Skip to content

14/06/17

حي مصري يحول القمامة إلى منتجات

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تعوَّد أهالي منطقة كوتسيكا، أحد أحياء مدينة القاهرة في مصر، على إلقاء مخلفاتهم في مكب للقمامة يوجد في نهاية مرآب للسيارات بجوار المنطقة، ولكن قبل أربع سنوات نجحت جمعية عين البيئة التعاونية في تغيير هذا المشهد، ليتحول المكب إلى مقر للجمعية، يستقبل القمامة لكن بطريقة تحولها من عبء إلى قيمة مضافة.

الفرق بين المشهدين يقف خلفه جهدٌ قام به فريق من الجمعية مؤلف من شباب المنطقة، بمساعدة المهندس سامي برسوم، استشاري إعادة تدوير المخلفات الصلبة بالجمعية، والذي صمَّم ماكينات مخصصة لتحويل المخلفات البلاستيكية إلى منتجات.

جمعية عين البيئة التعاونية هي جمعية أُسِّست عام 2012، وتهدف إلى تفعيل دور المجتمع المدني في حل المشكلات البيئية اليومية التي تواجه المواطنين، مثل مشكلة القمامة والتلوث وغيرها.

وبدأ جهد الجمعية بتوعية أهالي المنطقة بأهمية فصل القمامة من المنبع. يقول المهندس علي زايد -الباحث المتخصص في إعادة تدوير المخلفات الصلبة بالجمعية، ومسؤول رقابة الجودة بها-: ”مرت فتيات الجمعية على سيدات البيوت للتوعية، ووزعت عليهن أكياسًا زرقاء للمخلفات الصلبة وأخرى خضراء للمخلفات العضوية، وعبوة لتجميع الزيوت المستخدمة“.

من ثَم يجمع الشباب القمامة من المنازل عبر دراجة نارية تحمل خلفها صندوقين، أحدهما أخضر والآخر أزرق، وأطلقوا عليها اسم ’طفطف البيئة‘. يبتسم زايد ويقول وهو يشير إلى بعض المنتجات الناتجة عن القمامة مثل بودرة البلاستيك والأخشاب وطوب البناء: ”كان الأهالي يمنحون جامع القمامة مقابلًا ماديًّا، والآن توفر الجمعية لهم خدمة جمع المخلفات مجانًا، لنحولها إلى منتجات، ننفق بها على أنشطتنا البيئية الأخرى“.

ويتحدث زايد بفخر عن نجاحهم في تغيير ثقافة المجتمع المحلي، قائلًا: ”اختفت كلمة (الزبال) التي تُطلَق على جامع القمامة، وأصبحت رؤية الطفطف من الأمور المحببة، لا سيما لدى الأطفال“.

وبعد جمع القمامة المصنفة في طفطف البيئة، تأتي مرحلة أخرى من التصنيف داخل مقر الجمعية، حيث توضع القمامة على سير متحرك، لفصل المواد البلاستيكية لتدخل في مراحل إنتاج تبدأ بكبس البلاستيك ثم تكسيره وغسله وتحويله إلى مسحوق يُستخدم في إنتاج الخراطيم ولعب الأطفال، أما المواد العضوية فتدخل في إنتاج البيوجاز وطوب البناء وأغطية البلاعات.

وتحاول الجمعية إلى جانب هذا النشاط، تنظيم دورات تدريبية لتوعية أهالي المنطقة بالاستفادة من أي مخلفات داخل المنزل، من خلال منتجات يتم عرضها داخل مقر الجمعية، مثل أطقم للجلوس واستقبال الضيوف، صُنعت من إطارات السيارات القديمة والبراميل، وكذلك تصنيع ’حصالات‘ جمع الأموال من العبوات القديمة.

ويمكن لمَن يأتي للتدريب، مشاهدة نموذج للزراعة المائية التي يمكن استخدامها لإنتاج الخضراوات وتربية الأسماك فوق أسطح المنازل، وكذلك مشاهدة نماذج للاستفادة من الطاقة الشمسية في الإنارة وتسخين الماء.

كما تسعى الجمعية عبر بروتكولات تعاون مع هيئات وجمعيات مهتمة بأنشطة مشابهة، تكرار التجربة في مناطق عشوائية أخرى.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.