Skip to content

09/02/20

دليل الأراضي الرطبة المتوسطية

Wetlands
حقوق الصورة:Faouzi Maamouri/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • مشروع حوكمة الأراضي الرطبة الساحلية ومشاركة أصحاب المصلحة في إدارتها يصدر دليلًا
  • والمستهدف هو خلق بيئة مواتية للحد من الأخطار التي تهددها.. وضمان التنمية الساحلية المستدامة
  • الإدارة المتكاملة الموضوعة تراعي الارتباط بأحواض الأنهار رغم توافر عدد من وثائق الحوكمة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] صدر دليل ’حوكمة الأراضي الرطبة الساحلية المتوسطية‘؛ تعزيزًا للإجراءات الرامية إلى الحفاظ عليها.

أصدر الدليل مبادرة المناطق الرطبة المتوسطية أو ’شبكة ميدويت‘، وهي منظمة إقليمية غير ربحية.

يشبه الخبراء الدليل –الصادر نهاية يناير 2020- بكتاب طهي؛ إذ يطرح وصفات مختلفة لإدارة تلك الأراضي واستدامتها، ويُعد جزءًا من إستراتيجية مؤسسة مافا في منطقة البحر المتوسط للحفاظ على الأراضي الرطبة الساحلية والإدارة المستدامة لها، وبدعم من الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

صُمم الكتيب كي يكون دليلًا عمليًّا لإدارة الأراضي الرطبة الساحلية حول البحر المتوسط​، سواء كانت محمية رسميًّا، أم التي تفتقر إلى أي حماية رسمية، أو تلك المحددة بموجب التشريعات الوطنية أو المحلية.

تُعرف الأراضي الرطبة بأنها أرض تغمرها المياه كليًّا أو جزئيًّا، كان ذلك بصفة دائمة أو مؤقتة. وتشكل موئلًا لأعداد كبيرة من النباتات والحيوانات، وتشمل البحيرات، الأنهار، المستنقعات، الأراضي العشبية الرطبة، الواحات، مصبات الأنهار، الدلتات، بخلاف المواقع الاصطناعية مثل أحواض السمك، وحقول الأرز، والخزانات، والمستنقعات المالحة.

يوضح مايكل سكولوس -رئيس البرنامج المتوسطي في الشراكة الدولية بمجال المياه، وأحد معدي الدليل- أنه على الرغم من الاعتراف الدولي بأهمية هذه المناطق وإدراج الكثير منها في الشبكة العالمية للأراضي الرطبة التابعة لاتفاقية ’رامسار‘ للحفاظ على الأراضي الرطبة، إلا أن ذلك لم يوفر لها الحماية الشاملة والإدارة المستدامة التي تحتاجها وتستحقها.

يقول سكولوس لشبكة SciDev.Net: ”لقد أصبحت من النظم البيئية الأكثر هشاشةً وتهديدًا، وتتراجع بمعدل ينذر بالخطر“.

ويفترض في الدليل -برأيه- أن يكون ”أداة لخلق حلقة اتصال بين جميع اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال: السياسيين، والمجتمعات المحلية، ومنظمات المجتمع المدني، والمتطوعين، والإعلام“.

ويتابع سكولوس: ”يمكن للمؤسسات الحكومية ومديري المواقع والمنظمات غير الحكومية على وجه الخصوص استخدام هذا الكتيب لتحسين نمط الإدارة الحالي للأراضي الرطبة، ويمكنهم استخدامه أداةَ تشبيك وضغط بالتعاون مع أصحاب المصلحة والمهتمين من أجل تحسين حوكمة هذه المواقع“.

وتنبع أهمية هذا الدليل من تنامي الدور الذي تؤديه الأراضي الرطبة الساحلية للبحر المتوسط من التخفيف من حدة الفيضانات وتقلبات الطقس القاسية، وإعادة شحن طبقات المياه الجوفية، وتوفير مصائد أسماك للمجتمعات المحلية وموائل للحياة البرية. كما أنها تحولت في الآونة الأخيرة إلى وجهات سياحة بيئية.

يوضح سكولوس أنه رغم الوظائف المتعددة للأراضي الرطبة، إلا أننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث من أجل اختيار التدابير المناسبة وتكييفها للأراضي الرطبة الساحلية على وجه الخصوص.

لذا فنحن بحاجة أيضًا إلى مثل هذا الدليل، ”الذي يعرض لنا نماذج ناجحة في حوكمة هذه الأراضي بطرق مبتكرة ومكتوبة بصيغ بسيطة يسهل فهمها“، وفق سكولوس.

ويستعرض الدليل أربعة نماذج ناجحة لمشروعات تنمية الأراضي الرطبة وإدارتها في منطقة المتوسط، وهي خليج أوريستانو في إيطاليا، ودلتا بوجانا- بونا في ألبانيا وجمهورية الجبل الأسود، وبحيرة بريسبا الحدودية بين اليونان وألبانيا، ومن جنوب المتوسط مشروع بحيرة غار الملح في تونس.

حظي الدليل بإشادة فوزي المعموري -رئيس مكتب شمال أفريقيا للصندوق العالمي للطبيعة- على ما يقدمه الدليل؛ فهو ”يوفر طريقةً ونهجًا مبسطَين للغاية لإدارة الأراضي الرطبة، ويراعي جميع الجوانب: البيئية والاجتماعية والاقتصادية“.

ويرى المعموري -وهو أحد المشاركين في مشروع تنمية وتطوير بحيرة غار الملح في تونس- أن أهم ما يميز الدليل أنه يعرض أزمة حوكمة الأراضي الرطبة في منطقة البحر المتوسط للمرة الأولى.

يستطرد المعموري: ”وفي هذا الصدد لدينا الكثير من الاحتياجات، وأرى أن الدليل يوفر مقارنة واضحة بين الإدارة والحوكمة وتقديم تجارب مختلفة، ويقدم نصائح مبنية على أمثلة عملية“.

من جانبها توضح سارة الطوزي -كبير مسؤولي البرنامج المتوسطي في الشراكة الدولية بمجال المياه أن أنواع الأراضي الرطبة متعددة، والتفاصيل التقنية المتعلقة بإدارتها قد تكون معقدةً بعض الشيء.

”فنحتاج مثلًا إلى خطط لإدارة السواحل، وأخرى من البلديات للتعامل مع الموقع، وخطط محلية وأخرى إقليمية، لذا فإدارتها أمر معقد، ويتطلب خطة عمل لتوزيع الأدوار بين الأطراف المختلفة“.

ثمة قلة وعي لدى صناع القرار بأهمية الحفاظ على الأراضي الرطبة، خاصةً وأنها تتطلب تدخل أطراف عديدة لإدارتها، وهنا تبرز أهمية الدليل، من وجهة نظر سارة.

تقول: ”فهو يضع أدوات الإدارة الجيدة في قائمة يمكن للمعنيين مراجعتها للتأكد من أن الأمور تسير في الاتجاه السليم، ومن توافر العناصر التي نحتاج إليها لتكوين إطار إداري ناجح لبيئة الأراضي الرطبة الساحلية، خاصةً في مرحلة إعداد الخطة“.
  
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا