Skip to content

27/06/21

’منازل كن‘.. بيوت مستدامة تُبنى في 8 أسابيع

Konn Homes (19)
حقوق الصورة:Basma Uraiqat/ SciDev.Met

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

منازل كن‘، مشروع يطمح أصحابه في إحداث ثورة بعالم الإنشاءات في المنطقة، وتوعية الناس بطريقة تفكير غير نمطية في مجال الإسكان، على أن تتوافر في المسكن ثلاثية هي: بيت مستدام بصناعة محلية، يُبنى بسرعة قياسية، وبكلفة معقولة.

المشروع استحق أن يحصد جائزة مؤسسة عبد الحميد شومان للابتكار في الأردن لعام 2020، ليتم بعدها إطلاق شركة ’كن‘ المتخصصة في تقنيات البناء المتقدمة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، في نهاية العام ذاته.

من عبارة ’Construction technology‘ الإنجليزية، اشتقّ القائمون على الشركة اسم ’كن‘، الذي يشير -بالعربية- إلى سرعة الإنجاز.

تعتمد فكرة المشروع على تصنيع عناصر البناء في مصانع متخصصة، ثم جمعها على أرض المالك لبناء بيت بسيط ومثالي في غضون 8 أسابيع، وفق بسمة عبد الله عريقات، شريك مؤسس ومدير العمليات في الشركة.

وتعمل الشركة وفق معايير السلامة والصحة والجودة، لتكون منازلها في متناول جميع سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما يلبي احتياجات الأسرة العربية البسيطة.

وتبدأ الشركة عملها حاليًّا في كلٍّ من الأردن ومصر والعراق والمملكة العربية السعودية.

تقول بسمة: ”في البلدان الأربعة، هناك 10 ملايين وحدة سكنية يحتاج إليها السوق حتى تلبي النمو السكاني في السنوات العشر القادمة، وقد رأينا في ذلك فرصة كبيرة لنخوض غمار هذا السوق“.

بدأت الحكاية عندما أسست المهندسة المعمارية بسمة بالشراكة مع زوجها المهندس باسل عريقات، عام 2009 شركة ’عريقات معماريون‘، المعنية بالاستشارات الهندسية المعمارية، والتي نفذّت العديد من المشروعات داخل الأردن وخارجه.

وبعد مرور عشر سنوات وتراكم الخبرة في مجال الإنشاءات وتكنولوجيا البناء، خرجت إلى النور، بالتعاون مع 15 مهندسًا معماريًّا، فكرة بناء منزل خارج الموقع، وبموجبها تُصنع العناصر في المصنع وفق تكنولوجيا بناء حديثة، ومن ثم تُركب على الأرض.

تشير بسمة إلى أنه لا يمكن تمييز هذا المنزل عن البيت التقليدي، لكونه مصنَّعًا من الخرسانة المسلحة، ”وعمره الافتراضي يتجاوز الخمسين عامًا“.

كل عناصر البناء -وخاصة التي تُصنع من الخرسانة المسلحة- تُصنع وتُصب في المصنع، سواء الجدران الخارجية أو الداخلية والأسقف، وهذا يساعد في رفع جودة الخرسانة والعزل، ناهيك بتقليل الفائض في المواد والتلوث الناتج عن عمليات الإنشاءات التقليدية في الموقع، ”فعندما يُصنع الطوبار وتُصب الخرسانة في الموقع، من الوارد حدوث أخطاء، بسبب العَمالة أو لاختلاف جدار عن آخر، أو لتأثير عوامل أخرى على جودة الخرسانة، مثل الطقس والوقت“، وفق بسمة.

ميزة أخرى تشير إليها بسمة قائلة: ”وبما أن التصاميم ثابتة، بمعنى أن الجدار الواحد نبنيه أكثر من مرة ونصبه أكثر من مرة، فالفرصة تسنح للتحسين والتحقق من الجودة“.

وتتطرق بسمة إلى ميزة جوهرية أخرى، تتمثل في توفير أكثر من 70% من احتياجات الطاقة مقارنة بأي بيت عادي، وفي حال دخلت أنظمة الطاقة المتجددة إلى البيت يصبح الاستهلاك تقريبًا صفرًا، ما يوفر على صاحبه الكثير من أعمال الصيانة والفواتير.

وعما يميز عملهم عن الشركات الأخرى الشبيهة في هذا المجال، تقول بسمة إن فريق ’كن‘ يرتكز على الصناعة المحلية، أما الأخرى فتُستورد فيها معظم عناصر البناء من الخارج، علاوةً على أن تصميمها لا يتوافق مع احتياجات العالم العربي وبيئته.

وتشير بسمة  إلى فرق آخر، وهو أن ”أغلب الشركات إما تعمل بالخرسانة مُسبقة الصب، أو تعتمد نمط البيوت الجاهزة، لكن لا يوجد مشروع على غرار ’كن‘ يجمع بين كل هذه العوامل وينتج بناءً غير تقليدي“.

تقول بسمة لشبكة SciDev.Net: ”نُجري تصاميم تتناسب مع احتياج المجتمع المحلي ومتطلباته الاجتماعية، وعندما نتوسع سنعمل على تنفيذ تصاميم تناسب كل بلد“.

كان بيت العرض الأول الذي شيدّته الشركة في جنوب عمّان بمساحة 70 مترًا مربعًا، أداةً ناجعة للتسويق، وبواسطته تم التأكد من المواصفات العامة والتصميم والتكنولوجيا المستخدمة، بعد معاينته من ناحية السلامة الإنشائية.

 

تمكنت الشركة مؤخرًا من بناء بيت آخر، وهناك ثلاثة بيوت على الأقل قيد الإنشاء، وفق بسمة.

ومما يبشر بالخير أن السوق الأردني تقبَّل الفكرة على نحوٍ غير متوقع، وفق تعبير بسمة، ”كنا قلقين من ألا يتفاعل المحيط مع فكرة منتجنا، إلا أن ردود الفعل فاجأتنا، لقد استقبلنا كمًّا هائلًا من الاتصالات والاستفسارات بمجرد الإعلان عن خدماتنا“.

”الذين أقبلوا على شراء البيوت حتى اللحظة، معظمهم من الطبقة المتوسطة، وهي الفئة المستهدفة بالدرجة الأولى، أما بيوت المزارع وإن كان أصحابها قلة، فإنهم على ما يبدو أكثر جرأةً على تجربة فكرة جديدة“.

والمشروع لا يركز فقط على بيوت المزارع، تحديدًا لأولئك الراغبين في بيتٍ ثانٍ لقضاء عطلة الأسبوع، أو يودون قضاء فترة الحجر الصحي فيه، بل يضع أيضًا على رأس أولوياته ’البيوت المستدامة‘ في المناطق الواقعة خارج المدن الرئيسية، بعيدًا عن الاكتظاظ السكاني والمباني المرتفعة.

توضح بسمة: ”نستهدف ضواحي المدن، والمناطق الريفية التي دأبت على بناء بيوت من طابق أو اثنين، فمتطلباتها بسيطة نسبيًّا، وفي الوقت ذاته تحتاج إلى معايير عالية في الاستدامة والجودة، حتى لا تُثقل بأعمال الصيانة“.

وتتضمن آلية العمل: اختيار تصميم المنزل ومساحته وإصدار تراخيص البناء وفحص التربة والأساسات، وتركيب المنزل على قطعة الأرض، وفي نهاية الأمر تسليم المفتاح للمالك ليحصل على ”بيت عالي الجودة، ومعزول مائيًّا وحراريًّا بأساسات خرسانية مسلحة، وكامل التشطيب“.

 

جدير بالذكر أن هذا النوع من المنازل يناسب كل أنواع الأراضي تقريبًا، وذلك يتوقف على طبيعة التربة وانحدار الأرض.

وتعقد ’كن‘ شراكات مع بعض المؤسسات التمويلية من بنوك أو غيرها، وتأمل بسمة من الدول المساعدة ببعض الحوافز للمواطنين، بتخصيص تمويل للبناء المستدام والسكن الميسر.

تبدو بسمة متفاءلةً كثيرًا بنجاح المشروع، إلى درجة أنها صرّحت بنبرة واثقة: ”ليس لدينا أدنى شك في أن هناك حاجة ماسة إلى منتجنا، وأننا سنقدم فيه شيئًا جديدًا“، مستندةً في تفاؤلها إلى معلومة مفادها أن الشرق الأوسط عمومًا يمر بفترة تشهد تغيرًا في التركيبة السكانية، ففي مجتمعات صغيرة السن نسبيًّا، ”من المتوقع في الثلاثين سنة القادمة أن يرتفع عدد العاملين ممن لديهم مصدر دخل، وبالتالي سيزيد عدد الأسر، ما يعني ارتفاع الطلب على الوحدات السكنية“.

وتختم بسمة حديثها بمبدأ تؤمن به: ”لا يمكن أن يبقى الإنسان تحت رحمة الظروف حتى يمتلك بيت العمر، ها نحن نبدأ صغارًا في الأردن، ونأمل في فترة وجيزة أن تكبر شركتنا ويتطور منتجنا، وأن يكون لدينا أكثر من نوع من البيوت والأبنية، وأن نستهدف طبقات مختلفة من المجتمع“.

 

 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا