Skip to content

15/03/21

البيانات الضخمة تؤكد سوء حال اللاجئين السوريين في لبنان

9069279588_1f516895ed_D
حقوق الصورة:Pekka Tiainen, EU/ECHO. CC license: (CC BY-NC-ND 2.0).

نقاط للقراءة السريعة

  • مشروع لجنة أممية رصد الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية للاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في لبنان
  • نتائجه تؤكد عدائية الإعلام اللبناني للاجئين السوريين وتردي أحوالهم المعيشية والاقتصادية
  • الإعلام العربي معْرض عن هؤلاء اللاجئين

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[بيروت] تتنامى المشاعر السلبية تجاه اللاجئين السوريين في الإعلام اللبناني، وبمرور الوقت يتلاشى الحياد إزاءهم شيئًا فشيئًا، في ظل أزمات اقتصادية تحاصرهم، وديون تثقلهم، وبطالة خانقة.

هذه هي خلاصة نتائج مشروع عن دعم البيانات الضخمة سياسات إدارة شؤون اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في لبنان، الذي امتد بين عامي 2019 و2020.

أصدرت هذه النتائج ’لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا‘، وهي لجنة إقليمية يختصر اسمها ’الاسكوا‘.

وشارك في المشروع جهات عدة، منها ’إدارة الإحصاء المركزي‘ اللبنانية و’معهد قطر لبحوث الحوسبة‘ بجامعة حمد بن خليفة.

استهدف المشروع جمع المعطيات وتحليلها وتوفير نتائجها لصناع القرار؛ بغية الارتكاز عليها في اتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة، وفق مسؤول برنامج التكنولوجيا في ’الاسكوا‘، فؤاد مراد.

”ارتكز المشروع على تحليل بيانات الاتصالات في محافظتي الشمال والبقاع اللبنانيتين، اللتين تضمّان العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، لأشهر إبريل ومايو ويونيه بين الأعوام 2016-2019“.

ويقول مراد: ”ارتكز تحليل المزاج على وسائل التواصل الاجتماعي من منصات ’فيسبوك‘ و’تويتر‘ في المدة نفسها“.

أشرف على المعايير الأخلاقية للمشروع لجنة شُكلت من خبراء أكاديميين وممثلي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان وشركاء المجتمع المدني.

من هذه المعايير، عدم الحصول على أسماء الأشخاص، أو أرقام هواتفهم، أو محتوى المكالمات الهاتفية، والاقتصار في البيانات على عدد الاتصالات، ووقتها ومدتها، وجغرافيتها.

يقول مراد: ”إن تحليل البيانات الضخمة يعطي فكرةً شبه آنية وسريعة ودقيقة عن مجريات الواقع في المجتمع التي تتغيّر بسرعة في ظل الأزمات“.

ويتابع: ”وهذا يجري خلافًا للآليات التقليدية المبنية على استطلاعات الرأي والاستبانات والمقابلات التي تستغرق الكثير من الوقت، وتأتي نتائجها متأخرةً عن حركة الأزمة ومجرياتها، ولا تفيد صناع القرار في اتخاذ القرارات المناسبة“.

تشير نتائج المشروع، وفق مراد، إلى أن تحليل بيانات الاتصالات وفّر معطيات عن التوزيع الديموغرافي للنازحين السوريين وحركته.

وأظهرت النتائج أن الأماكن التي تشهد حركة اتصالات كثيفة واستخدامًا كثيفًا لأبراج الاتصالات اللاسلكية تنذر بمخاطر أمنية كبرى، ما يوفّر معلوماتٍ مهمةً للقوى الأمنية في اتخاذ إجراءات احترازية.

وظهر من تحليل بيانات الاتصالات بواسطة خوارزميات معتمدة أن أغلبية اللاجئين السوريين لا يمارسون عملًا نظاميًّا أو رسميًّا، ويعانون أزمات اقتصادية حادة، وفق مراد.

وتبيَّن أيضًا أن السوريين اللاجئين بلبنان الذين يعانون دَينًا متراكمًا تتجاوز قيمته 600 دولار يسجلون حركة اتصالات كبيرة نسبيًّا.

يقول مراد: تحليل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي كشف أن نحو 80% من اللاجئين السوريين الذين تتجاوز أعمارهم الثلاثة عشر عامًا في محافظتي البقاع والشمال يستخدمون منصة ’فيسبوك‘.

”ومعظم المستخدمين من الذكور، وربما يرجع هذا إلى تخوّف الإناث من التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي، فيلجأ بعضهن إلى التسجيل ذكورا“.

وكشف تحليل المزاج عن زيادة المشاعر السلبية نحو اللاجئين السوريين في الإعلام اللبناني 2016-2019، وعن تردِّي مشاعر الحياد تجاههم.

كما بيّنت نتائج مراقبة البيانات انخفاض عدد المقالات باللغة العربية التي تتناول اللاجئين السوريين بين الأعوام 2016-2019 بنسبة 49%، بينما ارتفع عدد المقالات بالإنكليزية إلى 86%.

يشدّد مراد على أهمية الاستفادة من البصمة الرقمية في مختلف الإدارات الرسمية اللبنانية؛ بغية توفير البيانات والأدلة المناسبة، بهدف رسم السياسات والتخطيط واتخاذ القرارات المناسبة من قِبل صناع القرار في مختلِف الميادين والمجالات.

تمتدح المشروع الأستاذة المشاركة في علم الحوسبة بالجامعة الأميركية في بيروت، فاطمة أبو سالم، التي تركز اهتمامها البحثي على ”استخدام البيانات الضخمة للخير الاجتماعي“.

وتقول فاطمة: إن المشروع شامل، ومثير للإعجاب، ويضم مجموعة رائعة من التقنيات المتوافرة والبيانات في محاولة فهم الأزمات التي يعانيها اللاجئون السوريون والاستجابة لها، ما يضمن صوتًا للذين لا صوت لهم.

”لا يهدف إلى تحليل البيانات على المستوى الفردي، ولا يستخدم البيانات لغرض الربح أو التلاعب السياسي، بل يقدّم نموذجًا جيدًا في محاولة استخدام البيانات بهدف مساعدة المجتمعات بدلًا من استهدافها أو تصنيفها“.

وتواصل فاطمة: بذل باحثو المجال جهدًا مفيدًا في إيصال نتائج المشروعات إلى مجتمعات اللاجئين أنفسهم، فيساعدون هؤلاء الأشخاص في فهم وتقدير مدى أهمية المعرفة التي ساعدت بياناتهم في تحقيقها، وربّما سيكونون قادرين في المستقبل على الإسهام في إنتاج المعارف بطريقة أو بأخرى.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا