Skip to content

31/12/16

الأردن ’يستمطر‘

cloud ionisation
حقوق الصورة:WeatherTec

نقاط للقراءة السريعة

  • الأردن يلوذ بتقنية استمطار جديدة؛ تضييقًا للفارق بين المطلوب من المياه والمتاح
  • تجارب التقنية المصادقة للبيئة زادت هطول المطر هناك، فمددت الحكومة إجراءها
  • تحفظات على التقنية من حيث حداثتها وثبات نتائجها، وتأثيرها على دول الجوار

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[عمَّان] أغرت نتائج تجربة الاستمطار بتقنية التأيين الجارية في الأردن حكومته إلى تمديدها؛ إذ جاءت واعدة بتحسين نسب هطول الأمطار على بلد يعاني نقصًا حادًّا في المياه؛ لتراجع مواردها المتجددة، واتساع الفجوة بين المطلوب والمتاح، لا سيما بعد تدفق كبير للاجئين عليه، حتى صار ثاني أفقر دول العالم مائيًّا.

حققت التقنية المستخدمة نتائج طيبة منذ بدء تجريبها في شهر مايو 2016، بموجب اتفاقية وقعت بين شركة ويذرتك الألمانية والحكومة الأردنية في مارس من العام نفسه، لتجريبها مدة 6 أشهر في البلاد، وفق المدير التنفيذي للشركة؛ هيلموت فلورر.

يقول فلورر: ”قررت اللجنة الحكومية التوجيهية للمشروع مد العمل فيه إلى شهر مارس من عام 2017 بعد رضاها عن النتائج الأولية“.

ومن تقرير عن الموسم المطري 2016 – 2017 بالأردن، صدر آخِر ديسمبر، يسوق الأردني عصمت سواقد -عضو مجموعة ويذرتك- دلائل نجاح التجربة.

يقول سواقد لشبكة SciDev.Net: ”يُظهر التقرير نسبًا عالية وأرقامًا مبشرة، ففي الشمال وصلت نسبة أداء الموسم المطري 150%، في حين بلغت في المناطق الوسطى الغربية 145%، وفي المناطق الوسطى الشرقية كانت 167%“.

ويستطرد سواقد: ”كانت التقنية حاضرة في أغلب أيام شهر ديسمبر، إذ ضاعفت كميات الأمطار في 17 يومًا خلال الشهر“.

التقنية التي استخدمتها ويذرتيك في الأردن، نجحت في أستراليا والإمارات العربية المتحدة، ”وأثبتت النتائج تحسين كميات المطر النازل في المناطق المستهدفة بهذه الدول“ وفق فلورر.

ولا تخلق التقنية مطرًا من العدم، كما يوضح رياض مبارك -عضو مجموعة البحث العلمي في ويذرتيك- بل ”تتطلب توافر ظروف معينة مثل درجة الرطوبة وسرعة الرياح واتجاهها، بالإضافة إلى توفر شروط فنية تتعلق بقيم الضغط الجوي“.

مثلًا إذا بلغت نسبة الرطوبة في الجو 33%، فإنه يجري تشغيل وحدات التقنية كي ترسل أعدادًا هائلة من الأيونات السالبة تقدر بالتريليونات، إلى طبقات الجو العالية؛ حتى تكوِّن ’خلية مطر‘، وتبثها لتجري عملية ’التنوي‘ للسُّحُب؛ أي تجمع جزيئات بخار الماء الصغرى حول أنوية من جسيمات الهباء الجوي، فتتكاثف قطيرات صغيرة تكبر مع الوقت، حتى تصل إلى حجم القَطر الذي يمكن أن يتساقط.

تزيد الأيونات في عملية التنوي من حيث عدد الجزيئات المتكاثفة بزيادة اندماجها، وحجم القطيرات الوليدة، وتمنع تشتتها أو تقلله، فتطيل من بقائها، ما يفضي في النهاية إلى السحب الثقال.

والذي يرسل تلك الأيونات أكاليل من أسلاك تسري فيها كهرباء ذات جهد عال، يوضع الواحد منها أعلى برج ’تأيين‘ منصوب، ويجري توليد الطاقة الكهربية من ألواح شمسية، كما يوضح فلورر لشبكة SciDev.Net.

من ثَم، يرى سواقد أن أهم ما يميِّز التقنية كونها صديقة للبيئة في مختلِف مراحلها، فهي تحاكي الأيونات التي ترسلها الشمس، ولا تُستخدم فيها أي مواد كيميائية على الإطلاق.

تقنيًّا، جرى نصب أبراج التأيين في أربع محطات على المرتفعات الشمالية الغربية للمملكة، ويجري تشغيلها من خلال غرفة تحكم ومراقبة متطورة في عمَّان.

اختيرت مواقع المحطات، ”لأن الرياح الغربية التي تعبر من غرب المملكة قادمة من البحر المتوسط، لديها القدرة على حمل الأيونات لتغطي أكبر مساحة ممكنة، ما يساعد في توسيع رقعة الخلايا المطرية جغرافيًّا، لتصل إلى قرابة 160 كم فيمتد تأثيرها إلى بداية الصحراء الشرقية في مدينة المفرق، 80 كيلومترًا شمال شرق العاصمة الأردنية“، وفق ما أدلى مبارك لشبكة SciDev.Net.

من جانبه يرى إبراهيم العرود -أستاذ الجغرافية الطبيعية والمناخ الطبيعي والهيدرولوجيا والموارد المائية في جامعة مؤتة بالأردن- أن ”تقنية التأيين لا تزال تقنية ناشئة، وما من نتائج صلبة لتقييمها بشكل علمي، أو حتى معرفة تأثيرها على نسب هطول الأمطار في دول الجوار“.

بيد أن فلورر يستبعد أن تؤثر التقنية على دول الجوار؛ ”لأنها تعتمد على الرياح الغربية القادمة من البحر المتوسط، وبالتالي فهي تؤثر على الأردن بشكل مباشر“.

ولا تسعى ويذرتك من خلال هذه التقنية إلا إلى تعزيز هطول الأمطار في الأردن إلى ما يقارب 20%، وهو ما سيجري تقييمه بعد انتهاء الموسم المطري في الأردن، وفق سواقد.

هذا الموضوع أُنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.