Skip to content

26/01/20

صبايا غزاويات يستنبتن في الماء علفًا للداجن والنعم

Barley Gaza
حقوق الصورة:SciDev.Net / Basel Alatar

نقاط للقراءة السريعة

  • تراجُع تربية الثروة الحيوانية في غزة خلال السنوات الأخيرة
  • صبيات صغيرات يتداركن الوضع باستنبات الشعير مائيًّا
  • يمنح المربين غذاءً مثاليًّا ورخيصًا على مدار العام

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[غزة] فرجت ثلاث طفلات غزاويات عن أُسرها هموم توفير العلف المستخدم في تربية ماشيتها ودواجنها، باللجوء إلى إنتاج الشعير المستنبت مائيًّا.

استنبتت الزهرات الثلاث هذا العلف الأخضر لأسرهن تحت إشراف مهندسة زراعية، ضمن مشروع بناء ’صمود الرجال والنساء الأشد احتياجًا في قطاع غزة‘.

تم هذا تحت مظلة مؤسسة ’أوكسفام‘، بالشراكة مع مركز العمل التنموي ’معًا‘، وبتمويل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

وأُلقيت مسؤولية التنفيذ على عاتق الصغيرات سنًّا (11، 12 سنة)، الكبيرات وعيًا، ومثَّل نجاحهن نموذجًا يُحتذى لحل المشكلة ولو جزئيًّا؛ فالأسر الفلسطينية تعاني في تربية حيواناتها.

العلف عامة، والشعير خاصة يحتاج إلى تربة يُزرع فيها، ولا يكون هذا إلا في فصلي الشتاء والربيع، والأرض الزراعية في غزة عزيزة، ومقصوفة محروقة، والقطاع ضيق، متمدد عمرانيًّا، شديد الكثافة السكانية.

والأعلاف غير متوافرة طوال العام، وثمنها غالٍ، والقطاع يحاصره المحتل الإسرائيلي الذي لا يسمح بمرور شيء.

لذا فاللجوء إلى هذا النوع من الزراعة المائية، سببه انحسار الرقعة الزراعية بالقطاع، وارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة، فتكلفة تغذية الحيوانات المراد تسمينها، وفق ما أوضحت لشبكة SciDev.Net المشرفة على المشروع، هدى أبو ندى.

تقول هدى: ”يمثل حل هاتين المشكلتين طوق نجاة للثروة الحيوانية ومربيها في القطاع، ما يُسهم في إقبال المزارعين على تربية الحيوانات، ويدعم الأمن الغذائي“.

”في موسم 2017-2018، بلغت نسبة إسهام الإنتاج الحيواني 42.6% من إجمالي الإنتاج الزراعي“، وفق نبيل أبو شمالة، مدير عام التخطيط والسياسات بوزارة الزراعة في فلسطين لشبكة SciDev.Net.

”وهي نسبة مرتفعة جدًّا، تشير إلى ضرورة الاهتمام بهذا الفرع وتنميته ودعمه قدر الإمكان من خلال مشروعات محلية“.

تتلخص فكرة المشروع في إنتاج الأعلاف الخضراء بطريقة غير تقليدية؛ إذ تُستخدم فيها حاويات معزولة حراريًّا، بداخلها أسباب الري والإنارة والتهوية والتعقيم، أو بطريقة الزراعة المائية المسطحة التي لا تحتاج إلى أرض أو تربة، ولا مساحة كبيرة، خلافًا لزراعة الشعير تقليديًّا.

يضمن إنتاج الشعير بهذه الطريقة الاستدامة؛ فهو من جهة يقلل استهلاك المياه، ويعمل على خفض فاتورة استيراد الأعلاف، ما يساعد الأُسَر الفقيرة ومربي الثروة الحيوانية في توفير لحوم حمراء وبيضاء، وتوفير المال لصالح المربي والمستهلك.

وكذا يقلل واردات الأعلاف المركزة بنسبة 60%؛ لأن الأعلاف الخضراء مركزة في حد ذاتها (نسبة البروتين فيها 18%)، وقيمتها الغذائية عالية جدًّا؛ لاحتوائها على الأحماض الأمينية والفيتامينات والأملاح وقليل من الألياف، والقيمة الهضمية أعلى بكثير.

استنبات الشعير بمنزل منة النجار -وهي إحدى الصبايا الثلاث- ساعد أسرتها في تربية مواشيها، ووفر ما لا يقل عن نصف حاجتهم من الأعلاف شهريًّا، وهو ما أسهَمَ في خفض التكلفة المادية التي كان والدها يتكبدها في شراء العلف.

”يكفي إنتاج اليوم الواحد (18 كيلو شعيرًا أخضر) لتسعة رؤوس من الماعز، أو تسعة رؤوس من الأغنام، أو 60 أرنبًا من الحجم الكبير والصغير، أو 80 دجاجة بياض، أو بقرة واحدة“، كما تقول منة لشبكة SciDev.Net.

تشير منة إلى تحديات واجهت المشروع في البداية، أبرزها الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والمستمر؛ إذ تحتاج الحاوية الواحدة إلى 15 كيلووات يوميًّا، إضافة إلى عدم توافُر الشعير اللازم للاستنبات، وصعوبة استيراده بسبب الإجراءات الإسرائيلية عند حواجز غزة.

لكنها تجاوزت هذه المشكلات من خلال الزراعة المسطحة بدلًا من استخدام الحاويات.

توضح منة (11 سنة) أنه تم فرد حبوب الشعير على أسطح البيت بعرض 30 سنتيمترًا وطول متر ونصف، مع التغطية والري بالماء والكلور 3 مرات يوميًّا، ما زاد الاستنبات من سنتيمترين إلى سنتيمترين ونصف كل 24 ساعة حتى يصل طوله ما بين 23_26 سم، وفي هذا اليوم يُمنع الري، مع مراعاة التغطية بالمناشف المبللة، وسحب المستنبت من تحت الأغطية وقت تقديمه للحيوانات.

يؤكد الفريق المنفذ للمشروع أن الاعتماد على الطريقة المسطحة يجعل التطبيق ممكنًا في أي بيئة، سواء كانت حارة أو باردة؛ إذ لا تحتاج إلى كميات مياه كثيرة، ولا إلى تربة، ولا إلى مساحات زراعية كبيرة، ويمكن ترتيبها رأسيًّا حتى على أسطح المنازل.

يقول الوكيل المساعد للتخطيط بوزارة الزراعة في القطاع، نبيل أبو شمالة إنها أرسلت كتابًا إلى البنك الإسلامي الفلسطيني ليقدم تمويلًا لثماني مزارع عجول بالقطاع لتطبيق هذا النوع من زراعة الأعلاف.

وأكد أبو شمالة أن ”تغذية الحيوانات على الشعير المستنبت أفضل من الأعلاف، وتعطي وزنًا صافيًا، يخلو من الدهون، كما أنها تزيد من إدرار الحيوانات للحليب، ومعدل تكوين اللحوم والخصوبة“.

تقدر نسبة الأعلاف المستوردة من إسرائيل إلى قطاع غزة بـ19%، بيد أنها مرتفعة التكاليف، ولا تدخل إلا بأذون إسرائيلية معقدة، يستغرق استخراجها وقتًا طويلًا وموافقات أمنية، وفق أبو شمالة.
 

 هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا