Skip to content

07/03/19

س و ج مع محمد يحيى حول الإعلام العلمي

science journalism
حقوق الصورة:Mohammed Yahia / SciDev.Net

نقاط للقراءة السريعة

  • الأعوام القليلة الماضية شهدت تحديات جديدة على الصحفيين العلميين
  • الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين أفضل مَن يدرب صحفيي العلوم بالدول النامية
  • أكبر العقبات أمام الاتحاد هي الحاجة الدائمة إلى المزيد من التمويل للقيام بدوره وتحقيق المنشود

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

مع اقتراب موعد الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الدولي للإعلاميين العلميين بمدينة لوزان بسويسرا في يوليو المقبل، يجدر تعرُّف حال الإعلام العلمي وما يقدمه الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين -راعي المؤتمر- من أنشطة وخدمات لأعضائه، متمثلًا في 59 رابطة إقليمية ومحلية، تضم تحت مظلتها أكثر من 10 آلاف صحفي علمي من أفريقيا والأمريكتين وآسيا والمحيط الهادئ وأوروبا والشرق الأوسط.

تتزايد التحديات التي تواجه الإعلام بشكل عام والإعلام العلمي بشكل خاص، وقد لا تختلف كثيرًا ما بين دولة نامية وأخرى متقدمة، خاصةً في الآونة الأخيرة، وفق الرئيس الحالي للاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين محمد يحيى، وهو أيضًا عضو مجلس إدارة الرابطة العربية للإعلاميين العلميين.

حول أحوال الإعلام العلمي الراهنة وما يواجهه من تحديات، ودور الاتحاد في التصدي لتلك العقبات، لا سيما في الدول النامية، كان لشبكة SciDev.Net هذا الحوار مع يحيى.

ما هو الوضع العام للإعلام العلمي في العالم في الوقت الراهن؟

كما هو الحال في مجال الصحافة إجمالًا؛ فالصحافة العلمية في وضع محفوف بالمخاطر. المجال يتغير بسرعة كبيرة، لكن الأعوام القليلة الماضية شهدت تحديات جديدة، على الصحفيين العلميين مواجهتها، مثل الحقائق البديلة، والتحيز، والأخبار الكاذبة الملفقة، والمناخ المتصاعد المعادي للعلم. وفي حين يضيف هذا الواقع الجديد تحديات إضافية يجب على الصحافيين العلميين مواجهتها، فإنه أيضًا يؤكد أهمية مهنتنا. فثمة حاجة قوية -اليوم، أكثر من أي وقت مضى- إلى صحافة علمية حاسمة ودقيقة وغير متحيزة.

وصحيح أن التحديات تتزايد، ولكن الفرص المتاحة في ازدياد أيضًا، ونحن بحاجة إلى الخروج بأفضل النتائج، فالعامة يتطلعون إلى الصحفيين أكثر فأكثر لتقديم الأخبار الموثوقة، ويجب علينا الارتقاء إلى مستوى هذا التحدي.

ما الفوارق بين وضع الإعلام العلمي في كلٍّ من الدول النامية والمتقدمة؟

هناك العديد من الاختلافات في وضع الصحافة العلمية بين البلدان المتقدمة والنامية، فصحفيو الجنوب تواجههم العديد من المشكلات التي غالبًا ما يعتبرها زملاؤهم في الغرب أمرًا مفروغًا منه.

على سبيل المثال، في الجنوب، نحن بحاجة إلى اتباع النهج القائم على عدم الأخذ بالمسلمات والتشكك والبحث بعمق في أثناء عملنا الصحفي بشكل مناسب، حتى في ظل الأنظمة التي لا تُظهر ودًّا خاصًّا تجاه الصحفيين.

ويحتاج الصحفيون في البلدان النامية إلى أداء عملهم في ظل موازنات تتقلص باستمرار، وأعباء عمل تتزايد، وهو ما يعني غالبًا عدم استثمار موارد أو وقت لتقديم القصة، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى غياب الجانب النقدي أو التحليلي من الموضوع الصحفي المقدم.

ومع ذلك، ولسوء الحظ، بدأ زملاؤنا في البلدان المتقدمة يواجهون حقائق مماثلة، ومما يثير الاهتمام، أنهم بدأوا أيضًا تعلُّم الكثير مما كنا نفعله لسنوات وعقود، فصعود الحكومات اليمينية في الغرب يعني أن الصحفيين هناك بحاجة إلى القتال بمزيد من اليقظة لحماية حقوقهم التي اكتسبوها بشق الأنفس، والحفاظ على الدور المهم الذي يؤدونه في مجتمعاتهم، الأمر الذي يفعله الصحفيون في العالم النامي منذ أمد بعيد، يومًا بعد يوم.
 
لذلك هناك فرصة قوية لتبادل المعرفة في الاتجاه المعاكس، من البلدان النامية إلى البلدان المتقدمة.

ما الدور الذي يؤديه الاتحاد لدعم الصحفيين العلميين بالدول النامية؟

جرى تأسيس الاتحاد كوسيلة لاجتذاب الصحفيين العلميين من جميع أنحاء العالم على أساس فكرة بسيطة مفادها أننا أقوى معًا، ويؤدي الاتحاد دورًا قويًّا في خدمة الصحفيين العلميين بجميع أنحاء العالم.

وبالتركيز على الدول النامية، فهناك حاجة ماسة إلى التدريب، والاتحاد هو أفضل مَن يمكنه تقديمه، فمن خلال شبكتنا الموسّعة، نملك عددًا من أفضل صحفيي العلوم من جميع أنحاء العالم، وهم مستعدون لمساعدة زملائهم الصحفيين الشباب على تعلُّم خبايا وتفاصيل المهنة، ليصبحوا كُتّابًا أفضل، ولتلبية احتياجات مجتمعاتهم بشكل أكبر.

وتأخذ الفرص التدريبية هذه أشكالًا عديدة، منها الدروس الجماعية الإلكترونية المفتوحة المصادر، والتدريب الميداني من خلال المنح المتوافرة لحضور المؤتمر الدولي للإعلاميين العلميين، الذي يُعقد كل عامين، إذ يجتمع الصحفيون العلميون من جميع أنحاء العالم لمناقشة قضايا ذات أهمية خاصة في المجال.

من ناحية أخرى، يدعم الاتحاد تأسيس الروابط الإقليمية للإعلاميين العلميين في الدول المختلفة، ويقوم بدور في تقويتها، ما يمكِّنها من دعم الصحفيين العلميين في الميدان لتمكينهم من أداء أفضل. ولأوضِّح رؤيتي أكثر، غالبًا ما أرى الاتحاد كمنظمة تدافع عن مهنتنا، وتعمل مع أعضاء المجتمع لتقدم لنا صوتًا جماعيًّا موحدًا.

تحدثت عن دعم الروابط الإقليمية، فما أشكال هذا الدعم؟

وجود الروابط الإقليمية في غاية الأهمية، فالاتحاد الدولي هو في الأصل رابطة روابط، ودعم تكوين روابط جديدة في جميع أنحاء العالم هو أحد أبرز أدواره، فالصحفيون المحليون أقدر على معرفة احتياجات المهنة، وبالتالي تقديم ما يحتاجه الأعضاء بشكل دقيق.

 قبل عدة سنوات، كان لدى الاتحاد برنامج توأمة -عبقري- يربط بين روابط متطورة وأخرى صغيرة ناشئة، ساعد البرنامج العديد من الروابط على النمو بسرعة وفاعلية، من أمثلة ذلك توأمة الرابطة العربية للإعلاميين العلميين مع الرابطة الوطنية لكتاب العلوم بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسفرت عن تقوية الأولى وجعلها قادرةً على استضافة المؤتمر الدولي السابع للإعلاميين عام 2011 بالدوحة في قطر، بمساعدة عدد من زملائنا في الولايات المتحدة.

وفي كل نسخة من المؤتمر الدولي يجري تخصيص جلسة للتركيز على إنشاء روابط إقليمية أو محلية، ويحاول الأعضاء باستمرار فتح باب النقاش حول عقبات التأسيس والفرص المتاحة أمام هذه الروابط.

كيف يمكن قياس الأثر الذي أحدثه الاتحاد؟

جرى تأسيس الاتحاد منذ قرابة عقدين من الزمان، وفي الوقت الراهن يضم تحت مظلته حوالي 59 رابطة، يشترك في عضويتها أكثر من 10 آلاف عضو، وهذا رقم ضخم، وهو ما يخلق أهمية الاتحاد.

 لكن بعد مرور وقت طويل، من الصحي القيام ببعض البحث عن الذات والتفكير في المستقبل. ماذا نريد أن نكون في المستقبل؟ ما الذي يمكننا تقديمه لأعضائنا بشكل أفضل؟ هذه هي الأسئلة التي نطرحها الآن، حيث يدخل الاتحاد مرحلة نمو جديدة قادمة.

وبشكل شخصي أرى أن أحد مقاييس النجاح المهمة بالنسبة لنا هو أن نرى وجوهًا جديدة وشابة خلال دورات المؤتمر الدولي، العديد من هؤلاء أصبحوا صحفيين بارزين في العلوم يقومون بعمل رائع في جميع أنحاء العالم. هذا هو المقياس الحقيقي للنجاح: أننا قادرون باستمرار على إنشاء أجيال جديدة من الصحفيين العلميين الذين يمكنهم مواصلة عملنا، والنمو والتطور لتحقيق أفضل النتائج، وكذلك المشاركة في أنشطة الاتحاد ومساعدة أولئك الذين يأتون بعدهم.

ما العقبات التي تواجه الاتحاد؟

أكبر العقبات أمامنا الآن هي حاجتنا إلى المزيد من التمويل من أجل تحقيق جميع المشروعات والأفكار التي لدينا، نود إعادة إحياء مشروعات التدريب والمتابعة، مثل مشروع SjCOOP، الذي كان أحد أكبر برامج تدريب الصحافة العلمية في أفريقيا والعالم العربي، وإعادة النظر في مواءمته للأجيال الجديدة.

هناك حاجة إلى التفكير في نماذج جديدة من التدريب تسمح لنا بالاستمرار في خدمة أعضائنا بأفضل طريقة ممكنة. الأهم من ذلك، مع استمرار نمو الأعضاء، نحتاج إلى إيجاد طرق لمواصلة الانخراط معهم حتى نحدد احتياجاتهم بدقة، وللتأكد من أن ما يقدمه الاتحاد يتوافق مع احتياجات الصحفيين العلميين، فالاتحاد ما هو إلا تحالُف من أجلهم، وعلينا المكافحة من أجل ضمان مواصلة خدمتهم في المستقبل.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا