Skip to content

25/07/17

استشراف آفاق جيل جديد من المضادات الحيوية

Lindau antibiotic resistant
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Mohamed Elsonpaty

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

”وكأن عقارب الساعة تعود إلى الوراء لحقبة ما قبل المضادات الحيوية، حين كانت الأمراض المعدية غير قابلة للعلاج وتتسبب في العديد من الوفيات“، بهذه العبارة وصفت الكيميائية الإسرائيلية الحاصلة على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2009، عادا يوناث، مشكلة مقاومة المضادات الحيوية التي نشهدها اليوم.
 
استخدام المضادات الحيوية يتزايد ومقاومتها تشتد، وهو ما استدعى إفراد جلسة خاصة لمناقشة هذه المشكلة التي تهدد الصحة العامة في العالم كله، في أثناء جلسات ملتقى لينداو السنوي للحائزين على جائزة نوبل، والذي عُقدت دورته السابعة والستون في المدة 25-30 يونيو المنصرم؛ وكانت مخصصةً لعلماء الكيمياء.
 
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تظهر تلك المشكلة عندما تتغير وتتبدل البكتيريا المسببة للأمراض لتصبح أكثر مقاوَمةً للمضادات الحيوية المستخدمة في علاج حالات العدوى التي تسببها. الأمر الذي يؤدي إلى عدم نجاعة المضادات الحيوية في علاج الأمراض المعدية، مما يؤدي إلى انتشار الإصابة بتلك الأمراض، وتحوُّلها من أمراض يمكن علاجها بسهولة إلى أمراض وبائية فتاكة.

إن وصف المضادات الحيوية على نطاق واسع دون اختبار سريري دقيق ليس إلا وقودًا يدفع مقاومة هذه الأدوية. فكر في هذه الإحصائية القاتمة- بحلول عام 2050 يمكن أن تؤدي مقاومة مضادات الميكروبات إلى وفاة 4.15 ملايين شخص في أفريقيا كل عام. القارة الوحيدة التي ستتخطى أفريقيا في هذه الإحصائية هي آسيا، فقد تشهد وفاة 4.73 ملايين شخص.

ويُعَدُّ الاستخدام العشوائي المفرط للمضادات الحيوية وعدم القدرة على اكتشاف مضادات حيوية جديدة واستحداثها، من الأسباب الرئيسية وراء تفاقُم تلك المشكلة. لذا يعمل العديد من العلماء الحائزين على جائزة نوبل في الكيمياء حول العالم، على تطوير جيل قادم من المضادات الحيوية؛ أملًا في مجابهة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

يوناث ذكرت لشبكة SciDev.Net أن ”تطوير المضادات الحيوية وتحسينها شبه متوقف منذ ثمانينات القرن الماضي، لذا فإن أبحاثي الحالية تستهدف تصميم مضادات حيوية يمكنها مهاجمة الريبوسوم –إحدى المناطق الحيوية المهمة بالخلية البكتيرية– من خلال فهم تركيبه، مما سيؤدي إلى استحداث فئة جديدة من المضادات الحيوية“، وهو بطبيعة الحال أمر مهم للغاية.
 
وفي الإطار ذاته يوضح زميلها الأمريكي توماس ستايتز، أن الأبحاث العلمية حول تركيب الريبوسوم ووظائفه -والتي نال عنها جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2009- ستؤدي إلى تطوير مضادات حيوية جديدة قادرة على إثبات فاعليتها في القضاء على كل السلالات البكتيرية المقاوِمة للمضادات الحيوية.
 
ويضيف ستايتز: ”أسهمتُ في إنشاء شركة عام 2001 تعمل على تطوير مضادات حيوية جديدة تستهدف الريبوسوم داخل الخلية البكتيرية“، مشيرًا إلى أن بعض تلك المضادات في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية حاليًّا.
 
لكن التحدي الأكبر من وجهة نظر ستايتز هو أن ”البكتيريا تتطور باستمرار، وستكون دومًا قادرة على إيجاد طريقة للالتفاف حول الأمر ومقاومة المضادات الحيوية الجديدة مهما بلغ ذكاء تصميمها“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.