Skip to content

17/11/15

مساعٍ لإنتاج لقاح مضاد لفيروس ’ميرس‘

MERS vaccine
حقوق الصورة:SciDev.Net / Tarek Kabiel

نقاط للقراءة السريعة

  • ورشة عمل جمعت جهات مانحة وعلماء معنيين بإنتاج لقاح ضد متلازمة الشرق الأوسط التنفسية
  • السعودية استضافت الورشة، وتتكفل بجزء من التمويل اللازم للإنتاج، لكن ثمة تحديات تعوقه
  • علماء يرون ضرورة في أن تكون معظم الأبحاث داخل المملكة وبين سكانها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[الرياض] استضافت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالمملكة العربية السعودية 12 جهة مانحة؛ سعيًا إلى تكوين تحالف بحثي لتطوير وإنتاج لقاح ضد مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

وخلال ورشة عمل دامت يومين، وأنهت فعالياتها أمس الأول بالعاصمة الرياض، جمعت وزارة الصحة السعودية المانحين مع أكثر من 87 من العلماء والخبراء في مجال الأمصال واللقاحات؛ بغية وضع خارطة طريق.

الفيروس المعروف اختصارًا باسم ميرس (MERS-CoV) ظهر للمرة الأولى في السعودية في سبتمبر 2012، ومنذ ظهوره أصابت عدواه 1275 حالة في السعودية وحدها، توفي منهم 547.

شهدت ورشة العمل عرض حوالي 19 مشروعًا لإنتاج لقاح ضد ميرس، من 4 شركات أمريكية متخصصة، إلى جانب 15 مشروعًا بحثيًّا آخر، من علماء متخصصين.

وأوضح الدكتور أحمد الهرسي، رئيس المجلس الاستشاري العلمي بمركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة السعودية، لشبكة SciDev.Net: ”نأمل من خلال هذا اللقاء، خلق نوع من التنافس لخفض التكاليف“، كما أشار إلى وجود قدر من الاستثمار من جانب المملكة للوصول للقاح.

وكان الهدف الرئيس لورشة العمل هو إطلاع المانحين على توقعات العلماء، وإيقاف العلماء على ما لدى المانحين من أفكار، إضافة إلى التعرف على اللقاحات الأكثر فاعلية، ووضع سياسات التبرع لدعم مشروع إنتاج اللقاح.

تضم الجهات المانحة -وفق الهرسي-: وزارتي الصحة والزراعة السعوديتين، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومؤسسة قطر الخيرية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والمعهد العالمي لأبحاث الأمصال التابع للأمم المتحدة، ومعاهد الصحة الوطنية بأمريكا، بالإضافة لشركات خاصة مثل شركة سامسونج.

وستعقد منظمة الصحة العالمية لقاءً تاليًا في الأسبوع الأول من ديسمبر القادم بجنيف، تعقبه سلسلة لقاءات لتنسيق الجهود البحثية؛ للوصول إلى خطة نهائية لإنتاج اللقاح.

وكان عدد من العلماء والشركات المنتجة للقاحات قد أعلنوا خلال جلسات الورشة عن التوصل بالفعل إلى لقاحات للإبل، باعتبارها أحد نواقل الفيروس، وتم تجريبها في دولة قطر، وحققت نجاحًا ملحوظًا في خفض الإصابة بعدوى الفيروس، لكنها لم تمنعها.

ويؤكد الباحثون والمانحون المشاركون في ورشة العمل وجود تحديات كبرى لا يُستهان بها من أجل الوصول إلى ذلك اللقاح.

ثلاثة تحديات أساسية يواجهها إنتاج اللقاح، وفق عبد العزيز بن سعيد، وكيل وزارة الصحة السعودية، أولها التحدي الإداري المتمثل في تمكين المعنيين من الوصول إلى المعلومة، وتحدي توفير الدعم المالي وتمويل الأبحاث، بالإضافة إلى التحدي العلمي؛ المتمثل في إيجاد النموذج الحيواني المناسب للاختبارات، ومعرفة الشكل الوبائي للمرض وطريقة انتقاله وانتشاره.

يُذكر أن من الشروط الأساسية لتطوير أي لقاح وجود نموذج حيواني لديه مستقبِلات للفيروس وتظهر عليه أعراض المرض بصورة مشابهة للإنسان، بما في ذلك الوفاة عند حدوث الالتهاب الشديد، وهذا النموذج لم يكن متوفرًا فيما يتصل بفيروس ميرس.

وللأسف فإن الفئران والأرانب التي تُستخدم لمثل هذه التجارب لا يصيبها الفيروس، ولا يسبب لها أي أعراض، أما الإبل فجهاز مناعتها يختلف بشكل كبير، ولا يمكن استخدامها لهذا الغرض.

وأوضح ابن سعيد أن المملكة -ممثلة في وزارة الصحة- تعمل على مشاركة ما لديها من قاعدة بيانات مع الباحثين لدعم البحث العلمي في الاتجاه المناسب، ”بما يضمن حقوق المملكة وسيادتها“.

وعن التكلفة المادية للخروج باللقاح في شكله التجاري، يرى الهرسي أن التكلفة يصعب التنبؤ بها في المرحلة الحالية، مضيفًا أن تكاليف تطوير وإنتاج اللقاحات الجديدة باهظة جدًّا، وما يزيد الأمر تعقيدًا أن ”السوق المتوقع للقاح لن يكون كبيرًا أو جذابًا للاستثمارات العالمية“.

وتوقع رفيق سكالي، الأستاذ بجامعة كيس ويسترن بكليفلاند في الولايات المتحدة، أن تكلفة تطوير اللقاح لن تقل عن 100 مليون دولار، لافتًا إلى أهمية أن تكون الأبحاث الخاصة بتطوير اللقاح –كلها أو معظمها- داخل المملكة وبين سكانها، التي شهدت وحدها حوالي 85% من حالات الإصابة بالمرض.

أما التحدي العلمي، فقد أكد الخبراء المشاركون في الورشة نجاح هندسة بعض الفئران وراثيًّا لتشكل نماذج للإصابة بالفيروس ميرس، كي تُجرى عليها دراسة تطور المرض، وتجربة اللقاحات الجديدة عليها، كما أنهم وجدوا أحد فصائل القرود الصغيرة يمكن أن يصاب بالفيروس، مما يفتح الطريق للتجارب الخاصة بتطوير اللقاح.

وبرغم محاولات تذليل كل تلك العقبات، أجمع المشاركون في الورشة على أن إنتاج لقاح لفيروس ميرس بشكل تجاري قد يستغرق مدة زمنية ليست بالقصيرة، واستبعد ابن سعيد إمكانية تحديد وقت لإنتاج اللقاح، مؤكدًا لشبكة SciDev.Net: ”اكتشاف اللقاح قد يستغرق شهورًا وربما سنوات، وغير ذلك لا يعدو أن يكون فرقعة إعلامية، حيث إن فيروس ’إيبولا‘ اكتُشف قبل 40 عامًا، ولم يتم التوصل إلى لقاح للفيروس إلا قبل مدة وجيزة“.
 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا