كتب: Wagdy Sawahel
أرسل إلى صديق
المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.
وجرت مراسم الإعلان عن 25 فائزا إقليميا بالمسابقة العالمية، التي يصل مجموع جوائزها مليون يورو، خلال مؤتمرEuropean Space Solutions، المنعقد في المدة 5– 7 نوفمبر.
تدير ’المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا‘ المسابقة في المنطقة العربية، بوصفها شريكا إقليميا مسؤولا عن تنظيمها في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستهدفة تطوير أنظمة تحديد المواقع الجغرافية، من حيث الدقة وآفاق الاستخدام، ومنها نظام ’جاليليو‘، ومن ثم يطلق على الفائز ’جاليليو ماستر‘.
وجاء فوز الباحث بالهيئة العليا للبحث العلمي في دمشق، لقاء ابتكار يتعلق بعملية تصميم منظومة للإنذار المبكر عن الكوارث باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، معتمدًا على أنظمة الأقمار الصناعية، بهدف إدارة الكوارث والحد من تأثيراتها.
يقول صالح لموقع SciDev.Net: ”هدف الابتكار إيجاد تصميم مثالي (اقتصادي وفعَّال) لمنظومة إنذار مبكر؛ متكاملة، ومتناسقة لإدارة كارثة، ومراقبة المنطقة الجغرافية التي تغطي احتمال حدوثها“.
هذه المنظومة تستخدم الطرق الجيومعلوماتية مثل: ”نظم تحديد المواقع، وتقنيات الاستشعار عن بعد، وعمليات التخطيط البيئي والمكاني؛ لتجميع كم هائل من البيانات، وتبسيطه، وتسريع معالجته في إطار ديناميكي مجهز بأحدث التقنيات المعلوماتية، كخوارزميات الذكاء الاصطناعي“.
ويوجز صالح آلية عملها في ”الإنذار عن الكارثة، والتأمين السريع للمعلومات الضرورية، وتسهيل عملية الاتصال والحركة، وتوفير المراقبة الدقيقة لتأثيرات هذه الكارثة، وللظروف المتغيرة المواكبة لها“.
ويستطرد: ”بذلك تتوفر المعلومات النهائية؛ لدعم اتخاذ قرارات فورية صحيحة لإدارة الكارثة، والإبلاغ بالإنذارات في وقت مناسب، ونقلها إلى فرق الإنقاذ في أماكن الخطر“.
من جانبه، أثنى الدكتور عمر الإمام -نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا- على الابتكار، وقال إنه حاز إعجابه.
وقال خبير الأقمار الصناعية بالمملكة المتحدة لموقع SciDev.Net: ”استخدام هذه المنظومة لمبادئ الذكاء الاصطناعي سيقلل من الزمن والمجهود المبذولين في الرصد، وبالتالي تكلفة عمليات إدارة الكوارث“.
وأكد الإمام التزام ’المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا‘ و’منظمة المجتمع العلمي العربي‘ ”دعم هذه المنظومة المبتكرة حال أمكن تطبيقها عمليا بدولة عربية واحدة على الأقل في غضون السنوات الثلاث المقبلة“.
من التطبيقات المهمة للمنظومة، كما يشير صالح: ”إيجاد الحل الأكثر مناسبة لإجلاء ذوي الاحتياجات الخاصة، وإسعاف الناس عند حدوث كارثة ما، أو تصميم شبكة للإنذار بالفيضانات؛ للمراقبة والتحكم في تلوث المياه أثناء مراحل إدارة كارثة الفيضان“.
وفي سوريا تجري حاليا دراسة تطبيق المنظومة في معالجة بيانات الخرائط التكتونية، والمعطيات الزلزالية، مثل نشاط الفوالق والتحركات الأرضية، وتحديد سلوكها، والتنبؤ بالزلازل الكبيرة، ومدى تأثيرها على السكان والمنشآت.
كما يؤكد صالح ”إمكانية تعميمها لتشمل فالق الانهدام العربي بأكمله، والفوالق الأخرى في الوطن العربي“، مشيرا إلى أن هذا يسهم في تخفيف أضرار الكوارث المختلفة بالمنطقة، كالزلازل والفيضانات وغيرها.
كذلك: ”تساعد في اختيار المواقع المناسبة لتشييد المشروعات الاستراتيجية، كالسدود ومحطات توليد الطاقة“.
للأسف ”تفتقر المنطقة العربية إلى أنظمة متقدمة للإنذار عن بعض الكوارث الطبيعية، والمنطقة تعتمد الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس ذات القدرات المحدودة“، على حد تعبير حسين الريزو، أستاذ الهوائيات اللاسلكية وهندسة النظم بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات بجامعة أركنساس في أمريكا.
من ثم يوصي الإمام بتنشيط عمليات البحث العلمي عن المنظومة وتطويرها بالمنطقة، وللحد من تكلفة التنفيذ يقترح ”الاعتماد على جهود طلبة الدكتوراه والباحثين العرب، تحت إشراف صاحب فكرة المنظومة“.
لكن الريزو -وهو محكم بالمسابقة- يرى ”صعوبة في تطبيق المنظومة استنادًا إلى الخبرات المحلية فقط؛ كونها متعددة التخصصات وذات مخاطر عالية“، ويحبذ الاستعانة بالخبرات الأوروبية أو الأمريكية؛ للاستفادة من الصناعات الخارجية.
أما صالح فيقول: ”سوف يجري إنشاء مركز بحثي فريد من نوعه على مستوى العالم، مبني على تطبيق مبادئ الذكاء الاصطناعي لإدارة الكوارث؛ لتطوير هذا الابتكار بجامعة جنيت في بلجيكا“.
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط