Skip to content

21/02/21

تكامل مناهج القضاء على الأمراض

yemen flu

نقاط للقراءة السريعة

  • التركيز على كوفيد-19 يهدد التقدم المحرَز إزاء أمراض المناطق المدارية المهملة
  • هناك حاجة إلى نهج شامل لمكافحة الأمراض والقضاء عليها
  • لبعض الأدوية القدرة على معالجة أمراض متعددة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

سايمون بلاند يكتب عن الحاجة إلى نهج شامل في التصدي للأمراض المهملة، التي تصرف جائحة كوفيد-19 الانتباه عنها.

بعد مرور ما يزيد قليلًا على السنة، منذ أعلنت منظمة الصحة العالمية جائحة كوفيد-19 ”حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًّا“، تم إعطاء أكثر من 173 مليون جرعة من اللقاح المضاد في 77 دولة.

ورغم كون الجهود المبذولة لإنتاج لقاحات فعالة ضد كوفيد-19 وتوزيعها جديرةً بالإشادة، واستحقاقها للمديح بحسبانها أعجوبةً طبيةً علمية، هناك مخاوف من أن هذا التركيز المطلق يمكن أن يعرقل عقودًا من التقدم في مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة.

لوضع هذا في سياقه، تُظهر الأبحاث أنه منذ بداية الجائحة، طُورت فحوص تشخيصية لكوفيد-19 أكثر من فحوص جميع أمراض المناطق المدارية المهملة العشرين المطورة في المئة عام الماضية.

بل تشير المؤشرات الراهنة أيضًا إلى أنه يجري تخفيض تمويل أمراض المناطق المدارية المهملة بسبب انكماش الاقتصادات وخفض المساعدات الدولية، أو تحويل التمويل الحالي لمكافحة الجائحة.

ولربما يصير لهذا الاتجاه آثارٌ كارثية لما يربو على المليار شخص المعرضين حاليًّا للإصابة بأمراض المناطق المدارية المهملة على مستوى العالم، الذين كانوا وسيظلون وراء الرَّكب إذا تقاعسنا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وإن تجنُّب استغلال المزيد من الموارد في غير أمراض المناطق المدارية المهملة، يحتاج إلى اعتماد نهج أكثر تكاملًا لمكافحة الأمراض والقضاء عليها، التي تشمل أمراضًا متعددة بدلًا من التركيز على كل مرض على حدة، وإن تحديد أوجه التشابه بين الأمراض المعدية، بما في ذلك كوفيد-19، يُعد أمرًا أساسيًّا لتحقيق نظام رعاية صحية أكثر تكاملًا.

عالم متصل

يحتاج مجتمع أمراض المناطق المدارية المهملة إلى تقوية حجته من أجل وضع حد لإهماله، وهاهي الفرصة النادرة تسنح لفعل ذلك، لقد شهد العالم، بشكل مباشر، كيف ترتبط صحة الأشخاص من جميع أنحاء العالم ارتباطًا وثيقًا، وكيف تتشابك صحة البشر وسلامة الاقتصاد العالمي بالقدر نفسه.

لقد أثبتت جائحة كوفيد-19 أنه لا يوجد أحد في مأمن حقًّا ما لم يكن الجميع آمنًا.

ومن ثم يتوجب على النظم الصحية الأقوى والأكثر تكاملًا أن تعمل على تعزيز المراقبة والإنذار المبكر والتأهب لمواجهة الجائحة، وينبغي أن نضع ذلك في الاعتبار عندما نبحث عن موارد للتصدي لأمراض المناطق المدارية المهملة.

علاوة على ذلك، ساعدت جائحة كوفيد-19 في زيادة الوعي بأهمية الصرف الصحي والنظافة العامة في الوقاية من الأمراض، وفي هذا الصدد، تجدر التذكرة بأن خارطة الطريق الجديدة لمنظمة الصحة العالمية لأمراض المناطق المدارية المهملة، 2021-2030، ترسم خطة للجهود الفعالة في القضاء عليها.

هذه الخطة أشارت إلى المياه والصرف الصحي والنظافة العامة، باعتبارها من التدخلات الإستراتيجية الأساسية في معالجة 18 مرضًا من أمراض المناطق المدارية المهملة العشرين، تتضمن داء الفيلاريات اللمفي، الذي أصاب أكثر من 56 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في عام 2017.

وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، يمكننا تقليل أمراض المناطق المدارية المهملة المرتبطة بالمياه والصرف الصحي والنظافة العامة بنسبة تصل إلى 78% بشتى أنحاء العالم من خلال تحسين خدمات الصرف الصحي، ويمثل توسيع نطاق خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة تحولًا مهمًّا لمجتمع أمراض المناطق المدارية المهملة؛ إذ يبدأ في تبنِّي نهج شامل لعدة قطاعات من أجل القضاء على الأمراض.

إعادة توظيف الأدوية

كذلك، ثمة فوائد من اعتماد نهج أكثر تكاملًا وشمولًا للأمراض في توزيع الأدوية على نطاق جماهيري.

يُعد عقار إيفرمكتين علاجًا فعالًا للغاية للوقاية من داء كلابية الذنب (العمى النهري)، وهو من أمراض المناطق المدارية المهملة الذي تصيب به دودة طفيلية تنتقل عن طريق الذباب الأسود، ولعلاج داء الفيلاريات اللمفي، وهو مرض آخر من أمراض المناطق المدارية المهملة ينتشر عن طريق الديدان الطفيلية التي تنتقل عن طريق البعوض.

في عام 1987، التزمت شركة ميرك آند كو بالتبرع بالإيفرمكتين مجانًا لأطول فترة ممكنة من خلال ’برنامج مكتيزان للتبرع‘، منذ ذلك الحين، أصبح هناك اهتمام بإعادة توظيف عقار الإيفرمكتين، ويتم استخدامه الآن لعلاج حالات معينة من الملاريا، على سبيل المثال، بل هناك تجارب سريرية لتقييم إمكانية استخدامه في مكافحة كوفيد-19، على الرغم من قلة الأدلة القاطعة على فاعليته في الوقت الحاضر.

إن تطوير لقاحات أمراض المناطق المدارية المهملة لم يواكب شواغل صحية عالمية أخرى.

ففي المعهد العالمي للقضاء على الأمراض، المُنشأ حديثًا، نقدر القيمة الجوهرية لتعزيز واعتماد مناهج متعددة القطاعات وعابرة الحدود لأصحاب المصلحة المتعددين من أجل القضاء على الأمراض.

يدعو هذا النهج الجهات الفاعلة على جميع الأصعدة والمناطق الجغرافية كافة إلى المشاركة في طرق تسهّل التعاون وتتصدّي للتشتت وتتجنب ازدواجية الجهود، لن تسير الأمور بسلاسة دائمًا، ولكن إذا اغتنمنا تلك الفرص، فمن المحتمل أن نرى نتائج أكبر أثرًا واستمراريةً مع الانتشار العالمي.

على الرغم من تحديات كوفيد-19، فإنه يوفر لنا فرصة للتفكير بشكل أكثر تآزرًا، بحيث يمكن للموارد أن تخدم المجتمعات التي تعاني من كوفيد-19 وأمراض المناطق المدارية المهملة، وكما أظهرت فاشيات سابقة، تزداد الوفيات الناجمة عن الأمراض التي يمكن الوقاية منها بشكل كبير عندما تكون أنظمة الرعاية الصحية مثقلةً ومشتتة.

إن هذا الاتجاه، الذي يهدف إلى دمج الوقاية من أمراض المناطق المدارية المهملة وعلاجها في خدمات الرعاية الصحية الأولية الروتينية يقربنا أكثر من تحقيق التغطية الصحية الشاملة، حيث لا يُهمَل أي مرض ولا أي شخص.

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع   SciDev.Net

سايمون بلاند هو الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض، وهو معهد صحي عالمي جديد يركز على تسريع وتيرة القضاء على الملاريا وشلل الأطفال وداء الفيلاريات اللمفي وداء كلابية الذنب.