Skip to content

27/04/18

نور من بحر غزة

Gaza wave power
حقوق الصورة:The Islamic University - Gaza

نقاط للقراءة السريعة

  • نجاح أول محاولة فلسطينية بحثية من ’مشروع توليد كهرباء عن طريق أمواج البحر‘
  • المشروع يحول الطاقة الكامنة بالموج إلى طاقة كهربائية عن طريق نظام هيدروميكانيكي
  • التكلفة النهائية للمشروع على نطاق واسع سوف تكون أقل من تكلفة المحاولة التجريبية الحالية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[غزة] عمد أربعة مهندسين فلسطينيين إلى بحر غزة فحولوا الطاقة الكامنة في حركة أمواجه الهادرة إلى كهرباء، وأعلنت اللمبات القليلة التي تختبر نموذجهم التجريبي عن نجاح مشروعهم، وأشعت إضاءتها أملًا في النفوس أن يبدد الظلام الذي يلف القطاع بفعل الاحتلال.

ففي ظُهر الأحد الماضي، وعلى ساحل المتوسط، افتُتح ’مشروع توليد كهرباء عن طريق أمواج البحر‘ وشهد إعلان نجاحه لفيف من أساتذة ’الجامعة الإسلامية في غزة‘، التي تخرَّج فيها المهندسون الأربعة، كان على رأسه رئيس الجامعة وعميد كلية الهندسة بها وأساتذة من رؤساء أقسامها وعدد من المتخصصين والمهتمين، ليحتفوا بالإنجاز، الذي استغرق خروجه إلى النور عامين.

أصل الفكرة كان في مشروع تخرُّج كلٍّ من محمود مراد وهيثم مشتهى بقسم الهندسة الميكانيكية، ومحمود أبو زايد وساني صبيح من قسم الهندسة الكهربائية. ثم طور الأربعة مشروعهم تحت إشراف الدكتور طالب الريس -رئيس قسمي الهندسة الصناعية والميكانيكية بالكلية، وتمويل حاضنة الجامعة، وعلى نحوٍ رسمي، تمكنوا من توليد أول تيار كهربي في منتصف شهر أبريل الجاري.

يقول مراد لشبكة SciDev.Net: ”كان مشروع تخرجنا في الكلية عام 2016، ووقتها استعنَّا في إعداد البحث بعدة تجارب سابقة نُفذت في أنحاء شتى من العالم، وكان الدافع للتفكير فيه ما يشهده القطاع من أزمة نقص مصادر الطاقة الكهربائية، ومحاولة إيجاد مصدر متجدد لها“.

وفق موقع شركة توزيع كهرباء محافظات غزة، فإن القطاع يعاني نقصًا حادًّا في مصادر الطاقة الكهربائية منذ عام 2006 في أعقاب قصف إسرائيل لمحطة التوليد الوحيدة، إلى جانب تزايُد احتياجات المواطنين من الطاقة؛ إذ بلغ احتياج القطاع 450 إلى 500 ميجا وات، وقد تصل إلى 600 ميجا وات عند ذروتي الشتاء والصيف، ولا يتوافر سوى 120 ميجا وات فقط، ما يعني أن العجز يناهز 70%.

يوضح مراد أن النموذج البحثي الذي نُفذ في منطقة الميناء على شاطئ مدينة غزة، يعتمد على ثلاثة أنظمة رئيسية: النظام الميكانيكي، والنظام الهيدروليكي، ونظام التحكم.

يبدأ عمل النظام الأول من خلال عوامات كبيرة تطفو فوق سطح البحر، موصلة بأذرع هيدروليكية كبيرة مرتبطة بالقاعدة الرئيسية على الشاطئ، بحيث تحوِّل العوامات حركة الأمواج الدؤوب إلى طاقة هيدروليكية على شكل زيت مضغوط عبر الأذرع الهيدروليكية، لتشغِّل بدورها مولدات الطاقة، ومن ثَم يعمل نظام التحكم على إنتاج الطاقة الكهربائية ثابتة ومنتظمة ومستمرة.

ويشرح مراد أن النموذج يعمل ضمن نطاق ارتفاعات محددة للأمواج، ”بحيث لا يقل عن حدٍّ معين لبداية التشغيل وإنتاج الطاقة“، ولا يزيد عن عتبة محددة؛ تجنُّبًا لأي ضرر قد يحدث لأجزاء النموذج الميكانيكية، ”والعلاقة طردية؛ فكلما علا ارتفاع الأمواج ضمن هذا النطاق زادت كمية الطاقة المنتجة، والعكس بالعكس“.

وقد تمكَّن النموذج البحثي من إنتاج طاقة تتراوح بين 10- 15 كيلو وات، تُستخدم حاليًّا لغرض التجارب وتحليل ودراسة المُخرَجات، التي تدور حول أحمال تجريبية، وفق مراد.

أما أبو زايد، فيشير إلى تحديات واجهت الفكرة، منها نقص الخبرات العلمية والعملية في مجال توليد الطاقة من الأمواج، ومحدودية التمويل، وافتقار السوق المحلية إلى بعض المعدات والأجهزة اللازمة لتحسين كفاءة النموذج، مثمِّنًا دعم وزارة الأشغال العامة والإسكان بالمعدات، وسلطة الموانئ بتوفير مكان إعداد النموذج.

يؤكد أبو زايد أن التكلفة النهائية للمشروع على نطاق واسع ستكون أقل من التكلفة التجريبية الحالية، وهو ما يسعى الفريق للوصول إليه.

ويطمح أبو زايد وزملاؤه إلى وجود حاضنة أقوى، توفر الدعم المادي والفني للمشروع؛ من أجل التمكُّن من استكمال الأبحاث التي يرونها مهمةً في التجويد وزيادة كفاءة النظام، ومن ثَم الانطلاق إلى المرحلة الإنتاجية على نطاق واسع، لتوفير الطاقة بكميات قد تُسهم في حلٍّ جزئي لأزمة الطاقة بالقطاع.

وهذا هو رأي مصطفى حسن، الأستاذ المشارك بقسم الهندسة، بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الأزهر في غزة؛ فمشروعات الطاقة المتجددة يمكنها الإسهام في حل المشكلة، ومنها الطاقة الشمسية، التي بدأ التوسُّع في استخدامها بالفعل في منازل المواطنين.

ويستطرد: ”فالقطاع بحاجة إلى توفير أي مصدر جديد للطاقة الكهربائية“.

ويؤكد حسن لشبكة SciDev.Net أن ”نجاح المشروع في توليد الطاقة حاليًّا يُعَد إنجازًا مهمًّا يمكن البناء عليه من خلال توفير التمويل اللازم للتوسع به وإنشاء عدة نقاط على الساحل تُسهم في توفير الكهرباء لمناطق محددة، خاصةً الواقعة بالقرب من ساحل القطاع البالغ طوله 25 ميلًا، عن طريق تغذية الشبكة مباشرةً بالطاقة“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا