Skip to content

06/04/15

’حاجز لغة مزدوج‘ يعوق تدريس الطب في قطر

Medical education in Qatar
حقوق الصورة:Flickr/ Texas A&M Qatar

نقاط للقراءة السريعة

  • دراسة تقول إن ’تعريب العلوم الصحية‘ بالخليج، أوجد فجوة فيما يتصل بالمصطلحات العلمية
  • الارتقاء بالرعاية الصحية يبدأ من خلال توفير أفضل تعليم ممكن لطلاب الطب
  • الدراسة خطوة أولية للاستقصاء حول مشكلة حاجز اللغة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

]الدوحة [منذ ثلاثة أعوام قرر المجلس الأعلى للتعليم في قطر إعادة تدريس مادتي العلوم والرياضيات باللغة العربية، في المدارس الثانوية المستقلة، مع الحفاظ على المصطلحات العلمية بلغتها الأصلية، سواء لاتينية كانت أم إنجليزية.

قبل ذلك، ظلت المادتان تدرسان بالإنجليزية عشر سنوات.

الهدف من ذلك التحول، كما توضحه فاطمة الرشيد، رئيس قسم العلوم بمكتب معايير المناهج في المجلس الأعلى للتعليم في قطر، هو كون التعليم باستخدام ’اللغة الأم‘ الطريقة الأكثر فعالية لرفع مستوى استيعاب المواد والأهداف المراد تحقيقها منها، بدلاً من أن يضع الطالب همه في اللغة الأجنبية.

لكن دراسة حديثة تقول إن التوجه الجديد نحو ’تعريب العلوم الصحية‘ في منطقة الخليج عامة، أوجد فجوة لا يستهان بها فيما يتصل بالمصطلحات العلمية، تجلت بين طلبة السنوات السابقة على الدراسة بكلية طب وايل كورنيل في قطر خاصة.

وخلصت الدراسة إلى ضرورة رفع الوعي بشأن ’حاجز اللغة المزدوج‘ لدارسي العلوم الطبية والبيولوجية الناطقين بالعربية، لا سيما والمصطلح ’العلمي الإنجليزي‘ مشتق أصلا من اللغتين اليونانية واللاتينية اللتين لا تدرسان في مدارس الناطقين بالعربية ولا الناطقين بالإنجليزية.

كما قدمت الدراسة أداة عملية جديدة للمؤسسات التعليمية في قطر ومنطقة الخليج؛ تعزيزًا للطرق الخلاقة في تعليم العلوم الصحية للناطقين باللغة العربية.

فقد أجرى باحثان بالكلية مسحًا خلال العام الدراسي الحالي بين طلبة مروا بالسنتين؛ التأسيسية والأولى، من تمهيدي طب، كشف لهما أن الارتقاء بالرعاية الصحية يبدأ من خلال توفير أفضل تعليم ممكن لطلاب الطب.

و”بدا من الضروري دراسة حاجز اللغة على المستوى الجامعي سعيًا نحو حلول شافية“ لتلك المشكلة، كما يقول لشبكة SciDev.Net رشيد بن دريس، عميد شؤون استقطاب الطلاب والتواصل المجتمعي والبرنامج التأسيسي المساعد بالكلية، وأحد الباحثين اللذين أجريا الدراسة.

فبالأساس، استهدفت الدراسة المنشورة بدورية ’علوم الصحة المحلية والدولية‘، آخر يناير الماضي، رفع الوعي المنشود من خلال الإجابة على سؤالين: أولهما عن طبيعة حاجز اللغة الذي يواجه الطلاب غير الناطقين بالإنجليزية في فهمهم للمصطلحات البيولوجية، والثاني حول كيفية التغلب على هذا الحاجز، وعن أدوات التعلم التي يمكن استخدامها في سبيل ذلك.

طرح المسح أسئلة عن حاجتهم إلى ترجمة المصطلحات العلمية، ولغة دراسة العلوم في المرحلة الثانوية، وعن خجلهم في طرح أسئلة للاستفسار عن معنى المصطلح العلمي، وفائدة مسرد ثنائي اللغة لترجمة المصطلح.

شملت الدراسة 75 طالبًا، ومن نتائجها المهمة أن 72٪ ممن مروا بالسنة التأسيسية منذ عام 2012 ألجأتهم الحاجة ’أحيانًا‘ إلى ترجمة المصطلحات العلمية إلى اللغة العربية، وهذه الحاجة نجمت من اللغة التي درسوا بها العلوم بالمرحلة الثانوية.

كما اعترف 61٪ من طلبة السنة التأسيسية بالعام الدراسي الحالي أن الحياء منعهم طرح الأسئلة حول مصطلح ما.

وأخيرًا، سلم أكثر من 80% من الطلبة الذين شملهم المسح بجدوى مسرد لترجمة المصطلح من الإنجليزية إلى العربية، مع إيراد أصله اللاتيني أو اليوناني، وفضل 64٪ أن يصدر في صورة تطبيق حاسوبي وكتيب مطبوع أيضًا.

من ثم، يشدد رشيد على تفهم أهمية تدريس الجذور اللاتينية وسوابقها ولواحقها، للطلاب الذين يدرسون العلوم باللغة العربية وينوون بعد ذلك متابعة دراستهم للعلوم باللغة الإنجليزية، ويصفه بأنه ”مفتاح النجاح الأكاديمي“.

ويؤكد رشيد أن ”هناك خطوات فعلية لإصدار هذا المسرد من قبل دار بلومزبري للنشر في قطر“، مشيرًا إلى أنه سيصدر قريبًا.

أثنت فاطمة على فكرة المسرد، ووصفتها بأنها ”ممتازة ومعينة للطلبة“، وقالت لشبكة SciDev.Net: ”يجب مناقشة الفكرة مع المدارس، وتوزيعه على الطلاب الراغبين في دراسة العلوم الطبية والصحية“.

إلا أن فاطمة انتقدت ”صغر عينة المسح نسبيا“، وقالت: يجب أن يؤخذ هذا في الاعتبار.
 
من جهتها، فإن غزلان بن دريس -مدرس علم الأحياء المساعد بكلية طب وايل كورنيل، والباحثة الثانية في الدراسة- تقول لشبكة SciDev.Net: ”الأداة الجديدة المقترحة ستساعد طلبة الثانوي وطلبة تمهيدي الطب في تحديد المصطلحات المكافئة باللغة العربية والإنجليزية، وفي تعليمهم أيضًا كيفية تفكيك المصطلح اللاتيني إلى أجزاء“.

وتأمل غزلان إذا استخدم الطلاب المسرد لفترة كافية، أن يصبحوا قادرين على تخمين معنى مصطلحات جديدة تمامًا.

وترى سلوى محمود -مدرس مساعد بكلية العلوم في جامعة القاهرة بمصر- أن نتائج الدراسة تتماهى مع الواقع بشكل كبير، مؤكدة أن دراسة العلوم يجب أن تكون باللغة الإنجليزية منذ المراحل الأولى للطلبة؛ استعدادًا للتخصص في المرحلة الجامعية بالكليات العلمية كالطب والعلوم وغيرهما.

ومن الصعوبات الناتجة عن تدريس العلوم بالعربية دون الالتفات لتدريس المصطلحات بلغتها الأساسية والتي واجهتها سلوى، تقول لشبكة SciDev.Net: ”بعد انتقال الطلبة إلى المرحلة الجامعية، يقضون عامهم الأول في الترجمة ومحاولة النجاح في استذكار دروسهم بلغة أخرى لم يتعودوا عليها“.

ويؤكد رشيد أن الدراسة هي خطوة أولية للاستقصاء حول مشكلة حاجز اللغة، ”ولا بد أن تلحقها أخرى على نطاق أوسع وعينة أكبر، تستهدف تقييم جدوى المسرد بعد إتاحته للطلاب، لنتمكن من مناقشة نتائجها مع سلطات التعليم العالي في قطر“.

تم تحديث الخبر يوم 8 أبريل بإضافة تعليق من المجلس الأعلى للتعليم في قطر.
 

 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا