Skip to content

26/06/14

اهتمام بمخطوطات تاريخية بعد أزمة تمبكتو

Timbuktu Manuscripts_Flickr_MINUSMA_Marco Dormino
حقوق الصورة:Flickr/MINUSMA/Marco Dormino

نقاط للقراءة السريعة

  • 300 ألف مخطوطة كانت محفوظة في مجموعات خاصة في تمبكتو.
  • تُعَد من كبريات مجموعات العلوم الإسلامية في العالم.
  • الآن صار بالإمكان دراسة نصوصها العربية بسهولة بعد نقلها إلى عاصمة مالي.

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

بعد أن كانت مهملة، تولد اهتمام مفاجئ للاطلاع على معارف طبية وزراعية قديمة، مبثوثة في متون مئات آلاف المخطوطات التاريخية كانت مستودعة في معهد بمدينة تمبكتو في مالي.

نشأ هذا الاهتمام بعدما شبت النيران في ’معهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحوث الإسلامية‘ بداية عام 2013، عند اقتراب قوات فرنسية مدعومة بأفراد من القوات النظامية المالية من المدينة التي شهدت اضطرابات مسلحة وقلاقل، ودانت لسيطرة إسلاميين نحو العام.

كُتبت تلك المخطوطات المدونة باللغة العربية، البالغ عددها نحو 300 ألف مخطوطة فيما بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر الميلاديين، وتُعَد واحدةً من كبرى مجموعات مخطوطات العلوم الإسلامية حول العالم، وفق ديمتري بونداريف، من مركز دراسة ثقافات المخطوطات بجامعة هامبورج.

وكان نحو 285 ألف مخطوطة قد نُقلت إلى عدة أماكن في العاصمة باماكو، بمنزلة دور للمحفوظات، لكنها محفوظة في ظروف سيئة.

ولا تزال محتويات المخطوطات مجهولة بدرجة كبيرة، على حد قول بونداريف، ذلك أن معظمها ظل محفوظًا في مجموعات بملكيات خاصة في تمبكتو، وهي مدينة نائية تقع على أطراف الصحراء الكبرى.

”إن الأزمة التي مثلت تهديدًا للمخطوطات أقنعت الناس بالحاجة إلى الحفاظ عليها من خلال تحويلها إلى نسخ رقمية وإجراء الأبحاث“

                                         الفضلُ عبد الله، معهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحوث الإسلامية

وكان الاستعمار الفرنسي قد تسبب في قطع سبل نقل المعارف التقليدية من المخطوطات المكتوبة باللغة العربية، ولم تكن تُدَرّس في ظل حكم المستعمر الفرنسي، وفق ما يقول الفضلُ عبد الله، الباحث في ’معهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحوث الإسلامية‘ بمالي.

ويوضح قائلا: ”أدى الاستعمار الفرنسي إلى انقطاع في انتقال المعرفة. كما أن الماليين لا يعرفون الكثير عن تلك المخطوطات، عدا عدد من أمناء المكتبات المسؤولين عن تلك المجموعات، والذين لم يتمكنوا حتى من دراستها؛ لأن التركيز كان منصبًّا على جمع المخطوطات التي كانت ضمن مجموعات خاصة“.

وخلال فترة استيلاء مقاتلين إسلاميين على تمبكتو، نقل أمناء المكتبات المخطوطات إلى العاصمة المالية باماكو في عملية سرية لحمايتها من الأضرار. وتم إنقاذ أغلب المجموعة، بالرغم من أن نحو 4 آلاف مخطوطة فقدت في حرائق نشبت بمكتبتين، وفق شرح الفضلُ.

وبالرغم من أنها خسارة ’مفجعة‘، إلا أنها أعادت تنشيط الجهود الرامية لدراسة المخطوطات، حسبما يقول الفضلُ، الذي قام منذ عام 2000 بتحويل نحو 45 ألف مخطوطة إلى نسخ رقمية في معهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحوث الإسلامية.

ويوضح الفضلُ قائلا: ”إن الأزمة التي مثلت تهديدًا للمخطوطات أقنعت الناس بالحاجة إلى الحفاظ عليها من خلال تحويلها إلى نسخ رقمية وإجراء الأبحاث. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان الحفاظ على المعرفة التي تحويها المخطوطات“.

وبالرغم من أن هذه الوثائق باتت الآن في متناول الباحثين في باماكو، إلا أن اختلاف المناخ بين شمال مالي الجاف والجنوب الرطب مثّل تهديدًا جديدًا لبقائها، حسبما يضيف بونداريف، الذي يقود مشروعًا تموله ألمانيا لتحسين ظروف حفظها.

ويقول إن الحفظ المناسب هو الخطوة الأولى لإجراء المزيد من الدراسات حول المخطوطات، وهو ما يفتح مجالات لتساؤلات علمية مبنية على الاستخدامات الطبية الموثقة للنباتات المحلية وأساليب الوقاية التقليدية من الملاريا.

كذلك ركز علماء تمبكتو القدماء على الإنتاجية الزراعية؛ إذ سجلوا في تلك المخطوطات الطرق التقليدية لزيادة غلة المحاصيل المحلية مثل الأرز.

ويقول بونداريف: ”هذه الأعمال التي تتناول الزراعة يمكن استخدامها في مضاهاة طرق الاستغلال الحديثة للتربة الأفريقية التي تتبع تقنيات زراعية مستوردة. ولكن سوف يكون علينا أن ننتظر إلى أن يبدأ شخص ما في التفتيش في هذه المخطوطات للبحث عن المعرفة الزراعية“.

وبالنسبة للفضلُ عبد الله، فإن أبلغ قيمة لهذه المخطوطات تكمن في تحديد موقع أفريقيا في تاريخ العلوم.

ويوضح بالقول: ”إن هذه المخطوطات لديها كذلك قيمة تأكيد الهوية. فدائما ما كانت أفريقيا قارة ذات تراث شفهي فقط، ولكننا لدينا تاريخ غني بالبحث العلمي. ربما ليس معروفًا بشكل كبير، لكنه موجود“.
 

الخبر منشور بالنسخة الدولية يمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي :
timbuktus turmoil opens up historic manuscripts