Skip to content

25/03/20

أبناء العمومة بالمنطقة في سباق لقاح كوفيد-19

vaccines race

نقاط للقراءة السريعة

  • مراكز بحثية بالمنطقة تصطف على مضمار سباق لقاح كوفيد-19
  • المصريون والإسرائيليون أبرز المتسابقين من المنطقة
  • تساؤلات عن توزيع عادل للقاح الناجع

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[القاهرة] يتسابق بضع وثلاثون شركة ومركزًا بحثيًّا على مستوى العالم في إنتاج لقاح مضاد لفيروس التاجي المستجد كوفيد-19.

الأعداد الرسمية لمَن شملتهم عدوى الفيروس تقترب من نصف مليون مصاب، وعدد ضحاياها جاوز العشرين ألفًا.

اشتد المتسابقون بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن جائحة عالمية في 11 مارس الجاري، والمصريون والإسرائيليون في طليعة المتنافسين المشاركين في السباق من المنطقة.

ثمة العديد من الطرق لإنتاج اللقاحات، من بينها استخدام فيروس تم إضعافه أو قتله بتعريضه للحرارة أو الكيماويات، ثم استخدامه ميتًا، أو بناء اللقاح بالكامل من المادة الوراثية له، وهو النهج الذي اتبعته شركتا ’مودرنا‘ الأمريكية و’كيورفاك‘ الألمانية.

كلاهما بنى اللقاح على التعامل مع مرسال الحمض النووي الريبي ’mRNA‘، وهما المحاولاتان الرائدتان حتى الآن.

”يُعد مرسال الحمض النووي الريبي الأسرع في التخليق، لذا نجده الغالب الآن، بسبب الموقف الكارثي الذي يواجهه العالم“، كما يقول إسلام حسين، كبير الباحثين في شركة ميكروبيوتكس، المتخصصة في تطوير الأدوية المضادة للميكروبات، المتخصص في علم الفيروسات، والباحث السابق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في أمريكا.
 
ويضيف حسين لشبكة SciDev.Net، أن ”هذا المدخل يعتبر الأكثر أمانًا؛ لأنه لا ينطوي على حَقن الجسم بأي فيروس، بل بمادة وراثية فقط“.
 
بيد أن هذا المدخل لا يزال جديدًا، ولم تثبت فاعليته إلا في الحيوانات، وفق حسين.
 
دول أخرى تبنت طرقًا وتوجهات مختلفة، في محاولة للاستفادة من خبرات سابقة، للقاحات أُعدت لفيروسات شبيهة أو من العائلة نفسها، ما يُسرع الخطى في إنتاج اللقاح المأمول.
 
في هذه الطرق والتوجهات، يُبنى الجهد المبذول حاليًّا على العمل الذي بدأ مع الفيروس المسببب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد ’سارس‘، ثم مع المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ’ميرس‘.
 
من بين هذه الدول مصر. ففي المركز القومي للبحوث، يعكف فريق بحثي على إنتاج لقاح للفيروس التاجي المستجد.
 
يوضح محمد أحمد علي -أستاذ الفيروسات بالمركز، وقائد الفريق البحثي- أنه بدأ تخليق اللقاح، بالبناء على أبحاث أجريت من قبل، لتخليق لقاح لفيروس ’ميرس‘، والذي أظهر نجاحًا عند تجربته على فئران التجارب.
 
لم يحدد توقيت زمني لبدء التجارب السريرية باللقاح المصري.
 
لكن ’علي‘ يقول للشبكة: ”ثمة موازنة مخصوصة، رصدها المركز لتسريع وتيرة البحث، وسيجري عرض اللقاح في كل مرحلة من مراحل إنتاجه على وزارة الصحة المصرية؛ لإقراره، ومن ثم البدء في المرحلة التي تليها“.

وفي معهد ميجال بمنطقة الجليل، يحث الإسرائيليون الخطى، لتطويع لقاح فعال لفيروس تاجي يصيب الدواجن، ويمكن تكييفه لمواجهة الفيروسات الأخرى من العائلة نفسها؛ كي يُستخدم للتمنيع ضد الفيروس كوفيد-19، وأُعلنَ هناك عن تقدُّم كبير في هذا الصدد.

الأمر ليس هينًا، ولا تُجدي العجلة معه، ومن ثم يؤكد حسين: ”ثمة قواعد تنظم إنتاج اللقاحات، كما يجب أن تُعرض على الهيئات ذات الصلة، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ’FDA‘، والتي قد توصي بعمل تعديلات، لهذا فهي عملية طويلة من التجارب والمراجعة“.
 
يؤكد مايكل رايان -المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية- أن التجارب السريرية وموافقات السلامة اللازمة للحصول على لقاح يطرح في السوق قد تستغرق ما يصل إلى 18 شهرًا.
 
ويقول: ”ثمة شيء أكثر خطرًا من الفيروس الضار، ألا وهو ’اللقاح الضار‘، لذا يجب الحذر للغاية عند تطوير أي منتج سنقوم بحقنه في معظم سكان العالم“.

عوائق أخرى سيواجهها قادة العالم، حال العثور على اللقاح المناسب.

وفق غازي كيالي -أستاذ مساعد بقسم الوبائيات والوراثة البشرية وعلوم البيئة، في مركز العلوم الصحية، بجامعة تكساس- فإنه حال تخليق لقاح ناجع، سيواجه هؤلاء القادة عوائق لوجستية ومالية وأخلاقية.
 
مثلًا، ثمة أسئلة كثيرة مطروحة: كيف نضمن حصولنا على ما يكفي من هذا اللقاح في الوقت المناسب؟ وكيف نضمن إمكانية توزيعه على السكان في جميع أنحاء العالم؟ وكيف نقنع الناس بتعاطي اللقاح؟
 
يقول رايان: ”يجب أن يكون هناك وصول عادل ومنصف إلى هذا اللقاح للجميع“.
 
”العالم لن يكون محميًّا من فيروس كورونا إلا إذا تم تطعيم الجميع“.
 
في هذا الصدد يقول أمجد الخولي، استشاري الوبائيات بإقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، إنه سيكون للمنظمة دور في توزيع نسبة من اللقاح على الدول الأكثر احتياجًا.

يعود الخولي إلى التفسير: المقصود بالأكثر احتياجًا ليس الدول الأكثر فقرًا، ولكن الأكثر معاناةً من المشكلة، والتي لديها انتشار سريع للفيروس.

أما عن تكلفة اللقاح، فيقول الخولي: ”المقابل المادي يختلف وفق إمكانيات كل دولة، ولكن من المؤكد أنه سيجري توفيره للدول الأكثر فقرًا بثمن قابل للشراء“.

ويتوقع البعض أن جهود الوصول إلى لقاح لفيروس كوفيد-19 قد يسبقها تحوُّر الفيروس إلى سلالة أشد ضراوة، حينها لن يُسمن ولن يُغني.
 
يجيب كيالي، مطمئنًا: ”نعم، الفيروسات التاجية دائمة التحور، لكن إذا تم تخليق لقاح فعال، ووُجدت منظومة للإنتاج ونظام للمراقبة في البشر والحيوانات، فسيمكننا التعامل مع الطفرات بسهولة“.
   
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا