Skip to content

22/01/14

إعدادات لقمر اصطناعي مصري ثان.. ووكالة فضاء!

Egypt from space_Flickr_NASA_JSC
حقوق الصورة:Flickr/NASA/JSC

نقاط للقراءة السريعة

  • يجري التخطيط لإطلاق قمر اصطناعي جديد، وإنشاء هيئتين فضائيتين جديدتين
  • وهذا من شأنه الإسهام في التنمية المستدامة والتعاون الإقليمي
  • لكن ربما فقدت مصر خبرتها منذ فقد أول أقمارها الاصطناعية عام 2010م

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] منذ عام 2010 ووسائل الإعلام المصرية تفتأ تنقل عن مسؤولين مصريين عزم البلاد على إطلاق قمر اصطناعي ثان لأغراض البحث العلمي، تارة عام 2013، وأخرى 2016، وأخيرا 2017.

ويدور الحديث كل مرة عن إعدادات كراسة مواصفات القمر، وطرحها في مناقصة عالمية، تزيد فيها نسبة التصنيع المصرية عن سابقتها، حتى وصل بها البعض إلى 100%، بل ربما امتد تناول التفاصيل إلى تحديد الطرف الأجنبي المشارك في التصنيع والتجميع والإطلاق أو المشرف عليه.

قريبا تجدد الكلام عن الشأن نفسه، وزاد عليه هذه المرة بتناول إنشاء وكالة فضاء وطنية، فضلاً عن العمل مع دول أفريقية أخرى لتمهيد الطريق أمام تأسيس وكالة فضاء أفريقية جديدة.

لكن خبراء حذروا من أن التطلعات قد تتجاوز الموارد المالية والبشرية في مصر، وأن البلاد تتعجل بإطلاق قمر اصطناعي جديد، رغم أنها لم تتعلم سوى القليل من فقدان قمرها الأول ’إيجيبت سات1‘ في عام 2010، وذلك بعد ثلاث سنوات فقط من تشغيله.

هذه المرة ”سيجري تصنيع القمر؛ المسمى ’إيجيبت سات2‘، وتجميعه واختباره في مصر“، كما يقول لشبكة  SciDev.Net مدحت مختار، رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء.

ويضيف الدكتور مختار: ”سار العمل بنجاح في مرحلة التصميم منذ عشرة أشهر وبخبرة مصرية. وسوف ينضم للمشروع شريك أجنبي خبير في نهاية هذه المرحلة؛ لمراجعة نتائجها واعتمادها، ومن ثَمَّ دعم أنشطة المراحل المقبلة“.

كذلك يقول بلال الليثي -مدير محطة الاستقبال الأرضية-: ”سوف يستخدم القمر ’سات2‘ تكنولوجيا حديثة في التقاط صور بغرض توظيفها في العديد من القطاعات، تشمل التطبيقات الزراعية والجيولوجية والبيئية والأبحاث. ونأمل أن نكون متأهبين لإطلاق ’سات2‘ في غضون ثلاث سنوات“.

بيد أن مهندسا فنيا من برنامج الفضاء المصري -لا يريد ذكر اسمه- أكد لشبكة  SciDev.Net ”أن ما يجري حاليا لا تتجاوز حقيقته ’المرحلة صفر‘، وهي سابقة على التصميم بمرحلتين“.

وتابع المهندس: ”يجري الآن تحديد مواصفات القمر، بحيث تكون كراسة الشروط الخاصة به جاهزة للطرح، إذا توافرت الإرادة السياسية لذلك“، مشيرا إلى أن ما يدور إنما هو ”في إطار إشغال الكوادر الموجودة بالبرنامج؛ حتى لا تفقدها الهيئة؛ إذ لا عمل لها منذ فقد القمر الأول“.

يذكر أن مصر أطلقت أول قمر اصطناعي لها عام 2007، وفقدت اتصالها به عام 2010، لذا ينتقد البعض فقد الخبرة المكتسبة في هذا المجال.

يقول أيمن حمدي قاسم -أستاذ هندسة الطيران بجامعة القاهرة، وعضو فريق البحث والتدريب بمشروع القمر الاصطناعي ’إيجيبت سات1‘-: ”لقد خسرنا معظم المهندسين المدربين في برنامج ’إيجيبت سات1‘، حيث مضى البعض إلى [العمل في] مصانع الثلاجات، وترك آخرون مجال الهندسة تمامًا“.

ويوافق قاسم في الرأي فاروق الباز، مدير ’مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد‘ بجامعة بوسطن الأمريكية، حيث أشار إلى أن عمر القمر ’إيجيبت سات1‘ القصير ثبط عزيمة إقامة مشاريع مماثلة.

وأضاف قائلاً لشبكة SciDev.Net: ”إنهم فقدوا الاتصال بالقمر الاصطناعي، وليس لديهم أدنى فكرة عن السبب. لذلك لم يتعلموا شيئًا من الخسارة“.

سوف يستخدم القمر ’سات2‘ تكنولوجيا حديثة في التقاط صور بغرض توظيفها في العديد من القطاعات.  

بلال الليثي، الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء

ويستطرد الباز موضحًا أنه نظرًا لتصميم القمر الاصطناعي في أوكرانيا، لم يكن العلماء والمهندسون المصريون مدرَّبين بشكل كامل على تصميمه أو رصده.

”ولهذا السبب، كان القمر في الواقع خسارة لمصر؛ لأنه لم يكن جزءًا من برنامج طويل الأمد لوضع مصر على مسار أبحاث الفضاء“.

لكن الليثي يؤكد أن ’إيجيبت سات1‘ كان قمرًا اصطناعيًّا تجريبيًّا، تم تصميمه ليعمل لمدة ثلاث سنوات فقط بكفاءة عالية، وهي المهمة التي أنجزها، مرسلاً العديد من الصور المفيدة لمصر وجيرانها.

ويرى الليثي أن: ”البلدان في جميع أنحاء العالم تفقد السيطرة على أقمار اصطناعية طوال الوقت، فهذه الصناعة محفوفة بالمخاطر؛ لأنها تعمل في بيئة قاسية“.

ويضيف: ”المشكلة هي أن تدع حادثًا واحدًا يوقف تقدمك، وأن تهدر خبرتك التكنولوجية المكتسبة والقوى العاملة العلمية المدربة“.

على صعيد ذي صلة، ترددت أيضا أنباء عن تخطيط مصري لإنشاء هيئتين فضائيتين جديدتين. وستصبح وكالة الفضاء المصرية مسؤولة عن أنشطة تكنولوجيا الفضاء، بما في ذلك بحوث الأقمار الاصطناعية وتصميمها وتصنيعها وتجميعها واختبارها.

يقول مختار: ”سوف تكون وكالة الفضاء الوطنية كيانًا مستقلاًّ، يتبع رئاسة الجمهورية مباشرة“، كما ستقوم الوكالة بتنظيم أنشطة الفضاء في مصر وإدارتها. وهي بذلك ترمي إلى تحفيز الاقتصاد الوطني، والتعاون مع جهات إقليمية ودولية مماثلة بشأن مبادرات التنمية المستدامة.

واختتم مختار كلامه قائلاً إن مصر تتعاون مع دول أفريقية أخرى -من بينها الجزائر وجنوب أفريقيا- على إعداد سياسات واستراتيجية إنشاء أول وكالة فضاء أفريقية، في إطار التنسيق القاري لمفوضية الاتحاد الأفريقي.

ويقول الباز إن وكالة الفضاء الوطنية يمكن أن تساعد على بث روح التميز العلمي في الهيئة القومية للاستشعار من البعد في الوقت الحاضر، التي تعاني –وفق رأيه– قصورًا في التمويل، وعدم وجود أهداف واضحة.

غير أن قاسم يبدي تشككًا في الإعلان عن الوكالة في المستقبل القريب، بحكم نقص التمويل والموظفين المدربين.

 

الخبر منشور بالنسخة الدولية يمكن مطالعته عبر العنوان التالي: 
egypt plans satellite and space agency launch

تم إضافة تصريحات خاصة لموقع SciDev.Net بواسطة فريق التحرير بالمكتب الإقليمي بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا