Skip to content

28/01/17

الإنجليزية تعوق نشر المنتج المعرفي لباحثي المنطقة

Health communication master
حقوق الصورة:Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • اللغة لا تزال تشكل عائقًا كبيرًا أمام نشر العلوم
  • المنتج العلمي العربي حبيس مختبرات البحث أو رفوف المكتبات، ولا يشكل إضافة
  • إزالة ذلك العائق يتأرجح بين اعتماد الإنجليزية أو إيلاء غيرها مزيدًا من الاهتمام

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[الجزائر] ”اللغة لا تزال عائقًا أمام الباحثين لنقل منتجهم العلمي وتعريف العالم به“، بهذه العبارة أقر الباحث الجزائري نصير سمارة، بصحة نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة ’بلوس بيولوجي‘، نهاية ديسمبر الماضي.

ورغم تسليم الدراسة بأن الإنجليزية هي لغة العلم في عصرنا الحديث، إلا أنها عقبة رئيسة في طريق نقل المنتَج العلمي باللغات الأخرى في شتى المجالات وتسويقه.

كذلك فإن قصور المعارف العلمية باللغات المحلية يعوق نقلها والاستفادة منها في التعامل مع القضايا المحلية من قِبَل الممارسين الميدانيين وصانعي السياسات، لا سيما في البلدان التي لا تسودها اللغة الإنجليزية.

فمَن كانت الانجليزية لغتهم الأم ”يفترضون أن جميع المعارف المهمة متاحة ويمكن إبلاغها بها، والناطقين بها من غير أبنائها يميلون إلى الاعتقاد بأن إجراء البحوث بها هو أول الأولويات، لينتهي الأمر في الغالب إلى تجاهل العلوم باللغات الأخرى“، وفق ما أدلى به لشبكة SciDev.Net الباحث الرئيسي في الدراسة، تاتسويا أمانو.

”تجاهُل المعارف العلمية غير الإنجليزية نجم عنه تحيُّز في فهمنا لأنظمة الدراسة“، كما أشارت الدراسة.

وخلص معدوها إلى ذلك بعد مسح للوثائق العلمية المتعلقة بحفظ التنوع الحيوي، المنشورة عام 2014، والتي بلغ مجموعها 75,513 مكتوبة بست عشرة لغة، ليجدوا أن أكثر من ثلثها نُشر بغير الإنجليزية.

يؤكد ذلك أن قدرًا كبيرًا من الأبحاث يجرى بلغات أخرى، لكنه مندثر ولا يحظى سوى بالقليل من المشاهدات، كما يشير أمانو.

على سبيل المثال، فإن سمارة -أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، والذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية- يؤكد لشبكة SciDev.Net أن ”المنتج العلمي في الجزائر على غزارته في الفترة الأخيرة، يظل حبيس مختبرات البحث أو رفوف المكتبات، ولا يشكل إضافة في مسار تطور البحث العلمي عالميًّا أو حتى إقليميًّا“، رغم جدية الكثير من البحوث وتحقيقها سبقًا معرفيًّا في بعض التخصصات.

ويعلل هذا سماتي زغبي -رئيس النقابة الوطنية للباحثين الدائمين بالجزائر- بأن البحوث الجيدة التي تُكتب باللغة العربية أو الفرنسية لا يجري تداولها باتساع؛ نظرًا لغياب الفضاء الذي يسهِّل الوصول إليها عبر الشبكات وقواعد البيانات العلمية.

ويستطرد زغبي: ”كما أن ما يصل منها لهذه المنصات يأتي في مراتب متأخرة، نظرًا لعدم اهتمام الباحثين عبر العالم بما ينتج بهذه اللغات“، مشيرًا إلى أن اللغة الإنجليزية تشكل 96% مما يُنشَر في الدوريات والمجلات العلمية المحكمة رفيعة المستوى.

ويُرجع الدكتور سمارة سبب وجود هذه العوائق أمام اللغات الأخرى إلى وجود شبه قناعة لدى الباحثين على مستوى العالم بأن ما يصدر باللغة الإنجليزية هو الجيد من الناحية المعرفية والجديد من حيث الإصدار؛ وغيرها من اللغات لا ترقى إلى هذا المستوى، ”وهي مغالطة كبيرة –للأسف- يؤمن بها أيضًا الكثير من باحثي المنطقة في شتى التخصصات العلمية، مما يجعل سوق المنتج العلمي باللغات الأخرى يصاب بالركود“.

من هنا يوصي مؤلفو الدراسة، بضرورة حث الأوساط العلمية على بذل جهود متضافرة لمعالجة هذه المشكلة واقتراح نهج محتملة، لجمع المعرفة العلمية بغير الإنجليزية على نحو فعال، وتعزيز التعددية اللغوية للمعارف المتاحة بالإنجليزية فقط.

بيد أن فتيحة سحنون -الباحثة بمركز تنمية الطاقات المتجددة بالجزائر- ترى الحل في إعطاء اللغة الإنجليزية أهمية ومساعدة الباحثين على إتقانها، لنقل المعرفة منها، في حين يطالب زغبي بإدراجها لغة أولى في مختلف مراحل التعليم، ويراها مجرد خطوة أولى.

بعد هذا تأتي مرحلة صناعة المعرفة باللغة الأم، لأن ”سيادة اللغة الإنجليزية جاءت لقيمة البحوث التي تنتج بها وليس بسبب مفردات اللغة ذاتها“، وفق فتيحة. هذا بالإضافة إلى تشجيع ترجمة البحوث الجيدة إلى الإنجليزية لنقل وتسويق البحوث المنشورة بلغات أخرى.

أما محمود بوسنة -مدير الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية- فيرى أنه ”لتسهيل نقل المعرفة ودعم النشر باللغة العربية أو الفرنسية، لا بد من تضافر مؤسسات البحث على مستوى المنطقة، وإنشاء منصة بيانات مشتركة لتداول البحوث الرصينة المكتوبة بلغات عربية أو فرنسية، لتمكين باحثي العالم من الاطلاع عليها“.

ولكنه في الوقت نفسه يؤكد: ”كل هذا لن تكون له أي جدوى ما لم يصبح المنتج العربي سلعة تحقق التنافسية العالمية“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.