Skip to content

20/07/21

’القشرية الخضراء‘ تفور في نخيل ليبيا والسودان

shutterstock_141310843_1_-996x567
حقوق الصورة:PalmFil/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • ليبيا والسودان يشهدان انفجارًا عدديًّا للحشرة القشرية الخضراء يهدد بإفناء نخيل التمر فيهما
  • استنفار بالسودان لمواجهة خطر الآفة ومكافحتها بالوسائل الحيوية والكيميائية واليدوية
  • ثمة حاجة إلى تشريعات منظمة لدخول الفسائل تطبق غرامات رادعة على المخالفين

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] بدأت في ليبيا أعمال مكافحة آفة نخيل التمر المعروفة باسم ’القشرية الخضراء‘، المنفجرة عدديًّا في جنوب البلاد، وتسببت في تلف مئات الآلاف من الأشجار.

والحشرة ’القشرية الخضراء‘ من العوامل المُمْرِضة، إذ تغتذي على عصارة النخلة، بيدَ أنها لم تحظَ بشهرة؛ لأن حدوث ’الانفجار العددي‘ أو ’الفوران‘ المهدد لنخيل التمر غير معهود، ومن ثم لا يُتداول اسم ’القشرية الخضراء‘ إعلاميًّا مثل ’سوسة النخيل‘.

وتؤوي نخلة التمر أكثر من خمسة أنواع من الآفات القشرية، كما يوضح ثائر ياسين، مسؤول وقاية النبات بالمكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة [فاو] في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.

يقول ياسين لشبكة SciDev.Net: ”لم يسبق حدوث انفجار في الأعداد أو فوران لواحدة من هذه الحشرات على النخيل بالدول العربية إلا في السودان وليبيا“.

وتعمل ’الفاو‘ على مشروع لمكافحتها في السودان، يقوم خلال شهر يوليو الجاري بتدريب المزارعين على طرق مكافحتها الكيميائية والحيوية.

وكان مشروعٌ شبيهٌ في ليبيا قد توقف بعد سنة من بدايته في 2018؛ بسبب الاحتراب وعدم الاستقرار، لكنه أسفر عن تدشين جمعيات على الأرض ومجموعات على منصة فيسبوك، لا تزال فاعلةً إلى الآن، تتشارك المعلومات حول الأضرار التي لحقت بالنخيل.

ولم تنفجر أعداد هذه الحشرات القشرية، ولم تبلغ حد الفوران رغم وجودها في بعض الدول العربية، بل إن كثافاتها مستقرة على النخيل، دون إحداث أضرار اقتصادية كبيرة بسبب الاتزان الحادث لوجود أعداء حيوية طبيعية معها.

لكن في ليبيا والسودان المشكلة كبيرة ”مع الحشرة القشرية الحافرة الخضراء، ويعود السبب إلى عوامل بيئية أو بيولوجية، مما أدى بالحشرة لتأخذ منحى ضارًّا تسبب في دمار عدد كبير من النخيل في كلتا الدولتين“.

يتبين الضرر الذي تُلحقه ’الحافرة الخضراء‘ بالنخيل من معرفة أطوار دورة حياتها ومراحلها، التي تكاد تتطابق فيها مع الحشرات القشرية الأخرى.

تتحوط أنثى ’الحافرة الخضراء‘ بقشرة شمعية قوية خشنة الملمس تشبه الكبسولة، وهذا الشمع يمنح الحشرة مقاومةً ضد المبيدات، وتكون بلا جدوى إلا في الطور الأول، أي الحورية الزاحفة.

 بعد التزاوج تضع بيضًا داخلها، ليفقس بعد 4 إلى 7 أيام، عن حورية أولى زاحفة، تتجول مدةً على سطح النبات، ثم تثبت نفسها عليه بواسطة أجزاء فمها الثاقبة الماصة، وتبدأ في امتصاص عصارة النبات، ثم تنسلخ وتفقد أرجلها وقرون الاستشعار وعيونها، متحولةً إلى طور حوري ثاني، ثم أنثى غير بالغة، وبعدها إلى أنـثى كاملة، تكـون حولها كبسـولة.

أمــا في الذكور فتدخل إلى قشرة شمعية خفيفة، يخرج منها الطور المجنَّح في دورة الحياة، ولهذه الحشرة ثلاثة أجيال متداخلة في العام، ويختلف عدد الأجيال بين دولة وأخرى.

موطن الحشرة هو آسيا الوسطى، وتحديدًا في إيران، حيث تمثل مشكلةً كبيرةً للنخيل في مقاطعات فارس وخوزستان وبلوجستان، وهي مسجلة في دول الخليج العربي والعراق وفلسطين ومصر ودول شمال أفريقيا.

يقول ياسين: ”دخلت الحشرة إلى السودان عام 1976 مع فسيلة نخيل من الدول المجاورة إلى منطقة القولد (400 كلم شمال غرب الخرطوم)، وانتقلت إلى النخيل السليم وبدأت بالانتشار والإصابة، لكن الحشرة سُجلت رسميًّا عام 1986“.

”وازدادت أعداد النخيل المصاب لتصل إلى أكثر من 943 ألف نخلة في الولايات الشمالية، و22791 نخلة بولاية نهر النيل، ويُقدر العدد الكلي للنخيل المصاب حاليًّا بأكثر من مليون ومئتي ألف نخلة“.

وكان أول تسجيل للحشرة في ليبيا في أوائل عام 2017 في جنوب البلاد، وبلغ عدد الأشجار المصابة نحو 200 ألف نخلة، ومثل السودان كان السبب في وصولها إلى ليبيا فسيلة مصابة دخلت إلى منطقة الجفرة بسبب الاتجار غير المشروع في الفسائل دون خضوعها لحجر زراعي.

ومثلما حدث مع ليبيا، تركز ’فاو‘ نشاط مشروعها بالسودان على تدريب المزارعين على ثلاثٍ من وسائل المكافحة، كما يبين ياسين، هي الزراعية والكيميائية والبيولوجية.

”المكافحة الزراعية تهتم بإزالة الجريد المصاب -بل والجاف منه، إن كان ممكنًا- وحرقه أو دفنه، والاهتمام بنظافة البستان وتنظيم الري والتسميد والزراعات البينية، والالتزام بمسافات الزراعة (ْ8×8 أمتار)، ما يسمح بتهوية جيدة لأشجار النخيل، وتدلية السباطات (العذوق) بما يضمن تهويتها وتقليل إصابتها“.

وقبل الانتقال إلى بيان نوع آخر من المكافحة لم تفت الخبير التوصية بزراعة الأصناف المقاوِمة أو التي تتحمل الإصابة إن وجدت.

أما المكافحة الكيميائية، فتُعنى باستعمال الزيوت المعدنية في وقت التشتية، واعتماد الصابون الزراعي، كلما كان ذلك ممكنًا، وتجربة رش مستخلصات نباتات اختُبرت سابقًا مثل الحرجل والزنزلخت والنيم، وفق ياسين.

وأخيرًا، تكترث المكافحة البيولوجية بتربية الأعداء الطبيعيين للحشرة، ومنها ’أسد المن‘، وهذا ”يتطلب ضبط الاستعمال غير الرشيد للمبيدات، الذي يؤثر سلبًا على فاعلية هذه الطريقة“.

يُبدي تقديرًا لهذه الوسائل من المكافحة ودورها في السيطرة على المرض، إبراهيم نشنوش، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة طرابلس في ليبيا، ومستشار مشروع دعم مكافحة الحشرة القشرية عن النخيل بمنطقة الجنوب.

لكن نشنوش يشدد على أهمية وضع التشريعات والقوانين واللوائح المنظمة، والتي يؤدي غيابها إلى استمرار المشكلة، مثلما هو واقعٌ الآن في ليبيا.

وعلى صفحته في ’فيسبوك‘، يقرر أن المشكلة ستظل قائمةً حتى وإن كُتب النجاح في السيطرة عليها مؤقتًا، طالما لم يتوافر علاج السبب الأصلي لها، عبر غلق منافذ دخول الفسائل المصابة بالمرض إلى الداخل الليبي.

ويقول نشنوش إن تحقيق هذا العلاج يكون بإنشاء فرق تفتيش مدربة من الحجر الزراعي والجمركي والأمن القضائي بالمنافذ الحدودية والمطارات والموانئ، لمنع نقل الفسائل المصابة داخل البلاد، وعدم السماح لأي فسيلة إلا إذا كانت مصحوبةً بشهادة صحية موثوقة.

ويدعو كذلك لفرض غرامة مالية كبيرة على كل من يُضبط مخالفًا لقوانين الحجر الزراعي ولوائحه المانعة إدخال فسائل نخيل مصابة، وإلزامه بإرجاع الشحنة إلى بلد المنشأ أو إعدامها على نفقته، وتغريم المشتري بالقيمة نفسها.

أيضًا يقول نشنوش بوجوب عزل المناطق السليمة عن المنطقة المصابة، وتطويقها بمسافة معينة لحماية المنطقة الملاصقة لها، مع منع نقل أي أجزاء مصابة.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا