Skip to content

27/02/21

فرص قليلة للمرأة المصرية في العلوم وتحديات عديدة

المرأة المصرية في العلوم1 - حقوق الصورة محمد السنباطي
حقوق الصورة:Mohamed Elsonpaty/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • تطبيق قوانين وسياسات دعم عمل المرأة في العلوم بمصر يجري على نحو غير مناسب
  • عزوف لافت من قِبل الباحثات المصريات عن الانخراط في ريادة الأعمال والتعاون مع الصناعة
  • دراسات أحوال المرأة في العلوم بالمنطقة إحصائية، لا تهتم لمعرفة الأسباب ولا تُعنى بمحاولة الفهم

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بروكسل] رفعت عالِمات وباحثات مصريات شكاياتهن من التحديات والأوضاع التي تجابههن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

كشفت تلك الشكايات نتائج دراسة واستبانة أطلقهما كلٌّ من المجلس الثقافي البريطاني في مصر والمرصد المصري للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.

ونُشرت تلك النتائج الثلاثاء الماضي ضمن فعاليات المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي، المنعقد افتراضيًّا عبر الإنترنت.

تناولت الدراسة التي أجراها المجلس الثقافي البريطاني الوضع العام للمرأة في العلوم بمصر، وذلك من ناحيتي التعليم وسوق العمل، كما استكشفت التحديات والفرص في الصدد ذاته، وفقما بينت شيماء البنا، رئيسة برامج العلوم بالمجلس الثقافي البريطاني.

أُجريت الدراسة من خلال استبانة شملت 63 امرأةً مصريةً تدرس أو تعمل بمجالات العلوم، بالإضافة إلى مقابلات ومجموعات نقاش شملت 22 مشارِكة غالبيتهن قد انخرطن في مشروعات مع المجلس الثقافي البريطاني.

ورصدت الدراسة عددًا من التحديات التي تواجه النساء في مصر في مجالات العلوم المختلفة، في مقدمة تلك التحديات السياسات والأطر القانونية لعمل المرأة.

أفادت إحدى المشارِكات أنه برغم وجود قوانين وسياسات تدعم عمل المرأة في العلوم، فإن تطبيقها يجري على نحو غير مناسب أحيانًا، إما لضعف التنفيذ أو لغياب المراقبة.

وعكست نتائج الدراسة هذه التحديات، إذ أعرب 68% من المشارِكات عن عدم وجود دعم كافٍ فيما يتعلق بإجازات الوضع ورعاية الطفل، بينما يعتقد 58% منهن بعدم وجود أحكام ملائمة لعدد ساعات العمل.

من ثم، فإن غالبية المشارِكات بالدراسة من الطالبات والمهنيات بمجالات العلوم أكدت ضرورة تغيير السياسات الحالية في الأوساط التعليمية والصناعية كي تكون أكثر شمولًا للنساء.

كما ألقت الدراسة الضوء على المعوقات الاجتماعية والاقتصادية التي تجابهها المصريات في مجالات العلوم، مثل التحيُّز الناجم عن الأعراف الاجتماعية تجاه المرأة، والفجوة بين الريف والحضر، وعدم المساواة الاقتصادية بين الجنسين.

إذ أوضحت بريهان الشافعي -مسؤولة برامج العلوم بالمجلس الثقافي البريطاني- أن كل تلك الأمور تحد من تقدم مسيرة المرأة المصرية المهنية بمجالات العلوم المختلفة.

وكان من اللافت ارتفاع نسبة خريجات الجامعة بتلك المجالات؛ إذ تبلغ 52%، وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

سبل تخطي هذه العوائق هي الإرشاد والتوجيه للمرأة في مجال العلوم، بجانب إبراز قصص النجاح وسير القدوات التي يُحتذى بها، كما تنصح رنا الدجاني، رئيسة جمعية تقدم العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي -والأستاذ بالجامعة الهاشمية في الأردن.

وتضيف رنا: إن احتضان أفكار ومشروعات التوعية العلمية وربط العلوم بالمجتمع قد يُسهم في التغلب على تلك المعوقات.

في السياق ذاته جاءت نتائج استبانة أجراها المرصد المصري للعلوم والتكنولوجيا والابتكار -التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا- لتلفت النظر إلى تحديات تواجه المرأة في القطاع الأكاديمي والبحثي تحديدًا.

يوضح محمد رمضان مدير المرصد أن الاستبانة التي شملت 411 باحثة مصرية ينتمين إلى 30 جامعة ومركزًا بحثيًّا تبرز تحديات أخرى.

عزوف الباحثات المصريات عن الانخراط في ريادة الأعمال والتعاون مع الصناعة أمرٌ لافت للنظر؛ إذ بينت نتائج الاستبانة أن 6.3% فقط من المشارِكات أنشأن شركة ناشئة، بينما شارك 15.6% فقط في مشروعات مشتركة مع الصناعة.

ذلك العزوف انعكس في التقدم بطلبات براءات الاختراع وكذلك الحصول عليها، إذ إن نحو 11% فقط من المشارِكات بالاستبانة تقدمن للحصول على براءة اختراع أو حصلن عليها بالفعل.

يعزو رمضان ذلك إلى نقص التدريب الموجه للباحثات والأكاديميات حول ريادة الأعمال والتعاون مع الصناعة، بالإضافة إلى قلة التمويل وصعوبة الحصول على الاستثمارات وكذلك الوصول إلى السوق، وأخيرًا المعوقات الثقافية والاجتماعية.

يمكن للمبادرات الداعمة مجابهة تلك التحديات، كما تعقِّب أمل أمين، مؤسِّسة مبادرة ’المرأة في العلوم بلا حدود‘ -والأستاذ المساعد بالمركز القومي للبحوث بمصر.

توضح أمل أن مبادرتها تستهدف تمكين المرأة في مجالات العلوم من خلال وسائل متعددة، منها الشراكة مع الصناعة والإعلام، والتشبيك مع المؤسسات غير الحكومية المعنية، وكذلك التعاون مع الجهات البحثية على مستوى دولي.

نتائج الدراسة والاستبانة المصريتين تنبه إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسة لاستطلاع حال المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على صعيد التعليم والمسار المهني.

تقول رنا الدجاني: ”الأبحاث في هذا الصدد بالعالم العربي قليلة، وجلها مجرد إحصائيات وليست دراسات لمعرفة وفهم التوجهات والأسباب“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا