Skip to content

02/11/15

نظرة للمهجرين.. جامعات ترحب بالعلماء السوريين

Syrian academic.jpg
حقوق الصورة:Georgios Makkas/Panos

نقاط للقراءة السريعة

  • جامعات توفر أماكن للأكاديميين اللاجئين، ثلثاها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات
  • خبراتهم ستكون ضرورية لإعادة بناء الدول التي دمرتها الحرب
  • كما أن للأكاديميين دورًا قويًّا في مجتمع الشتات السوري المتنامي

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 توفر الجامعات حول العالم ملاذًا لعشرات الأكاديميين السوريين الفارين من الاقتتال. فصندوق إنقاذ العلماء التابع لمعهد التعليم الدولي الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًّا قد أوجد أماكن بجامعات مضيفة لثمانين عالمًا سوريًّا منذ بدء الصراع في 2011. وفي المملكة المتحدة، وفرت مؤسسة خيرية تدعى مجلس مساعدة الأكاديميين المعرضين للخطر، أماكن لنحو 90 سوريًّا.

من الصعب معرفة عدد الأكاديميين الفارين من سوريا، لأن الكثيرين أُجبروا على شغل وظائف أخرى. ولكن بالنظر إلى استهداف الجامعات والأكاديميين في الحرب، ليس فقط باعتبارهم مدنيين، بل أيضًا في بعض الأحيان بسبب أوضاعهم، فإن أعداد الفارين منهم مرتفعة على الأرجح.

”نحن لا نعمل فقط على إنقاذ الأرواح، بالرغم من كونه الأكثر أهمية، لكننا أيضًا ننقذ العقول والمسيرات المهنية“.

جيمس كينج، صندوق إنقاذ العلماء.

 
يقول جيمس كينج -مدير البحوث والاتصالات في صندوق إنقاذ العلماء-: ”نحن لا نعمل فقط على إنقاذ الأرواح، بالرغم من كونه الأكثر أهمية، لكننا أيضًا ننقذ العقول والمسيرات المهنية“. ويخبرني كينج أن مجرد مساعدة الأكاديميين على الوصول إلى دول آمنة ليس كافيًا؛ فهم بحاجة كذلك إلى فرص لمواصلة أعمالهم عالية المهارة.

ويضيف: ”إن تجاهل رأس المال الفكري يضر بسوريا والشرق الأوسط ككل؛ فهذه الخبرات ستكون ضرورية لإعادة بناء سوريا يوما ما“.

وستؤدي مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات دورًا حيويًّا في أي عملية إعادة إعمار مستقبلية. فالبلاد بحاجة إلى خبرات طبية وهندسية لاستعادة النظام الصحي المتهالك والبنية التحتية المدمرة. وعلى المدى الطويل، ستحتاج إلى علماء مبتكرين لدعم التنمية وتحفيزها.

يؤكد كينج أن نحو ثلثي العلماء السوريين في صندوق إنقاذ العلماء يعملون في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.

من هؤلاء خالد حسن، أستاذ علم الصيدلة بجامعة دمشق، الذي بدأ هذا العام منحة زمالة في جامعة ماريلاند إيسترن شور في الولايات المتحدة، حيث يُجري بحوثًا حول كيفية تأثير نمو الأوعية الدموية على السرطان وغيره من الأمراض. ويبحث عالم سوري آخر ضمن الصندوق في الأسباب العصبية لمرض الفصام في جامعة أمريكية مضيفة.

ويعلق كينج: ”في كلتا الحالتين، الوضع مربح للطرفين؛ الباحث والجامعة؛ فهذه ’موضوعات‘ متخصصة جدًّا وذات اهتمام دولي، وليست في السياق السوري فقط. كما يجلب هؤلاء العلماء رأسَ مال فكريًّا إلى الدول التي يذهبون إليها“.

وإلى أن يتمكنوا من العودة إلى سوريا يتاح للأكاديميين السوريين دور محوري يؤدونه في مجتمع الشتات المتنامي. يقول كينج: ”دائمًا ما يكون أساتذة الجامعة قياديين في مجتمعاتهم، وفي الأعوام القادمة سيكون هناك حاجة شديدة إلى سوريين قادرين على قيادة مجتمعاتهم في المنفى“.

لكن ثمة تحديات لوجستية أيضًا؛ فالزيادة الأخيرة في الطلب تتخطى بكثير أعداد الأماكن المتاحة: فقد تلقى الصندوق نحو 200 استمارة في الشهور التسعة الأولى من العام، في حين يحاول مجلس مساعدة الأكاديميين المعرضين للخطر إيجاد أماكن لمائة عالم، ثلاثة أرباعهم من السوريين، ولا يزال يتلقى المزيد من الطلبات كل أسبوع.

التمويل المتاح ضئيل. فصندوق إنقاذ العلماء يمنح زمالة لمدة عام واحد، ويمكن مدها، في جامعات مشاركة للعلماء الذين يواجهون اضطهادًا أو عنفًا.

يتلقى العلماء منحة قدرها 25 ألف دولار أمريكي يجب أن تقرها أية جامعة غربية مشتركة في البرنامج –وأكثر الدول استضافة للأكاديميين هي الولايات المتحدة والأردن والمملكة المتحدة- ويُطلب من الجامعات التنازل عن ’رسوم المختبر‘ التي تُفرض أحيانًا على باحثي ما بعد الدكتوراة لتغطية تكاليف المختبرات وغيرها من النفقات.

مع زيادة الطلب، نحن بحاجة ماسة إلى المزيد من الطرق لمساعدة الأكاديميين المعرضين للخطر. ويبحث مجلس مساعدة الأكاديميين المعرضين للخطر إنشاء مشروع في الشرق الأوسط لدعم الأكاديميين المقيمين في سوريا أو مَن انتقلوا إلى دول مجاورة، وسبق أن قام بالفعل ببرنامج مماثل للأكاديميين العراقيين انطلاقًا من مقر في الأردن.

ويأمل كينج أن ينشئ صندوق إنقاذ العلماء قائمة من الجامعات التي هي على استعداد لتوظيف الأكاديميين إذا ما استمر الصراع والاضطهاد في بلادهم عندما تنتهي مدة زمالتهم.

المقال منشور بالنسخة الدولية يمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي:
View on Migration: Universities welcome Syrian scholars

شيامانثا أسوكان صحفية ومصورة في لندن بالمملكة المتحدة، تغطي قضايا الهجرة والشتات. عملت في السابق مراسلة في الهند ونيجيريا والولايات المتحدة. يمكن التواصل معها على @shyamantha