Skip to content

24/05/15

أنظمة ملكية فكرية سيئة تكبل مخترعي أفريقيا

Africa innovation prize winner
حقوق الصورة:African Innovation Foundation

نقاط للقراءة السريعة

  • يعاني أصحاب المشروعات تكاليف مرتفعة عند تسجيل براءات اختراعاتهم
  • غياب نظام أفريقي للملكية الفكرية يعني أنهم لا يستطيعون محاربة التقليد الرخيص
  • على الاتحاد الأفريقي أن يساعد في توحيد قوانين البراءات، ومواءمتها للتنمية

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

 يقول مبتكرون أفارقة إن قانون تسجيل براءات الاختراع في القارة بحاجة إلى أن يصبح أكثر فعالية؛ لتقديم دعم أفضل لأرباب المشروعات المحليين، ودفع عجلة النمو.

فقد أكد عدد من الحضور في فعاليات جائزة الابتكار من أجل أفريقيا، التي تكرم مخترعين من بلدان أفريقية، لشبكة SciDev.Net أنهم يكافحون في سبيل تحويل أفكارهم إلى مشروعات تجارية؛ بسبب ضعف تشريعات تسجيل البراءات.

وأضافوا أن أصحاب المشروعات الذين يحاولون تسجيل براءات اختراع لمنتجاتهم في أفريقيا –في مقتبل حياتهم المهنية– يواجهون تكاليف قانونية مرتفعة، وعمليات بيروقراطية تعسفية، وحالات عدم توافق التشريعات بين الدول.

الجائزة مُنِحت خلال فعاليات دامت يومي 12 و13 مايو الجاري في مدينة الصخيرات، بالمغرب. ومن بين العشرة المؤهلين لنيل الجائزة هذا العام، اتسمت حماية الملكية الفكرية لثلاثة منهم إما بالضعف أو الغياب المطلق، كما تقول بولين موجاواماريا، مديرة مؤسسة الابتكار الأفريقية، التي ترعى الجائزة.

وينطق حال الفائز بالجائزة لعام 2014، توجو لوجو مينسوب، بهشاشة حماية الملكية الفكرية في أفريقيا. فقد نال الجائزة عن آلته Foufoumix، التي تطحن جذور اليام إلى مسحوق في أقل من ثماني دقائق، العملية التي تستغرق ساعات إذا تمت يدويًّا باستخدام هاون ومدقة.

”أرى طلاب ماجستير يخلطون بين حقوق الطبع والنشر لأبحاثهم، وتسجيل براءات الابتكار“

جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، المغرب
 

اليوم، وبعد مرور عام من تلقي مينسوب للجائزة، وقيمتها 25 ألف دولار أمريكي، برز تقليد رخيص للجهاز في بنين وغانا. كان مينسوب قد أودع طلب براءة اختراع لمنتجه في المنظمة الأفريقية للملكية الفكرية (AIPO) في الكاميرون. وفي حين أن هذا يوفر حماية في 19 بلدًا في غرب أفريقيا، لكنه يستثني غانا ونيجيريا. ويعلق مينسوب: ”هذا أمر خطير“.

وحين إيداع الطلب، لم يعرف مينسوب أنه من خلال التقدم بطلب واحد فقط، مكتوب بلغة واحدة، ودفع الرسوم مرة فردية باستطاعته –في غضون سنة– نيل براءة اختراع دولية بموجب معاهدة التعاون بشأن البراءات للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، التي تغطي قرابة 150 بلدًا.

وعلى مينسوب الآن إيداع الطلب في غانا ونيجيريا بشكل منفصل، ودفع تكاليف إضافية.

وقال المبتكرون في المؤتمر إن مثل هذه القضايا المتعلقة بتسجيل البراءات لا تشجع أصحاب المشروعات الأفارقة. ووفقًا للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، أودع نحو 2.5 مليون طلب براءة على مستوى العالم في عام 2013، لكن نصيب أفريقيا كان 0.6٪ فقط، أي نحو 14900 طلب.

في المقابل، تقدمت الدول الآسيوية بنسبة 58.4٪ من مجموع البراءات، ما يعني 1.5 مليون طلب، تليها أمريكا الشمالية بنسبة 23.6٪ من براءات الاختراع، أو 606 آلاف طلب.

يشكو المخترعون في مختلف أنحاء أفريقيا أن عملية تسجيل البراءات بطيئة ومكلفة ومعقدة. يتمثل أحد العراقيل في أن حقوق الملكية الفكرية إقليمية في كثير من الأحيان، بل وتختلف القوانين داخل البلد الواحد. ففي تنزانيا، شرع إقليم جزيرة زنجبار قوانين ملكية فكرية مختلفة عن البر الرئيس، وفقًا لماكلين سيباندا، محامي براءات الاختراع بجنوب أفريقيا.

ونتيجة لهذه التعقيدات، يلتمس كثير من المبتكرين الأفارقة حماية براءات اختراع خارج القارة. فقد صمم المبرمج المغربي محمد سعيد، 23 عامًا، تطبيقًا قائمًا على الإيقاع للمصادقة على الإنترنت، حيث يجمع كل كلمات السر الخاصة بك ويفعِّلها من خلال النقر على الشاشة. يقول سعيد: إن اختراق نمط النقر الشخصي أصعب من الأحرف.

استغرق البحث على الإنترنت من سعيد ستة أشهر لمعرفة كيفية تقديم طلب براءة في الولايات المتحدة، وهو السوق الذي وقع اختياره عليه. في نهاية المطاف، وجد محاميًا مغربيًّا مقيمًا في كاليفورنيا قدم له طلب البراءة نظير أتعاب 2.500 دولار أمريكي، وهو أجر منخفض بالنسبة لمحامٍ، ولكنه باهظ لشاب أفريقي صاحب مشروع.

يعرب سعيد عن هذا بقوله: ”نحن مبرمجون، ولا نعرف كيفية صياغة الطلب، ويتعذر الوصول إلى هذه المعلومات“.

وفاز بجائزة هذا العام عدنان رمال، أستاذ التكنولوجيا الحيوية في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، المغرب. ونال رمال الجائزة عن بديل طبيعي للمضادات الحيوية للماشية، يقوم على زيوت أساسية.

يقول رمال: إن معظم جامعات أفريقيا لا تقدر على مساعدة الباحثين في تسجيل اختراعاتهم، وإن الحل قد يكمن في شراكات بين القطاعين العام والخاص. ويشعر رمال بالقلق أيضًا إزاء نقص المعرفة بين أصحاب المشروعات المحتملين، الذين يفتقرون إلى معلومات أساسية عن تسجيل البراءات.

يستطرد رمال: ”أرى طلاب ماجستير يخلطون بين حقوق الطبع والنشر لأبحاثهم، وتسجيل براءات الابتكار“. ويقول: ”يجب أن يتعلم الطلاب هذه المسائل“.

ويرى سيباندا دورًا للاتحاد الأفريقي في تعزيز قوانين براءات الاختراع المحلية. ”بإمكانهم (في الاتحاد) فعل المزيد، عن طريق وضع استراتيجية مع وزراء البحث العلمي والابتكار؛ لتحقيق المواءمة بين منظومة الملكية الفكرية في أفريقيا والتنمية“.
 

الخبر منشور بالنسخة الدولية يمكنكم مطالعته عبر العنوان التالي:
Africa’s inventors shackled by bad IP regimes