Skip to content

27/04/21

المشكلات تحاصر القطاع الصحي بالجزائر

صورة خاصة رياض معزوزي
حقوق الصورة:Riad Mazouzi/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • قطاع الصحة في الجزائر يعاني مشكلات مزمنة
  • لا يزال الجزائريون يصابون بأمراض القرون الوسطى بسبب سوء أحوال القطاع
  • مقترح بسن قانون يفرض حظرًا على علاج أي مسؤول جزائري خارج البلاد، أملًا في إقالة قطاع الصحة من عثراته

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[الجزائر] عاد النبش في تردي أحوال الصحة بالجزائر، مع الإضراب الذي بدأه الأطباء والعاملون بالقطاع الصحي في السابع من الشهر الجاري، ودام أيامًا.

وشهدت البلاد وقفات احتجاجية مست جميع المستشفيات، دون المساس بالحد الأدنى من الخدمة المفروض تقديمها لحالات الطوارئ والحالات الجراحية الحرجة.

روجت وزارة الصحة والسكان لكون الدافع وراء هذه الأعمال ”ينحصر في تأخر صرف منحة كوفيد-19“، كما يبين رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط.

يقول مرابط لشبكة SciDev.Net: ”ثمة أسباب أخرى كانت على رأس مطالب ممارسي الصحة العمومية“.

من تلك المطالب ما يخص أساسًا تحسين الوضع العام للعمل داخل المستشفيات وتوفير المستلزمات، وإدخال مدة محاربة وباء كورونا في نظام المعاشات والتقاعد.

كان الرئيس الجزائري ”قد أقر في مارس 2020 منحة شهرية إضافية خاصة بالأطباء وشبه الطبيين، بقيمة تراوحت بين 30 ألفًا و20 ألف دينار جزائري (200 دولار و130 دولارًا)، سُميت بمنحة كوفيد 19، وهي لم تُصرف منذ أشهر“.

بيد أن ”تحسين واقع الصحة“ يتقدم مقاصد العاملين الصحيين من الإضراب والاحتجاج، على حد تعبير الطبيب الجزائري ماتي جمال، طبيب عام بمدينة العلمة شرق الجزائر، الذي يشكو ”الظروف الصعبة التي تعيشها المستشفيات في ظل انعدام الإمكانيات“.

يقول جمال لشبكة SciDev.Net: ”يجب على السلطات بناء مستشفيات بمقاييس عالمية“.

عدم بناء هذه المشافي مثار تعجب مراد جنان، طبيب متخصص في الأمراض الصدرية والتنفسية بولاية قسنطينة شرق الجزائر، إذ أُنفق ما يزيد على 3.3 مليارات دولار لقطاع الصحة على مر السنوات الأربع الأخيرة، دون بناء مستشفى واحد.

يقول جنان لشبكة SciDev.Net: ”الميزانية المستهلكة كانت قادرةً على تشييد مستشفى بالمواصفات العالمية، لكن الجزائريين كُتب عليهم الانتظار، أين وعد السلطة الحالية بتشييد مدن صحية بمواصفات دولية بالعاصمة ومدينة الجلفة جنوبي الجزائر؟“.

ويواصل جنان تعجبه من أمور أخرى: ”ما زالت أمراض القرون الوسطى تقتل الجزائريين، وما زال الأستاذ الجامعي يموت بسبب لدغة عقرب، وغياب الأطباء الأخصائيين، ولا تزال الشرارة الكهربائية تحرق المستشفى فوق رؤوس الرضع وحديثي الولادة“.

من رحم هذه المعاناة، يخرج مقترح شديد الوجاهة من لدن لهلالي موفق، وهو طبيب متخصص في الإنعاش بمستشفى جيجل شرق الجزائر، إذ يقدم حلًّا قد يُنهي معضلة هذا القطاع في الجزائر، وربما في العديد من البلدان العربية.

يقترح موفق ”فرض البرلمان القادم قانونًا جديدًا يمنع سفر المسؤولين إلى الخارج بغرض العلاج، وهذا كفيل بجعل المسؤول الجزائري يفكر في قطاع الطب والصحة بوطنه“.

تُعد ولايات الجنوب أكثر المناطق تضررًا في الجزائر في الشق الطبي، لكونها مترامية الأطراف في الصحراء الكبرى، ويزيد انعدام الأطباء المتخصصين والوسائل من هذه المعاناة.

عن مأساة الوضع في جنوب الجزائر يحكي لخضر بودهان، طبيب متخصص في طب الأطفال، ويعمل في فرنسا حاليًّا.

يقول بودهان لشبكة SciDev.Net: ”عملت سنتين بولاية أدرار أقصى جنوب غرب الجزائر، وكان عملي في مستشفى يفتقر إلى أبسط الوسائل، وكان يستقبل حالات معقدة دون أن يستطيع تقديم شيء بسبب انعدام الإمكانات، وحتى عندما يفكر في نقل المريض إلى إحدى الولايات الشمالية تعترضه صعوبات المسافة وعدم وجود سيارات إسعاف لائقة“.

ولكم أن تتخيلوا -هكذا يمهد بودهان- ”أن حالات مرضية يستوجب نقلها مسافة تزيد على 1000 كم نحو مستشفيات الشمال، مع تعقيدات النقل الجوي، وعدم وجود سيارات إسعاف استشفائية تليق بتلك الحالات، وهناك عائلات ترغم على نقل مرضاها بسياراتها الخاصة، مغامرين ومتحدين المسافة والظروف المناخية الصعبة بقلب الصحراء“.

ويبدو أن الإحباط قد أصاب حتى طلبة الطب في الجزائر، وقد نما إلى علمهم سوء أحوال القطاع الصحي هناك، ومن هؤلاء عبد القادر سرحان، الطالب في تخصص جراحة العظام بكلية الطب بجامعة وهران.

يتجاوز سرحان مسألة تدنِّي مستوى الرواتب في الجزائر عن تلك التي بدول الجوار، ثم يقول: ”هناك أسباب أخرى تخص يوميات العمل للأطباء، مثل انعدام الوسائل والهياكل والمؤسسات الاستشفائية اللائقة“.

ويشكو سرحان: لا يزال الطالب الجزائري بعد تخرجه في كليات الطب ”مرغمًا على العمل بمستشفيات الجنوب التي تفتقر إلى أدنى الضروريات والوسائل لمدة عامين متتاليين، وإن تخلَّف يُكتب في قوانين المؤسسة العسكرية ’عاصيًا‘ على تأدية الخدمة الوطنية الإجبارية“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا