Skip to content

28/08/19

حبة واحدة لوجع القلب والدماغ

Heart disease article - Main
حقوق الصورة:Steve Buissinne from Pixabay

نقاط للقراءة السريعة

  • المداومة على تعاطي حبة متعددة مركبة من أربعة أدوية شائعة يحد من مشكلات القلب الصحية
  • التناول المنتظم يمكن أن يقلل إلى النصف من احتمال وقوع حدث كبير بالقلب والأوعية الدموية
  • لكن الأطباء يحذرون من أن نمط الحياة لا يزال يؤدي دورًا رئيسًا في الحفاظ على صحة جيدة للقلب

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

قالت دراسة إن حبة منخفضة التكلفة يمكنها تخفيف عبء أمراض القلب والأوعية الدموية، خاصةً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

الحبة مؤلفة من أربعة عقاقير لمداواة الأمراض القلبية الوعائية، ومن ثم يُطلق عليها ’الحبة المتعددة‘، أي التي تجمع بين أدوية مختلفة في جرعة واحدة.

نُشرت الدراسة في دورية لانسيت في 23 أغسطس الجاري، وقررت أن الحبة تخفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب إلى نحو الثلث.

أجرى الدراسة باحثون من إيران وبريطانيا، معتمدين تجربة عشوائية دامت خمسَ سنين.

سجل بالتجربة 6838 رجلًا وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عامًا من نحو مئة قرية بنواحي جولستان الإيرانية، وفق نزال سرفزادجان، من جامعة أصفهان للعلوم الطبية، والمؤلف المشارك بالدراسة.

يقول سرفزادجان: ”أكثر من ثلاثة أرباع الذين يموتون بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وعددهم 18 مليون شخص كل عام، يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل“.

ويستطرد نزال: ”يمكن لإستراتيجية الحبة المتعددة، ذات الجرعة الثابتة -إذا اعتُمدت وطُبقت على نطاق واسع- أن تؤدي دورًا رئيسًا في تحقيق هدف الأمم المتحدة الجريء، المتمثل في تخفيض الوفيات المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة الثلث على الأقل بحلول عام 2030“.

كان خطر التعرُّض لحدث كبير في القلب والأوعية الدموية بين الأشخاص الذين يتناولون الحبة أقل بنسبة 34%، مقارنةً بالمجموعة الضابطة التي تلقَّى أفرادها علاجًا منتظمًا ونصائح حول أسلوب الحياة. بل عهد أولئك الذين داوموا على تناول الحبة بانتظام –70% على الأقل من الوقت– أثرًا إيجابيًّا أكبر، إذ قلل من مخاطر الإصابة بنسبة 56%.

بالإضافة إلى الأسبرين المميع للدم، فإن العقاقير الثلاثة الباقية تُستخدم في علاج جملة من الأمراض والأعراض، مثل فشل القلب، وارتفاع نسبة الكوليسترول الضار، وفرط ضغط الدم الخبيث، وفشل القلب الاحتقاني، وارتفاع ضغط الدم، والتصلب الشرياني، واحتشاء الدماغ.

هذه المكونات الثلاثة هي مزيج من هيدروكلوروثيازيد، وأتورفاستاتين، وإينابريل. والأخير قد يسبب السعال لبعض المرضى، فيحل محله فالسارتان.

يقول توم مارشال، مؤلف مشارك للدراسة، وأستاذ بمعهد أبحاث الصحة التطبيقية بجامعة برمنجهام في المملكة المتحدة: ”كل هذه المكونات خارج براءات الاختراع، وبالتالي فإن التكلفة منخفضة“.

في إيران، حيث تتوافر الحبة الآن في السوق، تبلغ تكلفة الواحدة 4.5 سنتات أمريكية.

يقول رضا مالك زادة، مدير معهد أبحاث أمراض الجهاز الهضمي بجامعة طهران، والمؤلف المشارك للدراسة: إنه على الرغم من أن أفضل جرعة هي حبة واحدة في اليوم، فإن جرعةً أقل قليلًا ستنجح مع الذين لا يزال السعر يمثل مشكلةً لهم.

وقال: ”إن خمسة أقراص في الأسبوع فعالة للغاية، ويمكن أن تمنع ما يصل إلى 70% من النوبات القلبية“.

يوضح مارشال أن الحبة كانت تدار من خلال نظام الرعاية الصحية الأولية الحالي في إيران، ولم تكن بحاجة إلى أي أطباء متخصصين. وقال لشبكة SciDev.Net: ”إن نجاح الدراسة يشي بأن الناس قادرون ومستعدون لتناول الدواء سنواتٍ عديدة“.

ويؤكد الباحثون أن الحبة يجب أن تُعد مكونًا إضافيًّا في إستراتيجيات الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل نصيحة التغذية، والفحص المسبق، وأدوية القلب والأوعية الدموية الأخرى. ومع ذلك، قد يكون من الصعب تقديم هذه الخدمات في النظم الصحية التي ينقصها التمويل.

يعتقد ليوبولد أميندي، الطبيب الكاميروني -الباحث في أمراض القلب والأوعية الدموية بجامعة كوينزلاند في أستراليا- أن تناول الحبة المتعددة يُعَد خيارًا رائعًا لمكافحة أمراض القلب، ولكن ينبغي أن ترافقه إستراتيجيات أخرى على مستوى السكان تعالج عوامل الخطر، بما في ذلك أي نظام غذائي غير صحي، ونبذ الأنشطة والعادات الضارة، كالخمول وتناول الكحول بإفراط والتدخين.

وتخوف من أن يشجع الأمل -الذي يسوقه تناول الحبة- على عدم هجر أساليب الحياة السيئة، وحذر أميندي قائلًا: "من المحتمل أن توافر الحبة يمكن أن يجعل الناس أقل اتباعًا لتوصيات تغيير نمط الحياة".

من ثم يضيف أميندي: يتعين على صانعي السياسات في الدول الفقيرة تخصيص موارد للحد من تناول الوجبات الغذائية غير الصحية، ومن الخمول البدني، وشرب الخمر، والتدخين.

هذا الموضوع أنتج عبر النسخة الدولية لموقع SciDev.Net