Skip to content

26/10/16

جبن مطبوخ بنخالة الأرز

Rice bran
حقوق الصورة:Panos/ Patrick Brown

نقاط للقراءة السريعة

  • باحثون من مصر يضيفون نسبة يسيرة من ’رجيع الكون‘ في أثناء طبخ الجبن
  • الإضافة تثري المنتج وتخفض سعره، وتحسِّن من خواصه
  • التجربة النصف صناعية للمنتج تائهة بين الباحثين والمصنِّعين

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] يقول باحثون مصريون إنهم حصلوا على جبن مطبوخ، تغذويته أعلى وتكلفته أقل وسعره أرخص من المتوافر في الأسواق المصرية، بإضافة نسبة هينة من نخالة الأرز إليه.

اتجه الباحثون لاستغلال هذا المخلف الذي يُطلق عليه ’رجيع الكون‘؛ لغناه بالبروتينات (13%) ومضادات الأكسدة الطبيعية، والعديد من المركبات الغذائية القيِّمة. وقد سبقتهم دراسات حديثة بإضافته إلى المكرونة والمقرمشات واللحوم المصنعة والخبز للاستفادة.

فالحاصل أن عملية تبييض الأرز في المضارب المصرية تخلِّف أكثر من نصف مليون طن من النخالة، إما أن تُباع إلى مربي الماشية؛ لإدخالها في تغذيتها، أو يُتخلص منها بالحرق، كما توضح منى عبد القادر، الباحثة بشعبة الصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث.

منى -التي شاركت فريق باحثين من المركز، قاموا بهذا العمل، ونشروا دراسة عنه في دورية بحوث العلوم التطبيقية- تقول لشبكة SciDev.Net: ”هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها في صناعة الجبن المطبوخ“.

اختبر الفريق البحثي تأثير إضافة 2، 4، 6% من النخالة على التركيب الكيميائي والميكروبيولوجي للجبن، وكذلك خصائصه الحسيه والشكلية من الملمس وسمات اللون والميوعة والقابلية للتزييت، و’استقرار الأكسدة‘ لدهون الجبن.

وفق الباحثة فإن نسبة 2% كانت الأنسب لإنتاج منتج جديد أعلى في قيمته الغذائية، وفي نفس الوقت أرخص من المنتج ’التقليدي‘.

ثمة معوقات واجهت الفريق البحثي تشير إليها، كان من بينها نسبة 13% زيوت التي تحتوي عليها النخالة وكذلك إنزيم الليباز، ما يؤدي إلى ’تزنُّخ‘ المنتج. تقول منى: ”تمكنَّا من علاج المشكلة بالمعاملة الحرارية، إذ ثبط الإنزيم تعريض المنتج للحرارة في أثناء الإعداد“.

مشكلة أخرى وهي وجود عيوب في القوام والخواص الحسية للمنتج كالملمس الرملي، نظرًا لكبر حجم حبيبات النخالة وبطء تشربها. تقول منى: ”وأمكن علاج المشكلة بطحن المخلف ونخله باستخدام مناخل خاصة للحصول على النخالة بأقطار تتراوح بين – 0.01  0.03مليمتر، ثم نقعها في مثل وزنها ماءً أو يزيد إلى ثلاثة أمثال“.

ذلك المنتج ”ضمته قائمة لبراءات اختراع أصدرتها في شهر أغسطس الماضي أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، امتازت بحمل أفكار قابلة للتسويق“، وفق وصف سامي السباعي، مستشار رئيس المركز القومي للبحوث.

يقول السباعي: ”تواصلنا مع وزارة التربية والتعليم لمحاولة إدخال هذا المنتج ضمن الوجبات المدرسية، ونطمح أن ترى الفكرة النور قريبًا“، فهو يتيح الاستفادة من مُخلَّف يُحرَق، بالإضافة إلى أنه يقلل من تكاليف الصناعة وبالتالي يخفض سعر المنتج.

”نظريًّا“ تمنح هذه الأسباب فرصة كبيرة لولوج المنتج إلى القطاع الخاص، بيد أن يسري المنيري، مدير الأبحاث بإحدى شركات إنتاج الجبن في مصر، تحدث عن أن الواقع العملي مختلف.

يقول المنيري لشبكة SciDev.Net: ”رغم أن تطبيق الاختراع لا يحتاج إلى تغييرات كبيرة في التكنولوجيا المستخدمة في المصنع، لكن حتى نشتري هذه البراءة ونحولها إلى منتج، نحتاج إلى إجراء تجارب على نطاق واسع للتأكد من أننا نستثمر أموالنا في الطريق الصحيح“، مشيرًا إلى أن الباحثين لا يتعاونون مع الشركات في هذا الأمر.

ويستطرد: ”يظن الباحث أننا سنسرق فكرته، ونحن في المقابل لا يمكننا دفع أموال قبل التأكد من جدية الفكرة وقابليتها للتطبيق على مستوى الإنتاج، من خلال إجراء التجارب النصف صناعية“.

من جانبه يقول السباعي: ”لدينا مشكلة في توفير احتياجات الإنفاق على الأبحاث، فكيف سننفق على التجارب الصناعية؟“.

ودعا السباعي رجال الأعمال إلى الإنفاق على البحوث، قائلًا: ”لو أنفقت الشركات جزءًا من أرباحها على البحث العلمي، فستحصل على أرباح مضاعفة“.

كما يشير السباعي إلى أن المركز القومي للبحوث يضم 4500 باحث، يعملون على المئات من الابتكارات في مجالات مختلفة، تحتاج رأس مال مغامر ولديه الحس الوطني في الوقت ذاته، لتبنِّي الأفكار القابلة للتطبيق.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.