Skip to content

16/09/21

أدوات جديدة تحفز على إعادة كربنة التربة

IMG-20210915-WA0028
حقوق الصورة:FAO/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • خريطة تعد أول تقييم عالمي لقدرات التربة على أسر الكربون العضوي وخزنه
  • ودليل فني للممارسات الجيدة من أجل تثبيت الكربون العضوي في التربة
  • الأداتان تحفزان على إدارة مستدامة للتربة بمستويات وسياقات مختلفة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أداتين جديدتين بهدف تشجيع المزارعين على تخزين الكربون العضوي في التربة، بوصفه إحدى وسائل مكافحة تغيُّر المناخ.

الأداتان جزء من مبادرة RECSOIL العالمية لإعادة مخزونات الكربون إلى التربة، بهدف دعم المبادرات الوطنية والإقليمية لخفض غازات الدفيئة.

تمثل تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه -التي لا تزال قيد التطوير- إحدى التقنيات الواعدة ضمن السياسات التي تنتهجها بعض الدول للوفاء بالتزامات اتفاقية باريس للمناخ، والمتمثلة في خفض انبعاثات غازات الدفيئة وتقليل درجة حرارة الأرض.

الأداة الأولى التي أطلقتها المنظمة [فاو] في 8 سبتمبر الجاري، هي خريطة عالمية تبين حجم اختزان ثاني أكسيد الكربون وموضعه في التربة، وتُعد هذه الخريطة أول تقييم عالمي لقدرات تربات العالم على تخزين الكربون العضوي في التربة.

أما الأداة الثانية، فهي عبارة عن دليل فني للممارسات الجيدة من أجل تثبيت الكربون العضوي في التربة، يقدم الدليل ممارسات مختلفة للإدارة المستدامة للتربة على مستويات مختلفة وفي سياقات مختلفة.

يقول محمد عبد المنعم، كبير مستشاري المكتب الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا في الفاو بالقاهرة: ”إن الأراضي تعتبر أحد أهم الأوعية التي لها قدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى كربون عضوي“.

ويوضح أنه في المناطق كثيفة الغابات، تكون الأشجار هي العامل الذي يمتص الكربون، كما هو الحال في المناطق الاستوائية، لكن عند قطع هذه الغابات، لا يتبقى إلا التربة نفسها لتمتص ثاني أكسيد الكربون عن طريق جذور النباتات والحشائش الصغيرة.

ويشير عبد المنعم إلى أن ”عملية قياس الكربون في التربة هي عملية دقيقة جدًّا ومهمة شاقة؛ لأن تراكُم الكربون في التربة بطيء جدًّا، ويستغرق عشرات السنوات على الأقل“.

وحول الخريطة يقول عبد المنعم لشبكة SciDev.Net: ”مستوى البيانات المعروضة على الخريطة التفاعلية يتوقف بالأساس على حجم المعلومات التي قدمتها الحكومات للمشروع“.

وتتضمن الخريطة مستوياتٍ مختلفةً من المعلومات حول قدرة التربة على التقاط الكربون وتثبيته بها، ومن ثم زيادة خصوبتها، ما يساعد في الاطلاع على بيانات مثل المخزونات الأولية والمخزونات المتوقعة من الكربون العضوي، فيساعد في تحديد نوعية المحصول الذي يمكن زراعته في كل منطقة، وهو ما سيعود بالنفع أيضًا على منظومة الأمن الغذائي بمفهومها الشامل.

تُظهر الخريطة تفاوتًا واضحًا في مستويات تخزين الكربون العضوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحيث تتركز المخزونات الأعلى قرب الهوامش شمالي مصر والمغرب والجزائر، بالإضافة إلى ساحل بلاد الشام، في حين تتضاءل نسب التخزين كلما تعمقنا أكثر في الصحراء بمصر والجزائر وبلدان شبه الجزيرة العربية.

ويتضح من تتبُّع احتياطات الكربون العضوي في المنطقة، أن مخزون المادة العضوية يتفاوت حتى داخل المنطقة الواحدة في الدولة الواحدة؛ إذ تُظهر الخريطة تركيزًا واضحًا للمادة العضوية في بعض مناطق الدلتا الداخلية؛ نظرًا لتركُّز الزراعة فيها وانخفاض درجات الحرارة، ثم تبدأ التركيزات في التضاؤل كلما اتجهنا شرقًا وغربًا نحو الهوامش الصحراوية للدلتا، حتى تتلاشى تقريبًا، والأمر نفسه يظهر في المغرب حيث يقل المخزون كلما اتجهنا جنوبًا بعيدًا عن الساحل.

ويُرجع عبد المنعم نقص المادة العضوية في تربات دول المنطقة إلى ارتفاع درجات الحرارة، بعكس مناطق أخرى أكثر برودةً في العالم، مثل روسيا التي لديها مخزونٌ كبيرٌ من المادة العضوية.

”تُعد منطقتنا من المناطق الجافة، إذ يعتمد الكثير من الدول على الزراعة المطرية التي لا تشجع على نمو نباتات تتيح تكوين كمية كافية من المادة العضوية“، وفق عبد المنعم.

فضلًا عن مشكلة التصحر، إذ يتم تجريف التربة وتدهور المادة العضوية فيها، بالإضافة إلى مشكلة تملُّح التربة في بعض البلدان مثل العراق ومصر والأردن واعتمادها على الزراعة المروية؛ إذ تحتوي مياه الري على كميات من الأملاح تُضعف المادة العضوية في التربة.

ستفيد البيانات التي توفرها الخريطة صناع القرار بالمنطقة في تحديد نوع السماد المناسب لكل نوع من أنواع التربة، وبالتالي تحقيق إدارة مستدامة للمناطق الزراعية.

بإمكان التربة -في حال إدارتها على نحوٍ مستدام- اختزان كمية قد تصل إلى 2.05 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في السنة، مع القدرة على التعويض عن 34% من انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن الزراعة، سنويًّا.

أما الدليل فيوضح عبد المنعم أن تطبيق الحلول والممارسات المتضمنة فيه، لم تتضح بعد بالنسبة للمكاتب الإقليمية، مشيرًا إلى أنها ستختلف من دولة إلى أخرى، وفق نوعية التربة والظروف المناخية، بالإضافة إلى حجم الإنجاز المتحقق في التقاط الكربون وتثبيته.

ورغم الحماس الذي توليه منظمة الفاو لمشروعات التقاط الكربون وتخزينه، فإن سيجورس سيجوريديس -الباحث بهيئة كهرباء ومياه دبي، والأستاذ المشارك في جامعة خليفة بالإمارات- يشكك في جدواها؛ بسبب طول الفترة الزمنية التي يستغرقها التقاط الكربون وتثبيته في التربة، ويلفت إلى أن ”تلك المشروعات قد تكون مفيدةً على المدى الطويل“.

يقول سيجوريديس لشبكة SciDev.Net: ثمة مشروعات أخرى تستحق الاهتمام في مجال مكافحة تغيُّر المناخ، أكثر من التقاط الكربون، مثل مشروعات الطاقة المتجددة التي أثبتت قدرةً أكبر في تخفيف الانبعاثات، خاصةً أن الأولى مكلفة وتحتاج إلى استثمارات ضخمة، فضلًا عن كونها غير فعالة بالقدر المطلوب.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا