Skip to content

14/09/19

الحر يهدد الحجيج في المستقبل

Hajj in the future

نقاط للقراءة السريعة

  • دراسة مناخية ترى الحج في أشهر الصيف خلال عقود مقبلة شديد الخطورة على الصحة
  • اقتراح بتقليص عدد الحجاج خلال العقود عالية الخطورة وقصر الحج على ذوي الصحة الجيدة
  • رأي بأن الحر لم يكن مشكلة منذ عهد الخليل إبراهيم، والخطر يكمن في التدافع والأمراض السارية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بروكسل] تنبأت دراسة حديثة أن تتجاوز درجات الحرارة والرطوبة في السعودية عتبة مستوى ’الخطر الشديد‘، عندما يأتي موسم الحج في أشهر الصيف.
 
عندئذٍ سوف تزيد وتيرة وقوع حوادث الإجهاد الحراري شديد الخطورة بين الحجيج، وتزيد حدتها أيضًا.
 
الدراسة المنشورة في ’رسائل البحوث الجيوفيزيقية‘ نهاية أغسطس الماضي، عزت هذه التغيُّرات الحادة إلى التغيُّر المناخي.
 
خلص إلى التنبؤات الواردة بالدراسة باحثون من جامعة لويولا ماريماونت ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأمريكيين، وكان الباحث الرئيسي أستاذ الهندسة المدنية والبيئية بالمعهد، الفاتح الطاهر.
 
 يوضح الطاهر لشبكة SciDev.Net: ”استخدمنا نماذج قياسية لدراسة المناخ بالمستقبل، استُخدمت في دراسات مشابهة سابقة“.
 
ويضيف جيريمي بال –باحث مشارك بالدراسة– لشبكة SciDev.Net: ”استصحبت المحاكاة معظم –وربما كل– العناصر الرئيسة بنظام الكوكب لتقييم التغيُّرات المؤدية إلى الإجهاد الحراري شديد الخطورة“.
 
وجرى تطبيق تلك المحاكاة وفقًا لسيناريوهين محتملين: الأول حال بقاء الوضع على ما هو عليه دون أي تدابير للحد من الانبعاثات المتسببة في تغيُّر المناخ. والثاني حال الالتزام بالتدابير المتفق عليها في المؤتمرات الدولية لمجابهة آثار التغير المناخي.
 
وكشفت نتائج المحاكاة وفقًا لكلا السيناريوهين المحتملين أن درجة الحرارة والرطوبة في مناطق الحج في أم القرى وما حولها سترتفع باطِّراد على نحو يمثل ضررًا على صحة الحجيج.
 
وحذرت الدارسة من حرارة مواسم الحج في فصول الصيف في عام 2020 وخلال المدد الزمنية 2047: 2052 و2079: 2086.
 
بيَّنت الدراسة أن حرارة الترمومتر الرطب –مقياس يستخدم للتعبير عن الحرارة والرطوبة معًا– بتلك الأعوام ستتجاوز 29.1 درجة مئوية، وهي بداية حد الخطورة الشديدة على الصحة؛ إذ يزيد كثيرًا احتمال الإصابة بضربة حر، تتفاقم إلى ضرر بالمخ أو القلب أو الكليتين والعضلات، وفي حالات يصل الأمر إلى الوفاة.
 
ربما حملت الدراسة شيئًا من التخويف، هو رأي أيمن ياسين، وهو طبيب مقيم في مكة المكرمة منذ 13 عامًا شهد فيها الموسم، إما حاجًّا أو طبيبًا معالجًا ضمن أطقم الرعاية الصحية التي توفرها المملكة للحجيج.
 
يوضح ياسين أن ارتفاع مكة عن مستوى سطح البحر يكسر من حر جوها، فضلًا عما يجود به الله من لطف ورحمات تتنزل على الحجيج، وما تكسبه الشعيرة للحاج من مناعة، وهذا مُشاهَد وملموس.
 
ونوه ياسين بأن معظم الأنفاق والخيام وأجزاء واسعة من الحرم مكيفة الهواء، وأغلب أماكن الإيواء والسعي مكيفة، وأن جل النفرات يكون في وقت مغيب الشمس وبالليل وبُعيد الفجر في رأي جمهور العلماء، وأن لا إلزام بأن تكون في أوقات السطوع.
 
ويلفت كذلك إلى أن الحاج الملتزم بالتعليمات لا يتعرض لضربة حر أو شمس، فضلًا عن تأقلُم الحاج مع جو مكة منذ مقدمه إليها، وغالبًا ما يَقفُل إلى بلده بصحة أفضل، مشيرا إلى أن حوادث الحريق والتدافع والأمراض السارية عادة تمثل الخطر الأكبر على الحجيج.
 
ولم تفته الإشارة إلى أن أهل مكة راكموا عبر عشرات القرون خبرةً واسعةً في التعامل مع الحج إن ارتفعت درجات الحرارة.
 
وعن الجهود المبذولة للحفاظ على صحة الحجيج يتحدث أمجد الخولي –اختصاصي الوبائيات ببرنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية– لشبكة SciDev.Net قائلًا: ”تعمل المنظمة بشكل وثيق مع وزارة الصحة السعودية لتحديث نتائج تقييم المخاطر قبل بداية موسم الحج كل عام“.
 
”يشمل التقييم خطر ضربة الحر والإنهاك الحراري، وتُعَد الأمراض المتعلقة بالحرارة من أهم ما تركزت عليه جهود الوزارة خلال السنوات الأخيرة، والتي سيتم التأكيد عليها في المواسم المقبلة“.
 
ويعقب الخولي: ”فمن المخطط التوسع فيما بدأ تنفيذه خلال الأعوام الأخيرة، من زيادة المناطق المظللة لتقليل تعرُّض الحجاج للشمس مباشرة“.
 
وتطرق الخولي إلى توفير وسائل مواصلات لتقليل مشي الحجيج، خاصةً الفئات الأكثر عرضةً لتلك المخاطر، وتوفير مياه شرب باردة على مسار الحج، وإقامة رذاذات لرش المياه على الطرق الرئيسية لهم، وتوفير التوعية الصحية والمنشورات الإعلامية باللغات المحلية للحجاج.
 
وفي الموسم المنقضي استحدث الهلال الأحمر السعودي معطفًا باردًا لعلاج ضربات الشمس.
 
أما عن الجهود المبذولة لمجابهة المخاطر الصحية الناجمة عن التغير المناخي، فيشدد إبراهيم عبد الجليل –الخبير البيئي والأستاذ المساعد بجامعة الخليج العربي بالبحرين– لشبكة SciDev.Net: ”يجب اتخاذ كافة التدابير الاحترازية لحماية الحجاج خلال السنوات القادمة ذات الخطورة العالية“.
 
من هذا تحسين أنظمة الرعاية الصحية وتدابير الاستجابة لحالات الطوارئ، واستكمال تطوير البنية التحتية لتوفير مأوى مغطى ومكيف الهواء، خاصةً في عرفات والأماكن المفتوحة الأخرى، وفق عبد الجليل.
 
ويردف: ”يجب خفض عدد الحجاج“.
 
ويؤيد الطاهر التحكم في أعداد الحجاج، ويرى أن ”التخفيض منطقي للغاية“.
 

ويؤكد: ”دورنا يتمثل في إجراء الأبحاث ثم التحدث إلى الإعلام، ومن ثم فإننا ننتظر من صناع السياسات الاعتماد على تلك المعلومات. ونود أن تكون تلك المتعلقة بالتغير المناخي قائمةً على العلم“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.