Skip to content

25/10/18

س و ج مع حسن عزازي عن وحدة تشخيص متكاملة

H Azazy
حقوق الصورة:The United Nations Foundation

نقاط للقراءة السريعة

  • طوَّر وحدة تشخيص دقيقة النتائج منخفضة التكلفة طيِّعة التحول للكشف عن مُمْرِضات مختلفة
  • مئات الاختبارات في السوق لكنها مرتفعة التكلفة، وغالبًا لا يمكن لكل المرضى الوصول إليها
  • تطويع الوحدة سهل للكشف عن مختلِف الفيروسات تبعًا للظروف، وثمة سعي لجعلها متنقلة

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

منذ أن تخرج حسن عزازي في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية عام 1984، مرورًا بحصوله على درجة الدكتوراة من مركز العلوم الصحية لجامعة شمال تكساس بعد عشر سنوات، وانتهاءً برئاسته لقسم الكيمياء في الجامعة الأمريكية بالقاهرة الآن، تراكمت لديه خبرات جمة في البحث بمجال الطب الحيوي.
 
خلال آخر 28 سنة من هذه الرحلة، دارت اهتماماته في فلك البحوث الطبية الحيوية التطبيقية، حتى انحصرت، أو بالأحرى انصبت في خمسة منها هي: التشخيص المخبري، والمستشعرات الحيوية، والطب المخبري السريري، وإيصال الدواء باستخدام الحاملات النانونية، وبطبيعة الحال تقنية النانو.  
 
مؤخرًا، أسس ’مجموعة الأبحاث التشخيصية والعلاجية‘، التي يتمثل أحد اهتماماتها الأساسية في تطوير وسائل تشخيص مبتكرة للكشف الدقيق والميسور عن المؤشرات الحيوية للعوامل المعدية والسرطان.
 
حصد العديد من الجوائز، على سبيل المثال لا الحصر: في العام 2014 حصل على جائزة المبتكر العالمي، التي تمنحها جامعة تكساس كريستيان سنويًّا؛ تقديرًا للباحثين الذين يُجرون أبحاثًا مبتكرة في مجال له أثر مهم بالمجتمع.
 
كما نال جائزة مؤسسة عبد الحميد شومان للباحثين العرب في العلوم الطبية لعام 2018، وفي مطلع أكتوبر الجاري منحته الجمعية الأمريكية لعلم الأمراض السريرية جائزة الإنجاز مدى الحياة 2018. وهي جائزة تكرم أعضاء الجمعية ممن قدموا إسهامات غير عادية للمجتمع.
 
حول إنجازاته للوصول إلى وحدة تشخيص متكاملة، حاورت شبكة SciDev.Net عزازي.
 
ما سر اهتمامكم بتطوير وسائل تشخيص مبتكرة منخفضة التكلفة لبعض الأمراض؟ 
 
ببساطة يتعلق الأمر بمساحة تخصصي في مجال بحوث الطب الحيوي، وإيماني بأهمية البحوث التطبيقية التي تفيد المجتمع، لا تلك الأبحاث العلمية التي تظل حبيسة الأدراج.
 
عملت في مجال الأبحاث التطبيقية منذ 20 عامًا، وعندما عدت من الولايات المتحدة إلى مصر ركزت بشكل أكبر على تطوير اختبارات طبية مبتكرة دقيقة ومنخفضة التكلفة.
 
’الدقة‘ مسألة لا يمكن التنازل عنها، أما ’انخفاض التكلفة‘ فهذا أمر مهم للغاية، ومشكلة كبيرة جدًّا، ليس فقط في الدول النامية، بل في الدول المتقدمة أيضًا.
 
وأعتقد أن التشخيص من أهم العوامل في المنظومة الصحية؛ لأن التشخيص الدقيق والسليم للمرض يؤدي إلى متابعات وتدخل طبي سليم من قِبَل الأطقم الطبية والعلاجية، أما لو كانت نتيجة التشخيص خطأً فسيبني الطاقم الطبي قرارات خطأ بناء على هذا التشخيص، ما يُدخل المريض في مشكلات صحية وآثار جانبية هو في غنى عنها، بالإضافة إلى تكلفته ماديًّا.
 
أرى أن التكلفة عائق أمام وصول المرضى إلى رعاية صحية سليمة، وعادة ما ترتبط الرعاية الصحية بالتكلفة؛ فالمستشفيات والمراكز الصحية تتعامل وفق موازنات خاصة محدودة.
 
 لذا كان لا بد من اللجوء إلى العلم والتكنولوجيا للحصول على أفكار ابتكارية لتطوير حل على درجة عالية من الدقة وقليل التكلفة في الوقت ذاته. وذلك حتى نمد يد العون إلى قطاع كبير من المرضى.
 
كيف كانت البداية؟ وأي الأمراض تمكنت من تشخيصها بالوسائل التي طورتها؟ 
 
بدأت في تأسيس مجموعة الأبحاث التشخيصية والعلاجية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2008، والتي تضم خريجين من كليات الطب والصيدلة والكيمياء والهندسة، من الجامعة الأمريكية ومن جامعات مختلفة على مستوى الجمهورية.
 
عملنا في عدة اتجاهات لتطوير اختبارات طبية لعدد من الأمراض، وركزنا على فيروس الالتهاب الكبدي ’ج‘ نموذجًا؛ لكونه الأكثر انتشارًا في مصر.
 
الكثير من المصريين لا يُجرون اختبارات الكشف عن المرض ولا يدرون حتى بإصابتهم به، وقد ينقلون العدوى لغيرهم بغير قصد. وتقف التكلفة العالية للاختبار عائقًا ضخمًا، فالكشف التقليدي للالتهاب الكبدي النشط ’ج‘ يتطلب عادةً اختبارين يستغرقان من ثلاثة إلى أربعة أيام، الأول اختبار الأجسام المضادة، وهو زهيد التكلفة لكنه لا يؤكد وجود الفيروس، والثاني تفاعل البلمرة المتسلسل، وهو غالٍ؛ إذ يبحث عن المادة الوراثية الخاصة بالفيروس، ويكلف عدة مئات من الجنيهات لكل عينة، وهو ما لا تستطيع الأسر الفقيرة تحمُّله.
 
في عام 2013 بدأت في تأسيس شركة D-Kimia للتحاليل المتطورة كشركة ناشئة تحت مظلة الجامعة الأمريكية، لمحاولة تطوير الوحدة التشخيصية للوصول بها إلى منتج في السوق.
 
من ثم طورنا جهازًا آليًّا لتشخيص التهاب الكبد الفيروسي ’ج‘، يعمل على عزل الحمض النووي الريبي للفيروس (رنا) بطريقة عالية الجودة؛ إذ نحصل عليه بصورة نقية، من خلال عدة وظائف، منها: الشفط، والدوران، والتدفئة، والفصل المغناطيسي، والخلط، والطرد المركزي، والتعقيم الذاتي؛ لنحصل على تشخيص ”أرخص، وأدق، وأسرع، كذلك يقي الأطقم الطبية العدوى؛ إذ لا يحتاج إلى تدخل منها، ويعَقَّم ذاتيًّا.
 
وقارنَّا نتائجنا مع نتائج التشخيص التقليدي، وكانت متقاربة جدًّا.
 

في أي المراحل أنتم الآن؟
 
هذا الجهاز يعمل على فصل واستخلاص مادة الفيروس الوراثية وتكبيرها فقط، وقد صممنا منه نسختين خلال مراحل التطوير، وخلال شهرين سيكون هذا الجهاز جاهزًا للصناعة، بدعم من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
 
وتبقى مرحلة الكشف عن الفيروس وتحديد رقمه (عدد النسخ من الفيروس في الدم)، ونحن الآن في مرحلة تصميم جهاز لتلك المرحلة. وفي الحقيقة كانت الأكاديمية أكبر داعم لنا؛ إذ وافقت على تمويل تصميم الجهاز الجديد، وسيكون جاهزًا خلال عام.
 
وبعد الانتهاء من هذه المرحلة أستطيع القول إنه سيصبح لدينا وحدة تشخيصية متكاملة للكشف عن فيروس  ’ج‘ خلال ساعتين بتكلفة أقل من الموجودة حاليًّا. إذ نستطيع من خلال هذه الوحدة تشخيص قرابة 5 أضعاف المرضى بنفس تكلفة الطريقة التقليدية.
 
كذلك يمكن تطويع الوحدة للكشف عن الفيروسات المختلفة وفق احتياج كل بلد أو منطقة، وعملية التطويع ليست معقدة مطلقًا؛ إذ ستشمل فقط تغيير مواد كيميائية في مرحلة الاستخلاص والتكبير.
 
ما الطفرة التي قد تُحدثها تلك الوحدة التشخيصية في الدول النامية؟
 
ليس في الدول النامية فقط، بل في العالم.
 
نسعى لتكون هذه الوحدة متنقلة؛ للوصول بها إلى المناطق النائية التي تفقتر إلى الرعاية الصحية الجيدة، لدعم ومساعدة هذه المجتمعات الفقيرة، وسهولة الكشف عن الأمراض المنتشرة بها.
 
تنقُّل الوحدة ميزة كبيرة في حالات الطوارئ وفاشيات الأمراض التي يتعرض لها العالم فجأة، مثل زيكا أو إيبولا أو سارس.. إلخ. ففيها يتعاظم الاحتياج إلى وحدات قادرة على التنقل، على درجة عالية من الدقة، وفي الوقت نفسه رخيصة.
 
الكشف على المرضى وتشخيصهم في أماكنهم سيحد من العدوى، وسيقلل من ضغط المرضى على المستشفيات والمعامل المركزية، ويساعد في عملية التشخيص المبكر وبالتالي في تقليص النفقات العلاجية الناتجة عن التشخيص المتأخر وغير الدقيق للأمراض.
 
نتواصل حاليًّا مع شركة سويسرية لها خبرة في مجال الوحدات المتنقلة لاكتساب خبرة في هذا المجال، أيضًا لأن الكيماويات المستخدمة في الوحدة تحتاج إلى تبريد عند درجات تحت الصفر، وهذا يعوق فكرة جعلها متنقلة، تواصلنا مع إحدى الشركات الألمانية لغرض تحويلها إلى صورة صلبة، على هيئة كبسولات.
 
ماذا عن الإجراءات المطلوبة لوصول الوحدة إلى السوق؟
 
أول إجراء هو الموافقات الصحية، ونُجري حاليًّا اتصالات مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لمعرفة الإجراءات والموافقات المطلوبة، سواء للأجهزة أو المواد الكيميائية.
 
الأمر الآخر أننا نحتاج إلى مساعدة من الصناعة لمرحلة الإنتاج الصناعي للأجهزة على نطاق واسع، وأخيرًا نحتاج إلى معلومات عن السوق، سواء السوق المصرية أو الأسواق الأخرى لتحديد إستراتيجية التسويق المناسبة لتلك الوحدة، التي نأمل وصولها إلى السوق في أقرب وقت.
 
 
هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا