Skip to content

03/12/12

أبحاث عُمانية لاستخدام سعف النخيل في معالجة المياه

date leaves 111
يمكن لسعف النخيل تحسين طرق معالجة المياه في سلطنة عماننع والشرق الأوسط حقوق الصورة:Flickr/chiefmoamba

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] يقول باحثون من سلطنة عُمان: إن سعف النخيل يمكن أن يستخدم في إزالة المواد الكيميائية الدوائية والأصباغ من مياه الصرف الصحي المتخلفة عن المستشفيات، وتنقية المياه من بعض المعادن الثقيلة، وأنه أقل تكلفة، وأكثر استدامة وصداقة للبيئة .
 
ومن المقرر أن يبدأ مشروع تجريبي رائد لمعالجة مياه الصرف من المستشفيات في عُمان مطلع العام المقبل، حيث يسعى علماء لاستخدام هذه التقنية في مرشحات مياه الشرب وفي معالجة مياه الصرف الصناعي.
 
ومنذ عام 2010، تعكف مجموعة البحوث التحليلية والبيئية في قسم الكيمياء بجامعة السلطان قابوس، على إنشاء وحدة لمعالجة مياه الصرف الصحي في المستشفيات. وستقوم هذه الوحدة بمعالجة مياه الصرف الصحي المحملة عادة بالميكروبات والمواد الكيميائية الدوائية قبل أن تصب في المجارير، ومن المحتمل إنتاج مياه يمكن استخدامها في ري المحاصيل.

عمل الفريق على إنتاج "ألياف كربون منزوعة الماء"، لاستخدامها بديلا أكثر حفاظا على البيئة من "الكربون المنشّط"، الذي يُستخدم على نطاق واسع في تنقية المياه، رغم أن إنتاجه مسبب للتلوث، إذ عادة ما يُشتق من الفحم النباتي، ويتطلب درجات حرارة عالية.
 
وفي هذا الصدد، صرّح السعيد الشافعي -وهو الباحث الرئيس بالمشروع، وأستاذ الكيمياء المساعد في جامعة السلطان قابوس- لموقعSciDev.Net  قائلا: "لقد وجدنا أن ألياف الكربون منزوعة الماء المنتجة من سعف النخيل تمتلك نفس فعالية الكربون المنشّط في إزالة المواد الدوائية والأصباغ من مياه الصرف الصحي، وتمتلك أيضا فعالية استثنائية في إزالة المعادن الثقيلة، كما يمكن إعادة استخدامها مرات عديدة".
 
تتم كَرْبَنَة نفايات سعف النخل عن طريق المعالجة بحمض الكبريتيك عند 170 درجة مئوية، قبل استخدامها لمعالجة مياه الصرف الصحي. ويمكن استخدام هذه التقنية في معظم أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة في عُمان، حيث يُنتج 180,000 طن من سعف النخيل سنويا.
 
قضى الشافعي ما يقرب من 12 عاما في إنتاج أنواع مختلفة من ألياف الكربون منزوعة الماء من المخلفات الزراعية، مثل: سعف النخيل، وقشور الأرز، وبذور الزيتون، وجميعها أثبت فعالية استثنائية في إزالة الملوثات المختلفة من المياه. ويعكف حاليا على تطوير هذه التقنية لاستخدامها على سعف النخيل؛ بسبب وفرته في المنطقة.
 
ويعمل الفريق البحثي أيضا على تنقية الفضلات الصناعية السائلة المتخلفة عن صناعات النفط والتعدين، كما يقول الشافعي، الذي يضيف أن معالجة مياه الشرب تمثل "الهدف النهائي بالنسبة لنا".
 
من جانبه، يقول وائل عبد المعز -وهو صاحب شركة ناشئة متخصصة في إنتاج الكربون المنشّط من قشور الأرز-: "إن صنع المرشحات المرتكزة على الكربون المنشّط يسبب الكثير من تلوث الهواء، وبالتالي فإن استخدام ألياف الكربون منزوعة الماء من المخلفات الزراعية قد يكون أكثر حفاظا على البيئة".
 
وثمة شكوك حول إمكانية التطبيق العملي لهذه التقنية على نحو فعال. وفي هذا السياق، يقول مهد باعوين -أستاذ مساعد في الهندسة البيئية بجامعة السلطان قابوس-: "حتى لو تمخضت الدراسات التجريبية عن نتائج إيجابية، فمن الصعب للغاية على القطاع الصناعي في منطقتنا أن يقوم باعتماد وتسويق هذه التقنية، بالنظر إلى التقنيات المتاحة، ومن ثم اختبارها في الأسواق". وبحسب باعوين، يرجع ذلك –جزئيا- إلى افتقار الجمهور إلى الثقة في التقنيات المحلية، وتفضيل تلك المألوفة، المعروفة بفعاليتها.