Skip to content

11/11/14

فيتامينات ’ب 12‘ و ’ب9‘ من قش الأرز

Vitamins from rice
حقوق الصورة:Flickr/ IRRI Images

نقاط للقراءة السريعة

  • باحثون مصريون يتوصلون إلى طريقة تنتج مكملات غذائية من مخلفات الأرز والقمح
  • ويرون أنها تساعد في التخلص من مشكلة بيئية وصحية، وتوفر نفقات الاستيراد
  • تحفظات من وجهة نظر اقتصادية على جدوى الطريقة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة[ في مصر هذا أوان ’السحابة السوداء‘. تعاني البلاد والعباد آثارًا بيئية وصحية سيئة كل خريف منذ عام 1999، منشؤها حرق المزارعين ’قش الأرز‘ بعد موسم الحصاد، فتعلو سحب دخانية كثيفة، تغشى سماء الدلتا والعاصمة، وهذا هو رأي الجهات الرسمية.

وعلى كثرة الحلول، وتعدد المقترحات للاستفادة من القش، وتحويله من نقمة إلى نعمة، عن طريق التدوير، أو الاستفادة منه بطرق أخرى شتى، ما برحت المشكلة تتفاقم.

تكاد ’السحابة‘ ترحل مع انتصاف نوفمبر، وهي قد حلت مع أكتوبر الماضي، وفي شهر الحلول نفسه سجل باحثون طريقة جديدة للاستفادة من مخلف قش الأرز (النخالة) بمكتب الاختراع بأكاديمية البحث العلمي في مصر. أملاً في القضاء على المشكلة، أو الحد منها على الأقل.

من النخالة، وعن طريق التخمير في الحالة الصلبة مدةَ 3 أيام في درجة حرارة 30 مئوية، توصل فريق من قسم كيمياء المنتجات الطبيعية والميكروبية بالمركز القومي للبحوث، ومن قسم النبات بكلية العلوم، جامعة طنطا بمصر، إلى إنتاج فيتاميني ’ب 12‘ و’ب9‘، والأخير يُعرف أكثر بحمض الفوليك.

وهذا ”يعتمد على معالجة قش الأرز وتبن القمح بمواد تسمح بإنماء عزلات بكتيرية جديدة عليهما“، كما يوضح لشبكة SciDev.Net إبراهيم شعبان عبد السلام، أحد أعضاء الفريق البحثي.

عن تلك الطريقة نشر الباحثون دراسة بالمجلة الأفريقية لأبحاث الأحياء الدقيقة تشير إلى قدرة بعض العزلات البكتيرية على استهلاك المخلفات الزراعية، فتصير بمنزلة ركائز لإنتاج الفيتامينات، ومن ثم المساعدة في استخدام مصدر منخفض التكلفة للإنتاج، والحد من تلوث البيئة.

بفخر يشير عبد السلام إلى أن ما يميز طريقتهم هو إنتاجها فيتامينات بقدر كبير من بكتيريا کلبسيلا پنومونيه وسيتروباكتر فرويندي، لافتًا النظر إلى ضخامة كميات المخلف، ما يجعلها ركيزة لإنتاج يوفر على الدولة نفقات استيراد المكملات الغذائية التي تكلفها الشيء الكثير.

”يحرق من المخلف سنويًّا نحو المليونين ونصف المليون طن“

 إبراهيم شعبان عبد السلام، عضو بالفريق البحثي

يقول عبد السلام: ”يحرق من المخلف سنويًّا نحو المليونين ونصف المليون طن“.

من جهته، يقول عبد الناصر سنجاب -أستاذ العقاقير بكلية الصيدلة، جامعة عين شمس- لشبكة SciDev.Net: ”آلية إنتاج فيتامين ’ب 12‘ من البكتيريا ليست بالجديدة؛ فالمصدر الأساسي الذي تعتمد عليه مصانع الأدوية لإنتاجه هو البكتيريا“.

ويستطرد سنجاب: ”أما البكتيريا الجديدة المستخدمة في هذه الدراسة فلا بد أن تحكمها دراسات جدوى اقتصادية لمقارنة التكلفة“.

وفي الاتجاه نفسه، يقول الخبير الاقتصادي علاء حسب الله -مسؤول العلاقات الخارجية بإحدى شركات الصناعات الغذائية العالمية-: ”عادة الباحثين المصريين الحديث بمزيد من الحماس عن الجدوى الاقتصادية لابتكاراتهم، دون أن يكون هناك دراسة مستفيضة لذلك.. وهذه إحدى مشكلات البحث العلمي في مصر“.

يقول حسب الله لشبكة SciDev.Net: ”يجب أن يدرس الباحث دراسات متخصصة في الجدوى الاقتصادية؛ لأنه قد يقضي من عمره سنوات للوصول لابتكار ما ليس له أي جدوى اقتصادية“.

ولم يستطع الخبير الاقتصادي تحديد إجابة قاطعة لجدوى هذه الدراسة، مضيفًا: ”الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر الآن بسبب الوضع السياسي المضطرب لا تسمح للقطاع الخاص بالمخاطرة في مثل هذه الأفكار حتى لو كانت صحيحة تمامًا، ولكن يمكن في المقابل للدولة أن تتحمل عبء تنفيذها من منطلق البعد البيئي للفكرة“.

ما ذهب إليه حسب الله، لا يبدو مقنعًا للدكتور علي عز العرب، الأستاذ بقسم الصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث، والذي توصل من قبل إلى ابتكار آخر يقدم وجهًا من أوجه الاستفادة بمخلف قش الأرز، ولكن لا القطاع الخاص التفت إليه ولا الدولة.

والحل الذي يقترحه عز العرب، هو التعاون مع مكاتب تسويق بالخارج؛ لتسويق الاختراع بعد تقييمه علميًّا، مع اشتراط أن يتم التصنيع والإنتاج محليًّا؛ حتى تتحقق ميزة التخلص من المخلف الذي يسبب مشكلة محلية.

ويعبر هاني الناظر -الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث- عن حزنه أن يكون الحل الذي اقترحه عز العرب هو الملاذ الذي يفكر فيه الباحثون لتسويق اختراع مهم يخلص مصر من مشكلة بيئية كبيرة، ويوفر إلى جانب ذلك منتجًا يدر دخلاً.

ويقترح الناظر تأسيس قطاع في وزارة البحث العلمي تكون مهمته تسويق الأبحاث في القطاعين: الخاص والحكومي.

وحتى يقوم هذا القطاع بدوره، يطالب الناظر بألا توكل مهمته لباحثين، بل يجب أن يقوم عليه متخصصون في التسويق.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا