الهيدروكربونات، ومن هذه العوامل الحرارة، ومن خلال التحكم فيها يتم تسريع معدلات التفكيك الحيوي لهذه الملوثات“.
 
وتمثل المنظومة نموذجا تجريبيا لاختبار كفاءة الميكروبات المستخدمة للمعالجة؛ فكل تربة لها آلية وطريقة للمعالجة، وفق موقعها، والمساحة الملوثة وتركيز النفط بها، ومدى عمق التلوث واقترابه من المياه الجوفية.
 
وحول تطبيق هذا النموذج على نطاق واسع يقول حسين: ”المنظومة كانت جزءا من مشروع خاص ممول من وزارة العلوم والتكنولوجيا، تم خلاله تشييد مختبرات متخصصة مجهزة، وتدريب كوادر متقدمة يمكنها تنفيذ المعالجة بواسطة منظومات حقلية أبسط وأقل تكلفة“.
 
ويثني علي اللامي -مستشار وزير البيئة السابق- على فكرة المنظومة، لافتًا لاحتياج دولة مصدرة للنفط مثل العراق إلى حلول حقيقية لمشكلة تلوث التربة بالهيدروكربونات، خصوصا وأن شركات النفط لا تزال غير مهتمة بالجوانب البيئية، مؤكدًا لشبكة SciDev.Net أن ”معالجة تلوث التربة بالقشط نقل للمشكلة، لا حل لها“.

”معالجة تلوث التربة بالقشط نقل للمشكلة، لا حل لها“

علي اللامي، مستشار وزير البيئة السابق

إلا أن مثل تلك المشروعات تواجهها تحديات تعوق الاستفادة منها على أرض الواقع، كما يرى رعد عبد الله، مدير مركز تكنولوجيا معالجة المياه بالوزارة، مشيرًا إلى أن إيجاد الحلول للمشكلات لا يرافقه تنسيق بين الوزارات المعنية بالمشكلة للاستفادة من الحلول المبتكرة.
 
ويضرب رعد مثالًا موضحًا فيقول: ”في حين ترصد وزارة البيئة المناطق ذات الترب الملوثة وتوثقها، ليس لدى الوزارة محددات تجبرها على اللجوء إلى وزارة العلوم والتكنولوجيا لتوفر لها حلولاً لتطهير تلك المساحات“.
 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا