Skip to content

28/05/18

الليشمانيا تستشري في سوريا

Leishmania Syria
حقوق الصورة:Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • داء الليشمانيات يتفشى في سوريا، والظروف مواتية ليتحول إلى جائحة
  • وتقاعس مريب في المكافحة، رغم أنباء (متضاربة) عن وجود أشكال الداء الثلاثة
  • تذرُّع النظام السوري والروس بمكافحة الإرهاب والقصف سبب التفشي وفق اتهام المعارضة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[إسطنبول] تصاعدت التحذيرات من تفشِّي الليشمانيات في سوريا؛ إذ شهدت الأشهر الأولى من العام الجاري ازديادًا كبيرًا في أعداد المصابين بالداء الجلدي، الذي يرتبط بسوء التغذية، ونزوح الجماعات السكانية، ورداءة السكن، وضعف الجهاز المناعي، ونقص الموارد المالية.
 
وداء الليشمانيات ينتشر في سوريا، لا سيما في الأجزاء الشمالية من البلاد، ”ففي الربع الأول من العام الجاري، أُبلغت منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 58 ألف حالة من داء الليشمانيات الجلدي في جميع أنحاء البلاد، ثلثها تقريبًا بشمالي سوريا“، وفق  ما أدلى به لشبكة SciDev.Net المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية ومبعوثها إلى الأراضي السورية، طارق جاسارفيتش.
 
ويستطرد: ”وهو ما يعني ارتفاع أعداد الإصابة ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﺻل إﻟﯽ ٣٠– ٤٠% ﻓﻲ عام ٢٠١٨، ﻣﻘﺎرﻧﺔ باﻟﻔﺗرة نفسها ﻣن ﻋﺎم ٢٠١٧“.
 
يُعَد داء الليشمانيات الجلدي أحد أكثر الأمراض المُعدية انتشارًا بين النازحين واللاجئين، ويسببه طفيلي وحيد الخلية من جنس الليشمانيا، وهو من الأمراض التي تنقلها حشرات الفواصد، وبشكل رئيسي عن طريق لسعات إناث ذبابة الرمل المصابة.
 
وتتسبب الليشمانيا الجلدية في ظهور قُرَح مرتشحة على هيئة عُقيدات أو لُويحات (عقد أو لوحات صغيرة)، قد تدوم أشهرًا، تؤثر على الناحية الجمالية، وعندما تبرأ من تلقاء نفسها، أو ببعض العلاجات تترك ندبًا منخفضة القاع على البشرة، ومثلها بنفسية المريض، وربما عجزًا خطيرًا، وهي الأكثر انتشارًا في سوريا.
 
أما الليشمانيا الحشوية، فهي داء مميت يُعرف أيضًا باسم ’كالا آزار‘، وهي حالات معدودة ولا تنتشر على شكل موجة وبائية، وفق وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة فراس الجندي.
 
كلا الشكلين من الداء متوطن في سوريا. والجندي يقول إن أعداد المصابين بالليشمانيا الجلدية تناهز المئة ألف، وعدد مصابي الليشمانيا الحشوية لا يتجاوز السبعين حالة.
 
ويؤكد مدير مركز الرعاية الصحية الأولية في بلدة التح جنوبي معرة النعمان في الشمال الغربي السوري، ديبو السلطان، ظهورَ حالات من الشكل الثالث المعروف باسم اللشيمانيا الجلدية المخاطية، لكن الجندي ينفي وجودها، مشيرًا إلى أن الحالات المصابة ما هي إلا ”لشيمانيا حشوية بمظاهر مخاطية“ على حد قوله.
 
يقول أنس الدغيم -مدير قسم الرعاية الصحية الأولية في مديرية صحة إدلب- لشبكة SciDev.Net: ”هناك مخاطر حقيقية من تَضاعُف أعداد الإصابات، فقد تصل لعشرة أضعاف“، محذرًا من خطورة جائحة كبيرة إن لم يتم احتواء الموقف خلال شهرين من خلال رش المبيدات وشهر من إتاحة العلاجات.
 
يوضح الدغيم أننا في أوان تكاثر ذبابة الرمل، وإن لم تُرش المبيدات في كافة المناطق وخاصة الموبوءة منها فستزداد أعدادها جدًّا، وبالتالي أعداد المرضى، ”فالذبابة تلسع في الصيف وتحتاج لشهرَي حضانة، لتظهر الإصابات في الشتاء“.
 
والأسباب الرئيسة لزيادة الإصابات ترجع إلى انهيار القطاع الصحي وتدمير معظم البنى التحتية بالبلاد، ما زاد في عدد السكان بالشمال السوري من جَرَّاء النزوح، ما أدى إلى بناء المخيمات العشوائية التي يسكنها مئات الآلاف، وتحولت أطرافها إلى مكبات للقمامة.
 
على وجه الخصوص فإن تدمير شبكات الصرف الصحي، وانتشار المياه الملوثة، واضطرار السكان إلى حفر بدائية من أجل تصريف مياه المراحيض والحمامات، ”أسهَمَ في انتشار أعداد كبيرة من القوارض، وهي المستودعات الرئيسية لهذا المرض“، وفق قول منذر خليل -مدير صحة إدلب- للشبكة.
 
ويفيد موقع منظمة الصحة العالمية على الإنترنت أن الهجمات التي شُنّت على العاملين الصحيين والمرافق والبنى التحتية الصحية خلال أول شهرين فقط من عام 2018 هو 67 هجمةً مثبتة، ما يعادل نصف عدد الهجمات المثبتة التي استهدفتهم طوال عام 2017.
 
وتنقل ذبابة الرمل الطفيليَّ من الحيوانات، وخاصة الكلاب والقوارض من فئران ويرابيع عبر مصّ دمها المليء به، والذي يتكاثر في معدة الذبابة ثم ينتقل مع لعابها إلى حيوانات أخرى أو إلى الإنسان، ومن إنسان إلى آخر.
 
يقول الجندي: إن علاج ’حبة حلب‘ -كما يسمي الليشمانيا أهل سوريا- يكون بحقن عضلي أو موضعي من مركبات الأنتموان خماسي التكافؤ أو الآزوت السائل.
 
ولا توجد هذه الأدوية في كثير من المستوصفات، وتوجد بكميات قليلة في مستوصفات أخرى، ولا تتناسب مع أعداد الإصابات المتزايدة، وفق الدغيم.
 
ويشدد السلطان على أن إيقاف تمويل المنظمات والمجالس المحلية مَنَعها من مواصلة رش المبيدات وأَنقصَ الأدوية، ما أعاق جهود المكافحة.
 
ويأمل الجندي في سرعة تجاوُب المنظمات الدولية، وهي المطلعة على الوضع الراهن من خلال تقارير تصلها بشكل دوري.
 
يشير جاسارفيتش إلى بعض تدخلات منظمة الصحة العالمية من تنظيم دورات تدريبية لتعزيز القدرة على المكافحة والاستجابة، ودعم الوقاية والعلاج من خلال الشركاء الصحيين داخل سوريا.
 
بالإضافة إلى شراء وتوزيع الأدوية في المناطق التي يمكن الوصول إليها في شمال سوريا، ومواصلة أنشطة جمع التمويل، مشيرًا إلى أن ”التمويل الحالي غير كافٍ للتعامل مع حجم المرض في هذه المناطق“.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا