Skip to content

25/04/19

الإنزيمات تعالج ألياف الكتان أفضل

Flax
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Hazem Badr

نقاط للقراءة السريعة

  • حل حيوي نظيف يخلص صناعة الكتان من الإضرار بالبيئة، عند استخدام الكيماويات
  • المعالجة بالإنزيمات في التليين والتبييض، زاد الألياف جودةً، وقابليةً للصباغة
  • البحوث المنجزة تمثل نموذجًا في ربط مجتمعَي الصناعة والبحث العلمي

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] تدخل عملية تطوير صناعة ألياف الكتان بمصر حيز التنفيذ الشهر المقبل، مستخدمةً طرقًا حيوية نظيفة بديلة للطرق الكيماوية الضارة بالبيئة.

 يأتي هذا تطبيقًا لمخرجات أبحاث أُجريت بالمركز القومي للبحوث في مصر، لصالح شركة ’طنطا للكتان والزيوت‘ بمحافظة الغربية في الدلتا.

مولت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بمصر الأبحاث؛ لتسريع عمليات ’التعطين‘، التي يتم بها فصل ألياف الكتان وإلانتها، ثم ’التبييض‘، وأخيرًا ’معالجة‘ مياه الصرف الصناعي الناتجة عن صباغة الألياف.

”كان من شروط التمويل، تعاوُن شركة طنطا، ووُقِّع لهذا بروتوكول قبل عام ونصف، لإيجاد المعاملات الحيوية الصديقة للبيئة“، وفق إفادة محمد هاشم، رئيس المركز القومي للبحوث، ورئيس شعبة بحوث الصناعات النسجية الأسبق والمستشار العلمي للمشروع.

المشكلة الأساسية التي تواجه الشركة في تجهيز ألياف الكتان هي طول مدة التعطين، والتي تستغرق من 10 أيام إلى 20 يومًا، وتقل أو تزيد حسب الحرارة؛ فكلما زادت درجتها، قل الوقت.

يؤكد هاشم لشبكة SciDev.Net: ”اختزلنا -بالمعالجة الإنزيمية- مدة التعطين إلى 20 ساعة فقط، مع الحفاظ على خواص الألياف من حيث المتانة ودرجة البياض“.

استخدم الباحثون سلالات بكتيرية وفطرية منتجة لإنزيمات، تعمل على تكسير مادتي ’البكتين‘ و’اللجنين‘، الداعمتين لأعواد الكتان، والضامتين للألياف بعضها إلى بعض، والثانية منهما هي التي تُكسب اللون الأصفر.

تشرح وفاء عبد الرحيم -رئيس قسم الميكروبيولوجيا الزراعية بالمركز، والباحث الرئيسي للمشروع- لشبكة SciDev.Net: ”يجري التعطين بوضع السيقان في غرفة مغلقة تملأ بالماء، ثم تترك لإتمام عملية التعطين وفقا لحرارة الجو، ومشكلة هذه العملية -إضافة إلى طول مدتها- هي الاستهلاك الكبير للمياه“.

لكن بإعادة استخدام ثلاثة أرباع المياه الخارجة عن التعطين، وإضافة اليوريا إليها، ثم عزل ومعرفة سلالات البكتيريا المنتجة للإنزيمات الفعالة في تكسير المواد الضامة والملوِّنة للألياف، ومعالجة الأعواد بتركيزات عالية منها اختزل الوقت المستخدم بنسبة 83%.

إنزيم البكتينيز كسر مادة البكتين بسهولة ونظافة وسرعة.

يقول جبريل مصطفى، الباحث المشارك في المشروع: ”أسفر هذا عن عمل نموذج أولي لمفاعل حيوي يمكن لمصانع إنتاج ألياف الكتان استخدامه لإجراء الاختبارات التي تحدد تركيزات الإنزيمات ودرجات الحرارة المُثلى، قبل الانتقال لمرحلة الإنتاج“.

أما في التبييض، فإن المصانع تستخدم موادَّ كيميائية مثل الصودا الكاوية والفورمالين، أما البحث فنجح في إنجازها مستخدمًا إنزيم اللاكيز لتكسير اللجنين.

يقول جبريل: ”بمقارنة المعاملات الإنزيمية مع المعاملات الكيميائية استطعنا الوصول إلى درجة عالية من البياض مع الحفاظ على متانة الألياف، كما جنَّبنا الصناعة آثار المواد الملوِّثة للبيئة في مياه الصرف الصناعي“.

ومن التبييض إلى الصباغة، عالج المشروع الأخيرة أيضًا بالإنزيمات.

يوضح جبريل: ”نجحنا في معالجة مياه الصباغة، وإزالة الأصباغ عنها بمعدل 97%، ما يسمح بإعادة استخدامها مجددًا“، مضيفًا: أُجرِيت عليها تجارب أثبتت صلاحيتها للزراعة.

”الربط بين مُخرَجات البحث العلمي ومجتمع الصناعة“ هو ما ميز المشروع، وفق محمد عبد المنعم، أستاذ الميكروبيولوجيا الزراعية في جامعة الزقازيق بمصر.

لكنه يتساءل: ”ماذا عن تكلفة الإنزيمات؟ فهل وفرنا الوقت من ناحية ورفعنا تكاليف الإنتاج من أخرى؟“.

ويُردِف: ”ماذا عن التجهيزات المطلوبة من مصنع مثل كتان طنطا حتى يتمكن من التطبيق“.

يرد حسن معوض، أستاذ الميكروبيولوجيا البيئية، والمستشار العلمي للمشروع، بأن إنتاج الإنزيمات يجرى بالمفاعل الحيوي، الحاصل على براءة اختراع، ويمكن تسويقه وإنتاجه تجاريًّا.

ويزيد معوض: ”اختصار وقت التعطين يحقق ميزة اقتصادية مهمة، لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنتها بتكلفة توفير الإنزيمات، حتى لو كان المصنع سيتكفل بتوفيرها بعيدًا عن اقتنائه لمفاعل حيوي خاص بإنتاجها“.

وينصح أي شركة تريد تطبيق هذه التقنية بالاستثمار في التجهيزات حتى لو كانت مكلفة.

يقول معوض: ”الفوائد الاقتصادية والبيئية تستحق التضحية في البداية لتحقيق مكاسب دائمة مستقبلًا“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا