Skip to content

14/01/21

حصادة مصرية لثمار الديزل

الصورة 7
حقوق الصورة:Hani Mehanna/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • مصريون يطورون آلة حصاد لثمار الجاتروفا والجوجوبا، ويمكن تعديلها لحصاد الزيتون
  • المطورون يؤكدون أنها تتلافى عيوب المستورد، وأن تكلفتها القليلة أبرز مزاياها
  • اختلاف حول جدوى تطويرها، وأنها ليست أفضل من الآلات المتاحة بكثير

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] طور باحثون مصريون آلةً لحصاد ثمار الجاتروفا والجوجوبا من أشجارهما، وصُممت لتناسب الواقع المحلي، متجاوزةً بمزاياها مساوئ الآلات المستورد، بل ثمة فرص جيدة لتسويقها في الإقليم، لا سيما أنه يمكن إدخال تعديل عليها لقطف ثمار الزيتون، المنتشرة زراعته في حوض المتوسط.

بدأت قصة تطوير هذه الحصادة قبل نحو تسع سنوات، وقتها لفت انتباه الباحثين أن حصاد أشجار الجاتروفا والجوجوبا بإحدى المزارع يعتمد على الأيدي العاملة، ونظرًا لقلة عددها وارتفاع تكلفة الاستعانة بها، يضيع أغلب إنتاج المزرعة، لتتراوح إنتاجية الشجرة من كيلو جرام واحد إلى اثنين على الأكثر، وهو ربع الإنتاجية العالمية لهذين المحصولين.

الحل السهل والبسيط للمشكلة، هو التفكير في الاستيراد، بإرشاد مسؤولي المزرعة إلى الآلات التي تستخدمها بعض الدول المنتجة لهذين المحصولين في الحصاد، ولكن باحثي المركز القومي للبحوث وجدوا أنه من الأفضل العثور على حل محلي، بتصميم آلية مصرية لحصاد المحصولين، ليكلل جهدهم الشهر الماضي بالحصول على براءة اختراع لهذه الآلة من مكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي المصرية.

والحلول المتاحة بالخارج، هي آلة شفط الثمار المتساقطة علي سطح التربة، أو آلة لهز جذع الشجرة وتجميع الثمار المتساقطة نتيجة الهز على حصيرة، وأخيرًا آلة ذاتية الحركة تقوم بعملية الحصاد عن طريق احتضان الشجرة بالكامل، وعن طريق زوج من المضارب الرأسية مثبتة عليها أصابع بلاستيكية يدور بعضها عكس بعض، يجري ضرب فروع الشجرة بالكامل، فتسقط الثمار على سيور استقبال متحركة، ومنها إلى التجميع.

”كل هذه الحلول، رغم أنها مطبقة، إلا أن فيها مشكلات حاولنا تجاوزها بابتكار مصري يعتمد على خامات محلية، ويمكن تصنيعه في ورش بسيطة جدًّا متخصصة في الميكنة الزراعية“، وفق إفادة لشبكة scidev.net أدلى بها هاني محمد مهنا، أستاذ الهندسة الزراعية المساعد بالمركز القومي للبحوث، ورئيس الفريق مبتكر الآلة.

وتكمن مشكلة تقنية الشفط -كما يقول مهنا- في حدوث شفط للأوراق والأتربة مع الثمار المتساقطة، وبالتالي ستكون هناك حاجة إلى عملية فصلها بعد الحصاد، ويؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الحصاد وقلة جودة المنتج، أما تقنية هز الشجرة فلا تحقق الدقة الكبيرة المطلوبة، ويحدث تساقط على التربة في أثناء عملية الحصاد، مما يتطلب إعادة جمعه من على سطح التربة مرة أخرى، إما يدويًّا أو باستخدام تقنية الشفط، وأخيرًا فإن الآلة ذاتية الحركة، تكلفتها مرتفعة، وتتطلب المقاييس التي تعمل عليها ألا يزيد ارتفاع الأشجار عن مترين، مما يستلزم عمليات تقليم خاصة أو التخلص من الأشجار عند  عمر 3 سنوات وزراعتها مرةً أخرى، وتحتاج هذه الآلات إلى مزارع ذات مساحات كبيرة.

تلك المشكلات تجاوزتها الآلة المصنعة محليًّا، باعتمادها في الحصاد على التعليق بالجرار ونقل الحركة من عمود الإدارة الخلفي له إلى صندوق تروس خاص بالماكينة، يزيد سرعتها إلى النصف، وينقلها إلى عمود دوران رأسي مثبت عليه أصابع مطاطية تعمل على التصادم مع فروع الأشجار في أثناء الحركة الأمامية للجرار، مما يعمل على تساقط بذور الجاتروفا والجوجوبا على وحدة استقبال، ومنها إلى وحدة تجميع.

ويوضح مهنا أن هذا التصميم البسيط يجعل هناك إمكانية لتصنيع الآلة محليًّا، مما يدعم تمكين التصنيع المحلي للآلات الزراعية، كما أن التصميم يلائم جميع ارتفاعات شجرتي الجاتروفا والجوجوبا بأعمارها المختلفة، ويعطي كفاءةً في عملية الحصاد دون الحاجة إلى عمليات فصل أتربة أو تجميع المتساقط تحت الأشجار بعد عملية الحصاد.

ويضيف أن تكلفة خامات التصنيع تبلغ حوالي 25 ألف جنيه (1600 دولار أمريكي)، ويمكن أن تصل عند التصنيع مع إضافة هامش الربح إلى 70 ألف جنيه، وهي قيمة بسيطة جدًّا لا تقارن بثمن الآلة المستوردة الأقرب شبهًا (الذاتية الحركة)، والتي تعادل قيمتها مليون جنيه مصري.

ويتوقع مهنا أن تمنح هذه المزايا فرصةً جيدةً لتسويق هذه الآلة، ليس فقط محليًّا، ولكن خارج مصر أيضًا، في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودول أخرى، إذ يوجد توجه عالمي للاستفادة من زيوت ثمار شجرتي الجاتروفا والجوجوبا في إنتاج الوقود الحيوي، وهو ما بدأ ينعكس على زيادة المساحات المزروعة بها، وزيادة الاهتمام الرسمي بهذه الأشجار.

جدير بالذكر أن وزارة البترول المصرية أعلنت في 2018 عن مشروع لإنتاج الديزل الحيوي من زيت نبات الجاتروفا بطاقة إنتاجية 250 ألف طن سنويًّا وباستثمارات 200 مليون دولار، وهي مشروعات من شأنها أن تزيد الطلب على آلة الحصاد المبتكرة.

وتعثرت مفاوضات المركز القومي للبحوث مع مستثمر مصري يملك 500 فدان لزراعة الجاتروفا، كان قد رغب في شراء حق الملكية الفكرية للآلة، ولكن مهنا لا يشعر بالقلق بشأن وجود فرص كبيرة لتسويقها؛ بسبب زيادة التوجه نحو الوقود الحيوي.

ويتفق السيد بلال عبد المطلب -أستاذ ورئيس قسم أمراض النبات في كلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ- مع مهنا في أن التوجه العالمي نحو الوقود الحيوي ربما يجعل هناك فرصةً جيدةً لتسويق الآلة، ولكن بشرط أن تكون الفروق واضحةً بينها وبين الآلات الأخرى، وهو ما لا يشعر به بلال بدرجة كبيرة.

يقول عبد المطلب لشبكة SciDev.Net: ”أرى أن الآلات التي تعتمد على هز جذع الشجرة ملائمة جدًّا لهذه الأشجار، ولا ينتج عنها تساقط كمية كبيرة من الثمار على الأرض، بحيث يكون ذلك مسوِّغًا لتفضيل الآلة الجديدة“.

ويضيف: ”آلات هز جذع الشجرة مستخدمة بشكل كبير في حصاد الزيتون، والتشابه الكبير بين حجم ثمرة الزيتون وحجم ثمار الجاتروفا والجوجوبا يجعلها خيارًا ملائمًا“.

ومن جانبه، يُبدي مهنا سعادةً بالمثال الذي طرحه بلال؛ لأنه يعطيه الفرصة للإشارة إلى تطوير سيجرى على الآلة لتكون ملائمةً لحصاد الزيتون.

ويقول مهنا: ”آلات هز جذع الشجرة، لا ينتج عنها فقط تساقط لكمية من الثمار على الأرض، لكنها أيضًا تضر بثبات الأشجار، وخاصةً في المناطق التي تكون فيها سرعة الرياح مرتفعة، وهذه مشكلة تعاني منها المزارع التي تعتمد على هذه الآلات، ولذلك فإن الآلة الجديدة هي الأفضل في الحفاظ على ثبات الشجرة“.

ويضيف: ”المشكلة الوحيدة لاستخدم الآلة الخاصة بنا في مزارع الزيتون هي أن ثمرة الزيتون حساسة جدًّا، وبالتالي نحتاج إلى تعديل بسيط جدًّا في وحدتي الاستقبال والتجميع، عن طريق تبطينهما؛ حتى لا تتضرر الثمرة بصلابتهما“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا