Skip to content

29/10/21

العلماء ينتظرون آثارًا تعاقبيةً للمناخ عام 2030

1-15-996x567
حقوق الصورة:Hazem Badr/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • مخاطر المناخ مثل الفيضانات والجفاف ستزداد بحلول عام 2030
  • أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا هما الأكثر تعرضًا للخطر
  • لكن ’الآثار التعاقبية‘ تعم جميع أنحاء العالم

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

تحذر دراسة من أن المخاطر المناخية مثل الحرارة الشديدة والجفاف والعواصف يمكن أن تتسبب في ’آثار تعاقبية‘ تعم جميع أنحاء العالم في غضون العقد المقبل.

الدراسة صدرت قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ ‘كوب 26’.

يمكن أن تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة المتكررة إلى قدر أكبر من عدم الأمن الغذائي، وتشريد الناس، والصراع داخل البلدان الضعيفة بحلول عام 2030، مع تداعيات ثانوية على مناطق بكاملها وعلى الاقتصاد العالمي، وفقًا لتقرير صادر عن معهد السياسات ‘تشاتام هاوس’، ومقره المملكة المتحدة.

يذكر التقرير المعنون: ما الآثار المناخية التي يجب أن تثير بالغ قلقنا على المدى القريب؟ أن ”مسارات أثر المخاطر“ العشرة التي تثير بالغ القلق على المدى القريب تتعلق جميعها بأفريقيا أو آسيا، في إشارة إلى سلسلة الآثار الناجمة عن الأحداث المتعلقة بالمناخ.

ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن تداعيات هذه المخاطر قد تكون بعيدة المدى.

اعتمدت الدراسة على آراء أكثر من 200 من علماء المناخ وغيرهم من المتخصصين؛ لتقييم المخاطر والآثار المناخية المباشرة التي يجب أن يلتفت إليها صانعو القرار خلال العقد القادم.

تقول روث تاونند، الزميلة الباحثة في برنامج البيئة والمجتمع في ‘تشاتام هاوس’ والمؤلفة المشاركة في إعداد التقرير: ”من الأمور المقلقة حقًّا التي أبرزتها الدراسة أن آثار [تغير المناخ] لا تقتصر على مكان وقوعها المعرض للخطر“، ”لكن ضعف المكان الذي تحدث فيه الآثار يعني أنها ستصير أكبر مما قد تكون عليه“.

وتستطرد: ”ثم تتعاقب الآثار ويصبح لها تداعيات ثانوية مثل ردود الأفعال المتسلسلة… التي تكون عالميةً بطبيعتها، أو على الأقل تغطي مناطق كبيرة“.

يقول الباحثون إن النتائج -التي صدرت قبيل انعقاد المؤتمر المزمع عقده في جلاسكو بين (31 أكتوبر و12 نوفمبر)- تُظهر أنه من مصلحة الدول الغنية تمويل التكيف مع تغيُّر المناخ في المناطق الأكثر تعرضًا للخطر، إذ تدعو الحاجة إلى إجراءات عاجلة لمعالجة أوجه الضعف الاجتماعية الاقتصادية للآثار المناخية.

وفشلت الدول الغنية حتى الآن في الوفاء بالتعهدات التي قطعتها في مؤتمر المناخ لعام 2009 في كوبنهاجن، بتقديم 100 مليار دولار أمريكي على الأقل سنويًّا لتمويل الأنشطة المتعلقة بالمناخ لدعم الدول النامية في التصدّي لتغيُّر المناخ.

تقول تاونند: ”ومع اقتراب مؤتمر ‘كوب 26’، تُسلط كل الأنظار على ما يمكن تحقيقه، لا سيما فيما يتعلق بخفض الانبعاثات، ولكن إحدى النتائج الرئيسية للتقرير توصي بأن معالجة قضايا التكيف من أهم الأمور التي يجب فعلها على المدى القريب“.

”إذا لم نتحرك خلال العقد الحالي لمساعدة البلدان الضعيفة على التكيُّف مع تغيُّر المناخ الذي أصبح الآن أمرًا واقعًا، ومستمرًّا في الحدوث، فسوف نتحمل تكاليف متصاعدة بالغة عند التعامل مع تلك الكوارث في المستقبل القريب“.

وتضمنت المخاوف التي أبرزها علماء المناخ وغيرهم من المتخصصين تزايُد عدم الأمن الغذائي في جنوب آسيا وجنوب شرقها وأستراليا، فضلًا عن انخفاض في الأمن الغذائي على مستوى العالم، ناجم عن مخاطر مناخية متعددة تؤدي إلى فشل سلال الخبز.

تقول تاونند: ”لدينا مناطق سلة الغذاء الرئيسية هذه التي تصدر الحبوب إلى مناطق أخرى وتؤدي دورًا مهمًّا بالفعل في استقرار الإمدادات الغذائية، لذا، عند تلف المحاصيل، يمكنك شراء الحبوب من الخارج، وهذا يعني أن الناس لا يعانون من الجوع، وأن الآثار محدودة، ولكن في حالة إصابة مناطق سلة الغذاء الرئيسة هذه، ستجرّد المنطقة بكاملها من شبكة الأمان، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة أسعار المواد الغذائية العالمية“.

يقول دانيال كويجين، كبير الباحثين في ‘تشاتام هاوس’ والمؤلف الرئيسي للتقرير: ”إن الافتقار إلى القدرة على التأقلم في القطاع الزراعي، فضلًا عن انتشار الفقر وعدم المساواة في الدول النامية، ولا سيما في أفريقيا، سيؤدي إلى تفاقم آثار تغير المناخ، وسيؤدي إلى آثار تعاقبية تتجاوز الحدود“.

ويضيف أنه ”من دون مزيد من المساعدات للتكيف والحد من الفقر، فإن عدم الأمن الغذائي بسبب الحرارة الشديدة والجفاف وأضرار العواصف وتلف المحاصيل المتعددة يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي والصراع وزيادة الهجرة إلى جنوب أوروبا“.

تدعو الدراسة إلى وضع سجل شامل لمخاطر المناخ يحدد أماكن المجتمعات الأكثر تعرضًا لمخاطر المناخ، والمخاطر المتتالية المحتملة، وما يمكن فعله لزيادة القدرة على التأقلم.

وتضيف تاونند: ”النقطة الرئيسية في هذا التقرير هي أنه من خلال معالجة قضايا الضعف هذه، يمكننا في الواقع منع حدوث كوارث مناخية مروِّعة في العقد الحالي“.

تؤكد ريتو بارادواج -الباحثة الأولى في إدارة المناخ والتمويل بالمعهد الدولي للبيئة والتنمية- أن تمويل ’الخسائر والأضرار‘ المتعلقة بالمناخ سيكون إحدى القضايا الرئيسية التي يجب معالجتها في ‘كوب 26’.

وقالت في حلقة نقاشية بشبكة SciDev.Net الأسبوع الماضي: ”لقد أصبح هذا أمرًا واقعًا، والدول والمجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء العالم تفقد الأرواح وسبل عيشها ومنازلها، إنهم يشردون“، ”سوف تتفاقم هذه القضايا مع تفاقم آثار تغير المناخ“.

 

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع SciDev.Net