Skip to content

15/12/21

تجربة ’عيادة زراعية ذكية‘ بمصر

3
حقوق الصورة:Salah Elsadi/ SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • نسخة تجريبية من منصة إلكترونية لمكافحة أمراض المحاصيل المهمة وآفاتها بمصر تنطلق قريبًا
  • المنصة عبارة عن تطبيق يعمل بالصوت على الهواتف الذكية، وهو محمل بمئات آلاف الصور
  • التجربة تحدد مدى قدرته على إفادة الفلاح البسيط في تشخيص الأمراض والتعرف عليها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] تنطلق منصة إلكترونية في إطار مشروع لمساعدة صغار المزارعين المصريين في تشخيص أمراض محاصيل القمح والأرز والشعير والذرة، واقتراح العلاج المناسب لها.

 ”بدأ المشروع في شهر ديسمبر عام 2020، ويستمر لمدة عامين“ كما يقول مصطفى العطار، رئيس الفريق البحثي للمشروع، والباحث في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعة النيل الأهلية بمصر.

تتمثل المنصة في تطبيق باللغة العربية يعمل على الهواتف الذكية؛ لتمكين الفلاح البسيط الذي لا يجيد القراءة والكتابة من التعامل معه؛ لاعتماده على الصوت.

تتعاون جامعة النيل مع مركز البحوث الزراعية بمصر في إطلاق نسخة تجريبة من المنصة؛ استجابةً لنداء أطلقته أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بتقديم مقترحات تدعم الزراعة الذكية في مصر.

تقدمت الجامعة بمقترح رأت فيه لجنة التقييم أن جانبه التقني قوي للغاية، أما الجانب الزراعي فأقل بكثير، وفي المقابل تقدم المركز بمقترح ضعيف تقنيًّا وقوي من الناحية الزراعية.

في ضوء ما تقدم، تحالف الجانبان لإطلاق مشروع ’العيادة الزراعية الذكية‘، بتمويل 13 مليون جنيه مصري.

يقول العطار لشبكة SciDev.Net: ”ستكون انطلاقة المنصة الإلكترونية التجريبية في شهر فبراير المقبل مع محصول القمح، ويليه محصول الأرز في الصيف المقبل، ثم الشعير والذرة“.

أدخل الفريق التابع لمركز البحوث الزراعية 400 ألف صورة مصحوبة بتعليق صوتي يصف الصور على برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بالتطبيق، الذي صممه فريق جامعة النيل.

تغطي الصور والتعليقات عَشر مشكلات خاصة بالقمح، بعضها يغطي الأمراض التي تصيبه، وبعضها الآخر يتعلق بمشكلات تحدث في أثناء التسميد، وحشرات تصيب الأوراق، وذلك لتغذية برنامج التطبيق.

وجرى اختبار قدرة التطبيق في التعرُّف على الأمراض، فكانت دقته 97%، وهو معدل غير مسبوق، كما يؤكد العطار.

ويضيف: ”مع إطلاق النسخة التجريبية، سنتأكد عمليًّا من الدقة ومن قدرة المزارعين على التعامل مع التطبيق؛ لتصحيح الأخطاء ثم تلافيها مع المحاصيل الأخرى التي سندشنها تباعًا“.

الخطوات البسيطة التي يتعامل بها المزارع مع التطبيق، يشرحها العطار؛ إذ تبدأ ببصمة صوتية عبارة عن جملة بصوت المزارع تسمح له بالدخول إلى التطبيق.

ثم تظهر له شاشة تتضمن صور المحاصيل لاختيار المحصول الذي يريد السؤال عنه، ليظهر له مقطع فيديو يخبره بكيفية تحميل الصورة التي يريد السؤال عنها، وكيفية تسجيل صوت يتحدث فيه عن المشكلة إذا أراد.

وبعد إرسال الصورة والصوت يرسل إليه التطبيق بعد دقائق رسالةً تنبهه بأن الرد قد وصله، وقد يكون هذا الرد تشخيصًا للمشكلة التي أرسل المزارع صورتها أو طلبًا من المزارع أن يرسل صورةً أوضح، إذا لم يكن التطبيق قادرًا على التشخيص من الصورة المرفقة.

يقول العطار: ”ميزة التطبيق أنه سيساعد المزارع على التشخيص المبكر للمشكلة، فيخبره أن النبات يواجه مشكلة الصدأ الأصفر مثلًا، ويوجهه إلى وسائل العلاج المناسبة“.

ويختلف هذا التطبيق عن غيره من التطبيقات الشبيهة بأنه يتعامل مع الأمراض التي تصيب النبات في البيئة المصرية، حيث تختلف أعراض المرض الواحد من بيئة إلى أخرى، فما يظهر عند المزارع الهندي لا يظهر عند المزارع المصري، كما يشير العطار.

الميزات التي أشار إليها العطار نالت رضا وثناء السيد محمد مشاحيت، مدرس أمراض النبات بكلية الزراعة في جامعة دمنهور، واستشاري بمؤسسة كاب الدولية CABI؛ المنظمة الأم لشبكة SciDev.Net.

 وركز مشاحيت على أهمية الالتفات إلى اختلاف الأمراض من بيئة إلى أخرى وتبايُن أعراض المرض الواحد بين البيئات المختلفة، ما يعطي التطبيق المصري ميزةً مهمة، وكذلك كون التطبيق باللغة العربية، وهي ميزة جديدة تزيل حاجز اللغة عند المستخدمين.

ومع تقديره لفكرة التطبيق والجهد المبذول في إعداده، وبالرغم من تسويق التطبيق على أنه مناسب للمزارع البسيط الذي قد لا يجيد القراءة والكتابة، يؤكد مشاحيت أن ”التجربة العملية ترجح أن المستفيد من هذه التطبيقات غالبًا سيكون الشباب الذي يجيد التعامل مع التكنولوجيا“.

بيد أن مشاحيت يؤكد ”صعوبة التشخيص الدقيق من خلال صورة، إلا في الحالات سهلة التشخيص، التي غالبًا ما تكون معروفةً للمزارع“.

وأشار إلى أنه يمكن عَد التطبيق ”استرشاديًّا“، لكنه لا يغني عن التشخيص الدقيق الذي يأخذ في الاعتبار مجموعةً من البيانات المهمة، وكذلك الحاجة إلى إجراء بعض الاختبارات في الحقل أو معمليًّا في بعض الحالات لتأكيد تشخيص بعض الأمراض المتشابهة.

يقول مشاحيت: ”تجربة التطبيق على مثل هذه الحالات سوف تكون اختبارًا جيدًا لكفاءته“.

ومن جانبه، يوضح عطوة أحمد عطوة -الأستاذ بمركز البحوث الزراعية، ورئيس الفريق البحثي للمشروع من جانب المركز- أن تعامُل المزارعين مع تطبيقات الهواتف الذكية ليس صعبًا، مشيرًا إلى أن لديهم مشروعات سابقة اعتمدت على تطبيقات الهواتف، وتعامل معها المزارعون بكفاءة.

أما بالنسبة لعدم كفاية الصورة للتشخيص، فيشير عطوة إلى أن كل عرَض يتعلق بإحدى المشكلات تتم تغطيته بعدد كبير جدًّا من الصور، تغطي كل جوانبه، وهذا يدعم ويزيد من دقة التطبيق.

 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا