Skip to content

24/11/20

حرارة السعودية أشد في 2050

385774067_52558f16f5_c
حقوق الصورة:Retlaw Snellac Photography. CC license: (CC BY 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • دراسة تتناول تغيرات منتصف القرن لمناخ السعودية وانعكاساتها على المياه والتكيُّف مع تطرُّف أحواله
  • درجات الحرارة سوف تكون أعلى في عموم المملكة، لا سيما العاصمة ومكة المكرمة والمدينة المنورة وتبوك وجدة
  • الأمطار سوف يزيد هطولها غربًا، وينبغي حصادها، ونقلها إلى المناطق التي تحتاج إليها، أو تغذية طبقات المياه الجوفية بها.

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] تنبأت نمذجة حاسوبية لمحاكاة مناخ جزيرة العرب منتصف القرن بأن تواجه المملكة العربية السعودية ارتفاعًا في درجات الحرارة والرطوبة، وشدةً في هطول الأمطار على بعض المناطق.

ورجحت الدراسة، التي اشتملت على هذه المحاكاة، أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات البخر إلى استنفاد موارد المياه الشحيحة، الضرورية لتلبية احتياجات البلاد الزراعية والصناعية والمنزلية.

الدراسة أعدها فريق باحثين من ’معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‘ في الولايات المتحدة، وجامعة الملك عبد العزيز في السعودية.

وتوقع الباحثون أن تتعرض المملكة للمزيد من الفيضانات الشديدة الخطر على الأرواح والاقتصاد والبنية التحتية.

وهذا الجمع بين مستويات الحرارة والرطوبة المتزايدة يستوجب التخطيط الدقيق للتكيُّف مع الظروف المناخية المتغيرة والمتطرفة.

لكن الدراسة لم تخلُ من إيجابية، تمثلت في البشارة بهطول أمطار على امتداد الساحل الغربي، لا سيما على جبال عسير، ينبغي العمل للاستفادة منها.

وأوصت بأخذ هذا في الاعتبار عند التخطيط من أجل زيادة القابلية للعمران وصلاحية العيش، ومراعاة المناخ في النمو الاقتصادي.

في المقابل، ووفقًا للدراسة التي نُشرت بدورية ’أتموسفير‘ في أكتوبر الماضي، فإن المناطق الشرقية وصحراء الربع الخالي تشهد تناقصًا في الأمطار مستقبلًا.

ركز الباحثون جهدهم على استشراف الأحوال المناخية خلال شهري أغسطس ونوفمبر، اللذَين يمثلان المواسم الحارة الجافة بالمملكة، والرطبة على التوالي، ولوحظ -تاريخيًّا- تكرار الأحداث المتطرفة فيهما.

كذلك توقع الفريق ارتفاع درجات الحرارة خلال الشهرين في خمسة مواقع مهمة بالمملكة، هي العاصمة الرياض، ومكة والمدينة المنورة، وهما مقصد الحجيج والمعتمرين، بالإضافة إلى وجهة السياحة مستقبلًا في تبوك.

أما مدينة جدة، الميناء المهم بالمملكة، فإن ارتفاع مؤشر الحرارة في شهر أغسطس، والذي يعني زيادةً شديدةً في درجتي الحرارة والرطوبة، يهدد –وفق الدراسة- صلاحيتها للسكن.

وسوف يزداد متوسط ​​معدلات هطول الأمطار في شهر أغسطس على المواقع الخمسة جميعًا، بل هناك زيادة متوقعة في وتيرة هطولها بشدة عليها.

تقول موج كوموركو، المؤلف الرئيسي للدراسة والباحثة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: ”تعتبر نتائجنا مهمة؛ لأنها أول توقعات مناخية عالية الدقة للمنطقة“.

وتواصل: ”استنادًا إلى تحليلنا لهذه التوقعات عملنا على دراسة التغيرات المستقبلية المحتملة في متوسط ​​المناخ الإقليمي والظواهر المتطرفة، وقدمنا ​​اقتراحات لمسارات التكيف المحتملة مع المناخ في المملكة“.

تقول كوموركو لشبكة SciDev.Net: ”استغرق إعداد الدراسة قرابة العامين، ورصد الفريق بعض التغييرات المحلية والإقليمية التي يمكن أن تساعد في معالجة بعض القضايا الحرجة“.

وتواصل: ”على سبيل المثال، فإن هطول الأمطار على طول المنطقة الجبلية الساحلية الغربية للمملكة العربية السعودية في أغسطس، يعني أن حصاد المياه يمكن أن يكون آلية تكيُّف محتملة مع ندرة المياه“.

”كما يمكن أن تغذي الأمطار طبقات المياه الجوفية“.

يُتوقع أن تصل درجات الحرارة العظمى في بعض أيام الصيف إلى 54 درجةً مئوية.

تفاصيل التنبؤات تكشف أنه في حين يزداد متوسط ​​معدلات هطول الأمطار على طول المنطقة الساحلية الغربية للمملكة العربية السعودية في أغسطس، فإن المنطقة نفسها تشهد انخفاضًا في معدلات هطول الأمطار في نوفمبر.

وكذلك سوف يشهد الجناح الشمالي من الربع الخالي –وفق التنبؤات- انخفاضًا ملحوظًا في معدلات هطول الأمطار شهر نوفمبر، مما قد يدعم توسعًا محتملًا إلى الشمال (نحو المناطق المكتظة بالسكان بالقرب من الرياض).

يتوقع أحمد القناوي -أستاذ الجغرافيا المناخية المساعد في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان- أن يصاحب الارتفاعات الحادة في درجات الحرارة زيادةٌ في معدلات الوفيات –خلال موجات الحر الشديدة– خاصةً بالنسبة لكبار السن والأطفال، الأمر الذي قد يشكل عبئًا إضافيًّا على المملكة لتحسين خدماتها الصحية مستقبلًا.

ويرى قناوي أن الدراسة عملٌ ”على الطريق الصحيح“، واستكمالٌ لجهود كبيرة تبذلها بعض الجامعات السعودية.

لكن سمير طنطاوي -خبير التغيرات المناخية، ومدير مشروع بناء القدرات لخفض الانبعاث بوزارة البيئة المصرية- يحذر من الاعتماد كليًّا على النماذج المناخية مصدرًا وحيدًا للتوقعات، خاصةً أن الدراسة الحالية ركزت على فترة زمنية قصيرة.

يقول طنطاوي لشبكة SciDev.Net: ”ثمة صعوبة في توفير بيانات يومية لتوقعات التغير في العناصر المناخية على المدى البعيد، إضافةً إلى صعوبة علم النمذجة المناخية واحتياجه إلى موارد هائلة، ما يجعل الجهود الإقليمية في هذا الشأن متواضعةً للغاية“.

استندت الدراسة الحالية إلى نموذج مناخي واحد فقط، وقدمت لفترة زمنية محدودة مستقبلًا (2041-2050)، واهتمت بدراسة شهري أغسطس ونوفمبر فقط، وبالتالي تبقى كل الاحتمالات مفتوحةً إذا ما تم عمل استنتاجات مناخية لشهور أخرى من السنة، وفق القناوي.

وترد كوموركو بأن النموذج المتبع في الدراسة يتميز بدقة ”غير مسبوقة“، من حيث مقياس منطقة الدراسة.

وعلى ضوء نتائج الدراسة، يشدد قناوي على ضرورة اتباع السعودية سياسةً مناخيةً تشمل التقليل من الانبعاثات الضارة، والتوسع في استخدام مصادر الطاقة النظيفة، خاصةً أن المملكة تمتلك إمكانيات هائلة في هذا القطاع، مع التقليل التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري، كالبترول والغاز الطبيعي.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا