Skip to content

22/01/20

البخل عن البحث والتطوير يفاقم أزمة المضادات الحيوية

AMR research and dev group - MAIN
أبحاث مقاومة مضادات الميكروبات تراجعت بنسبة الثلث بين عامي 2016 و2018 وفق تقرير حقوق الصورة:Richard Nyberg/USAID (CC BY-NC 2.0)

نقاط للقراءة السريعة

  • تقرير يحذر من نقص الاستثمار في المراحل المتأخرة من البحث والتطوير للمضادات الحيوية
  • الأمم المتحدة: مقاومة الأدوية قد تؤدي إلى وفاة 10 ملايين شخص سنويًّا بحلول 2050
  • خبراء يشددون على ضرورة تعاوُن القطاعين العام والخاص في إيجاد حل للمشكلة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

حذر تقرير من مغبَّة نقص الاستثمار في المرحلة المتأخرة من البحث والتطوير لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.

يميز هذه المرحلة أن كلفة الإنفاق فيها تكون عالية.

ووفق تقرير ’تحالف الصناعة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات‘، صار من غير المحتمل تلبية الاحتياجات الصحية العالمية المستقبلة بسبب هذا ”القصور المثير للقلق“.

يقول التحالف إن هذا يحدث رغم قيام أعضائه بجمع 1.6 مليار دولار أمريكي لهذا الغرض في عام 2018.

كذلك وضعت خطوات تتضمن الاستثمار المستمر في المراحل المبكرة من البحث والتطوير لمنتجات من أجل التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، مثل المضادات الحيوية واللقاحات وتشخيص الأمراض.

ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن مقاومة مضادات الميكروبات تودي بحياة 700 ألف نسمة سنويًّا، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إلى 10 ملايين بحلول عام 2050 إذا لم يتم التوصل إلى حلول.

والمنتظر أن يصيب الجزء الأكبر من هذا التأثير البلدان النامية، حيث تمثل أفريقيا وآسيا نحو 90% من الوفيات.

وجاء في تقرير التحالف الخاص: ”الرقم الإجمالي للاستثمار غير كافٍ -على الأرجح- لتوفير الأدوات اللازمة لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات“.

وفيه أيضًا: ”قد تنخفض المستويات أكثر في السنوات القادمة إذا لم تتخذ الحكومات إجراءاتٍ عاجلةً لتحسين نظم استرداد تكاليف تطوير المضادات الحيوية وتنفيذ حوافز جديدة للتنمية“.

ويقدر التقرير أن البحث والتطوير في مجال مقاومة مضادات الميكروبات ذي الصلة بين أعضاء التحالف تَراجَع بنسبة الثلث بين عامي 2016 و2018. وفي الوقت نفسه، أفلست شركات تكنولوجيا حيوية واعدة مثل ’أكايوجين‘ و’ميلينتا‘.

في الوقت نفسه، يشير التقرير إلى أن عدم الوصول إلى مضادات حيوية عالية الجودة ومصنَّعة على نحو يتسم بالمسؤولية يمثل تحديًا كبيرًا في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة، فمنها سوف تكون غالبية الذين قد يموتون من التهابات بكتيرية قابلة للعلاج.

عدد هؤلاء المهددين بالموت –وفق تقديرات- يصل إلى 5.7 ملايين شخص سنويًّا.

وبين عامي 1999 و2014، تم تسجيل أقل من خمسة مضادات في معظم البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، من 21 مضادًّا حيويًّا جديدًا دخلت الأسواق.

يوضح التقرير أن ”البلدان منخفضة الدخل التي تُثقلها أعباء الأمراض المعدية وضعف النظم الصحية تكافح -في كثير من الأحيان- لتوفير إمكانية الوصول الأساسي إلى المضادات الحيوية العامة فقط“.

تشمل المعوقات سوء المرافق الطبية، وتعطُّل سلسلة التوريد، وعدم كفاية مراقبة الجودة، مع دخول مضادات الميكروبات رديئة النوعية والمقلدة إلى السوق. ويسلط التقرير الضوء على أن ”تعريض المرضى لجرعات دون المستوى الأمثل يدعم تطور المقاومة“.

وقال توماس كيوني، رئيس تحالف الصناعة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات: ”إن الاضطرابات في إمدادات المنتجات ذات الصلة بمقاومة مضادات الميكروبات… غالبًا ما تعني أن يلجأ الناس إلى شراء المضادات الحيوية دون وصفات طبية، وأحيانًا من نوعية رديئة أو حتى مقلدة“.

ويصف كيوني التقرير بأنه ”ناقوس خطر“، ينبه إلى الحاجة إلى البحث والتطوير لمضادات حيوية جديدة، على الرغم من التطورات الإيجابية للكشف عن مقاومة مضادات الميكروبات.

وأضاف: ”مستويات الاستثمار الحالية في هذا المجال غير كافية للحفاظ على خط إنتاج حيوي“، مضيفًا أن هذا جعل من الضروري ضمان دعم أفضل للمراحل اللاحقة والأكثر تكلفةً من الأبحاث السريرية.

من بين توصياته، يدعو التقرير إلى إبرام اتفاقيات ترخيص طوعية لتحسين الوصول إلى مضادات حيوية عامة أقل تكلفةً في البلدان المنخفضة الدخل، مما يمنح الأطراف الأخرى الحق في تصنيع أدوية يمتلكها أصحاب براءات اختراع، واستيرادها وتوزيعها.

ويدعو التحالف القطاع العام -الذي يُقدر إنفاقه بـ500 مليون دولار أمريكي سنويًّا على البحث والتطوير المتصلين بمقاومة مضادات الميكروبات- إلى تشجيع حوافز للاستثمار، ويعتقد كيوني أن الصناعة والمنظمات الدولية يجب أن يعملوا على إيجاد حلول مع الحكومات في ”تحالف الراغبين“.

وقال: ”في النهاية، نحن جميعًا على وفاق. لا يمكن التعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات من قِبَل جهة منفردة، لكننا مجتمعين يمكننا كبح انتشار مقاومة الأدوية“.

وفي رأي تيم جينكس -رئيس برنامج الأولوية للعدوى المقاوِمة للعقاقير في مؤسسة ويلكم للأبحاث الصحية بالمملكة المتحدة- يُظهر التقرير أن الصناعة تتعاون لمعالجة هذه المشكلة الملحَّة، مع التعهُّد بالتزامات مهمة.

مع ذلك، يقول جينكس: ”من المقلق بشدة رؤية مثل هذا الانخفاض الكبير في الاستثمار منذ التقرير الأخير“.

ويردف: ”لدينا الآن ما يقرب من 60 شركة تكنولوجيا حيوية تعمل على تشجيع الاكتشافات، فإن شركات المرحلة المبكرة هذه أمامها مهمة مستحيلة تقريبًا إذا لم تستثمر شركات الأدوية الكبرى في المراحل المتأخرة من البحث والتطوير“.

ويتابع جينكس: ”وكما أننا نشهد نقطة تحول إيجابية في خط إنتاج المضادات الحيوية المبتكرة قيد التطوير، فإن احتمالات توفير علاجات جديدة للمرضى أصبحت أكثر هشاشةً من أي وقت مضى“.

هذا ويُعَدُّ تطوير أدوية جديدة مضادة للميكروبات أمرًا مكلفًا لشركات الأدوية، ويقدم عوائد ضعيفة بسبب الحاجة إلى تقليل استخدامها.

أما رامانان لاكسمينارايان -مدير مركز ديناميات الأمراض والاقتصاد والسياسة في واشنطن العاصمة- فيرى أنه لا شك في التقدم بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، من حيث المراقبة والوعي وخطط العمل.

ويستدرك: ”لكن عصر تطوير المضادات الحيوية الممول من القطاع الخاص قد انتهى، ما لم تتغير الجدوى الاقتصادية تغيُّرًا جذريًّا“.

ويضيف لاكسمينارايان: ”المضادات الحيوية الجديدة يجب أن تتنافس مع العديد من المضادات الحيوية الحالية الفعالة في معظم الأوقات -وإن لم تكن مجديةً طوال الوقت. المخرج الوحيد هو التمويل العام للمضادات الحيوية الجديدة“.

كذلك، فإن جاياسري آير -المدير التنفيذي لمؤسسة ’الوصول إلى الدواء‘ غير الربحية، والتي من المقرر أن تصدر تقريرها الثاني لتقييم مستوى الأداء في مقاومة مضادات الميكروبات في 21 يناير في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس- تقول: إن الحوافز المناسبة والموجهة بشكل صحيح يمكن أن تحسِّن الحالة العامة.

وتقول آير: ”أعتقد أنه عندما يتم الحديث عن حوافز للبحث والتطوير، قد يُنسى أحيانًا أنها ينبغي أن تصل تدريجيًّا إلى نطاق أوسع على الصعيد العالمي، وأن تتماشى مع ما تعانيه البلدان التي يثقلها عبءٌ أكبر للمرض. نحن بحاجة إلى التفكير في الحوافز المناسبة، والتي تكون فيها حكومات وجهات متعددة على استعداد لحشد الموارد لضمان الوصول“.

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع SciDev.Net