Skip to content

15/02/21

تأبير النخل عن بُعد بإنترنت الأشياء

صورة
حقوق الصورة:Hazem Badr/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • آلة تحول عملية تلقيح النخيل من يدوية إلى إلكترونية، وتتجاوز مشكلات الطرق السابقة لتسهيل هذه العملية
  • تمكِّن الآلة المزارع من تلقيح مزرعة على بُعد 100 كيلومتر تتكون من ألف نخلة، في 5 دقائق بضغطة زر واحدة
  • دولار واحد هو تكلفة إنتاج الوحدة الواحدة من الآلة في حال الإنتاج الصناعي الكبير، وصلاحيتها تصل إلى عشر سنوات

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] حصد باحث عراقي ’جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي‘ في دورتها الثالثة عشرة، وذلك عن ابتكاره آلةً لتلقيح نخيل التمر عن بُعد، باستخدام إنترنت الأشياء.

جرى الإعلان أمس الأحد 14 فبراير عن الفائزين في مؤتمر صحفي افتراضي، ومُنح عقيل هادي عبد الواحد -الأستاذ بكلية الزراعة، بجامعة البصرة في العراق- الجائزة عن فئة الابتكارات الرائدة والمتطورة لخدمة القطاع الزراعي، مناصفةً مع شركة طيبة للصناعات الهندسية بدولة الإمارات العربية المتحدة.

لفت ابتكار عبد الواحد الانتباه؛ لكونه الأول من نوعه الذي يحوِّل عملية تلقيح النخيل من عملية يدوية إلى إلكترونية ذكية، تتجاوز كل مشكلات الطرق السابقة التي تم ابتكارها لتسهيل هذه العملية.

تجري عملية التلقيح عن طريق قطع النورات الزهرية الذكرية من فحول النخيل بعد نضجها، ثم يتم شق النورات طوليًّا، وتُستخرج منها حبوب اللقاح، وتُترك لتجف في أماكن مظللة بعيدًا عن التيارات الهوائية وأشعة الشمس المباشرة، مع الحرص على تقليبها، وبعد فترة (5 إلى 7 أيام)، تُستخدم في التلقيح.

ثمة أكثر من طريقة لتوصيل حبوب اللقاح إلى النخيل، إما يدويًّا من خلال طالع النخل الذي يتسلق النخلة ويلقحها، أو من خلال ماكينة تلقيح النخيل، التي تعمل على توصيل حبوب اللقاح المخلوطة بالطحين بنسب معينة إلى قمة النخلة، كما تُستخدم أيضًا الطائرات لنثر حبوب اللقاح على النخيل.

يقول عبد الواحد: ”لكل طريقة من هذه الطرق مشكلاتها، وهذا الذي دعاني إلى التفكير في طريقة إلكترونية ذكية تتجاوز كل المشكلات، وفوق كل ذلك، فهي أرخص“.

من أهم عيوب الطريقة اليدوية أنها بحاجة إلى عمالة ماهرة، وعادةً ما تكون تكلفة الاستعانة بهم مرتفعة، فثمة حاجة إلى صعود العامل النخلة أكثر من مرة لتلقيحها؛ لأن موعد التلقيح قد يختلف من نخلة إلى أخرى، وحتى من عرجون إلى آخر؛ إذ تختلف الفترات التي تظل فيها الأزهار المؤنثة قابلةً للتلقيح، باختلاف أصنافها، كما أن النورات الزهرية في النخيل الأنثى لا تخرج كلها في وقتٍ واحد.

أما تلقيح النخيل باستخدام الماكينة، فيحتاج إلى أن تكون هناك مسافات مناسبة بين كل نخلة وأخرى، لاستخدام الجرار الزراعي الملحقة به الماكينة، وهذا لا يتحقق في كثير من المزارع، هذا فضلًا عن أن كثرة مرور الجرار الزراعي والماكينة الملحقة به على الأرض الزراعية تؤدي إلى الإضرار بالأرض الزراعية بزيادة ضغط التربة بسبب الوزن المرتفع للجرار والماكينة.

وأخيرًا، فإن استخدام الطائرات لا يؤدي إلى توصيلٍ عادلٍ ومتساوٍ لحبوب اللقاح إلى قمة النخلة، هذا فضلًا عن أنها طريقة مكلفة ماديًّا.

الآلة الحاصلة على الجائزة تجاوزت كل تلك المشكلات، يوضح عبد الواحد لشبكة SciDev.Net: ”الآلة الجديدة عبارة عن ثلاث وحدات: وحدة نفث حبوب اللقاح، ووحدة التحكم المركزية، ووحدة إنترنت الأشياء“.

ويستطرد عبد الواحد شارحًا: ”توضع وحدة نفث الحبوب، بعد ملئها بحبوب اللقاح، على رأس النخلة باستخدام أداة خاصة، وتزال بالأداة نفسها في نهاية موسم التلقيح، تلك الوحدة مزودة بمستشعرات قياس الحرارة والرطوبة، لترسل بدورها بيانات إلى وحدة تحكم مركزية حول التوقيت المناسب لنفث حبوب اللقاح“.

يمكن إدارة وحدة التحكم المركزية من خلال الهاتف المحمول، بحيث يمكن للمزارع من خلال الهاتف إعطاء أمر لوحدة نفث الحبوب بالتلقيح.

يمكن تنفيذ ذلك، ”حتى لو كان المزارع في مكان يبعد عن المزرعة مسافة 100 كيلومتر، وبطبيعة الحال يمكن إعادة التلقيح عند الضرورة“.

”وبهذا يصبح المزارع قادرًا على تلقيح مزرعة تتكون من ألف نخلة في خمس دقائق، بضغطة زر واحدة“، وفق عبد الواحد.

أما عن التكلفة، فيؤكد عبد الواحد أن ”تكلفة الوحدة الواحدة من هذه الآلة ستكون مع الإنتاج الصناعي على نطاق واسع، في حدود دولار واحد فقط“.

يُثني عز الدين جاد الله، مدير المعمل المركزي للأبحاث وتطوير نخيل البلح بوزارة الزراعة المصرية، على الابتكار، لكونه يوفر الوقت والجهد والمال، ولكنه يتساءل عن جودة الإنتاج عند استخدام هذه الطريقة مقارنةً بالطريقة التقليدية.

يقول جاد الله: ”يمكن أن تكون هذه الطريقة موفرة، لكن هذا التوفير قد يؤثر لاحقًا على جودة التمر وكميته، إذا لم يجرِ التلقيح على نحوٍ جيد، فتتضاعف بذلك خسارة المزارع“.

أمرٌ آخر لفت إليه جاد الله، وهو المتعلق بصلاحية الآلة؛ ”فإذا كانت لا تفيد إلا في موسم واحد فقط، فقد تؤدي إلى خسارة مادية على المدى البعيد، وأخيرًا، مدى بساطة استخدامها للمزارع البسيط“.

ردًّا على تساؤلات جاد الله يقول عبد الواحد: ”لقد أجرينا دراسة مقارنة بين الطريقة التقلدية والطريقة الجديدة، من حيث جودة المنتج وكميته، ولم نلحظ أي فروق“.

أما صلاحية الآلة، فإن التقديرات تشير إلى أن مدة صلاحيتها تصل إلى أكثر من عشر سنوات، فضلًا عن إمكانية برمجتها لاستخدام آخر، وهو رش المبيدات، وفق عبد الواحد.

وأخيرًا فإن الآلة ليست معقدة، بل يمكن للإرشاد الزراعي تدريب المزارعين على استخدامها بسهولة.

ويأمل عبد الواحد أن يجري إنتاج الآلة على مستوى صناعي كبير بعد الحصول على براءة اخترع لها، مشيرًا إلى أنه الإجراء الذي يعمل عليه حاليًّا.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا