Skip to content

04/09/16

النزاعات تقصف أعمارنا

Syrian hospital healthcare.jpg
حقوق الصورة:Giacomo Pirozzi / Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • الحرب وويلات الصراع يُفقدان رجال سوريا ونساءها خمس سنوات من متوسط أعمارهم
  • المستشفيات والأنظمة الصحية لا يمكنها مواصلة تقديم الخدمة مع خفض موازناتها
  • زيادة انتشار الأمراض غير المعدية تضاعف العبء على كواهل الأطباء

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

قالت دراسة حديثة إن الحروب والثورات في الشرق الأوسط تسبَّبا في خفض متوسط الأعمار المتوقعة بالمنطقة نتيجة ارتفاع أعداد الضحايا وانخفاض مستويات الرعاية الصحية.
 
وفق الدراسة التي نُشرت 24 أغسطس المنصرم بمجلة لانسيت الطبية، تزايدت أعداد الذين يسقطون ضحايا للعنف منذ اندلاع ’الربيع العربي‘، وما تبعه من حرب تدور رحاها في سوريا، ونزاع مسلح باليمن وليبيا، واضطرابات سياسية عنيفة بمصر وتونس، إلى جانب أن بعض الأنظمة الصحية بالإقليم على حافة الانهيار.
 
ففي عام 2010، كان متوسط العمر المتوقع للذكور في سوريا، على سبيل المثال، حوالي 75 عامًا، غير أنه انخفض إلى 69 عامًا بحلول عام 2013، وفق الدراسة التي رصد الباحثون الذين أجروها انخفاضًا في متوسط ​​العمر المتوقع للمرأة السورية من 80 عامًا إلى نحو 75 عامًا.
 
”صراعات الأعوام الأخيرة حطمت البنية التحتية الأساسية في عدد من دول المنطقة“، وفق توضيح علي مقداد، باحث الصحة في معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن الأمريكية، من ثَم فإن الباحث الرئيس بالدراسة يرى ذلك موجبًا ”للاستثمار في أنظمة الرعاية الصحية“.

لذا توصي الورقة البحثية بتخصيص تمويل عاجل لقطاع الرعاية الصحية في المنطقة؛ لمواجهة الآثار المدمرة لانعدام البنية التحتية.

”الصراعات تنشئ حلقة مفرغة في الرعاية الصحية؛ فالصراعات تؤدي إلى نزوح داخلي لأعداد كبيرة من الأفراد والأسر، ما يزيد في عبء الأمراض والإصابات، وبالتالي يؤدي إلى مزيد من العنف“

رياض لفتة

وجدت الدراسة أيضًا أن الصراعات وما انبثق عنها من أزمة لاجئين أفضتا إلى ارتفاع حاد في وفيات الأطفال؛ ففي السنوات التي سبقت 2010 كانت سوريا قد حققت انخفاضًا في نسبة وفياتهم السنوية بلغ 6%، في حين شهدت النسبة ارتفاعًا مقداره 10% بين عامي 2010 و2013، وهذا يعني أن وفيات الأطفال بسوريا الآن أسوأ من نظيراتها بمعظم البلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا.

وأشار الباحثون بالدراسة إلى أن ما أصاب المستشفيات من دمار، والتدهور العام في المنظومة الصحية بالعديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شديد القسوة، خاصة مع ما تشهده المنطقة من زيادة في الأمراض غير المعدية، وعلى سبيل المثال، تضاعفت تقريبًا حالات ارتفاع ضغط الدم منذ عام 1990، في حين زادت نسبة السمنة بنحو 30%.
 
في العدد نفسه، نشرت لانسيت تعليقًا منفصلًا لرياض لفتة، اختصاصي الصحة العامة بجامعة واشنطن، جاء فيه: ”الشعوب تعاني مشكلات صحية في أثناء الصراعات وبعدها؛ نتيجة لدمار البنية التحتية الداعمة للصحة من غذاء آمن ومياه صالحة للاستعمال الآدمي وصرف صحي ورعاية طبية وخدمات صحية عامة“.
 
لفتة -الباحث بكلية الطب في جامعة المستنصرية ببغداد، في العراق- يلفت الأنظار إلى ملمح شديد الأهمية، قائلًا: ”الصراعات تنشئ حلقة مفرغة في الرعاية الصحية، لا يمكن كسرها إلا بتحقيق السلام؛ فالصراعات تؤدي إلى نزوح داخلي لأعداد كبيرة من الأفراد والأسر، ما يزيد في عبء الأمراض والإصابات، وبالتالي يؤدي إلى مزيد من العنف“.

الخبر منشور بالنسخة الدولية يمكنكم متابعته عبر العنوان التالي: