Skip to content

04/10/16

تطبيقات للطاقات المتجددة من مخلفات الحرب السورية

Syrian designs for renewables
حقوق الصورة:Emaar Alsham Humanitarian Association/ Zaman Alwsl/ Qusay Nour

نقاط للقراءة السريعة

  • حصار خانق تشهده مدن سورية يجبر أهلها على ابتكار ما يوفر بدائل للطاقة الشحيحة مواردها
  • بمخلفات البيوت المقصوفة من أطباق لاقطة ومرايا يصنع الأهالي طباخًا وسخانًا شمسيًّا
  • الشتاء يمثل عائقًا أمام الاستفادة المثلى من تلك التطبيقات، فيستمر بحث الأهالي عن بدائل

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[اسطنبول] رغم الحصار الخانق الذي تشهده مدينة دوما السورية في ريف دمشق، إلا أن أهلها يصرون على البقاء، ويحاولون ابتكار ما يساعدهم على استمرار حياتهم اليومية في ظل شح الموارد والخدمات، لتفرز معاناتهم جملة تصميمات لتطبيقات تستخدم الطاقات المتجددة، مستغلين فيها مخلفات الحرب.

فمن مرايا البيوت التي قُصفت وأخشابها والصحون اللاقطة (أطباق استقبال الإرسال التلفزيوني) بمختلِف أحجامها بالإضافة إلى أنابيب المياه، تمكن الأهالي من صنع نماذج مختلفة من الطباخ الشمسي لطهي الطعام وأنابيب التسخين الحراري لتسخين المياه، إضافة إلى وحدات إنتاج الغاز الحيوي من روث الحيوانات وبقايا الطعام لتوليد الكهرباء.

يقول المهندس زياد أبو كرم -مدير المشروعات السابق بالمجلس المحلي لمدينة دوما-: ”على مدار ثلاث سنوات من الحصار المطبق على غوطة دمشق الشرقية من قِبل قوات النظام الحاكم، وما صاحبه من نقص حاد في موارد الطاقة، كان لا بد من ابتكار ما يساعدنا في توفير موارد طاقة للحياة اليومية“.

يشرح أبو كرم -وهو عضو مجلس محافظة دمشق حاليًّا- أحد نماذج الطباخ الشمسي التي توصلوا لها بالتعاون مع مؤسسة إعمار الشام الإنسانية، ويقول لشبكة SciDev.Net: ”يتكون الطباخ من صحن لاقط كبير (يبلغ قطره مترًا تقريبًا)، تُلصق عليه قطع صغيرة على شكل مربعات من المرايا تعكس أشعة الشمس وتركزها في نقطة أطلق عليها ’المحرق‘، وهي التي يوضع فيها وعاء الطهي معلقًا على شبكة من الحديد“.

هذا بالإضافة إلى نموذج آخر يعتمد على صحن لاقط أصغر حجمًا، ووعاء مياه معدني يوضع في نقطة المحرق لتسخين الماء، وثالث يعتمد على صندوق من الخشب مغلف من الداخل بالمرايا يعمل على حبس الحرارة داخل الصندوق لطهي الطعام وتسخينه، ونموذج لسخانات مياه شمسية تستخدم أنابيب التسخين الحراري.

يؤكد أبو كرم: ”هذه النماذج توفر على الأهالي الأثمان الباهظة لاستخدام الحطب، والمازوت، والغاز في الطهي“.

فادي الشامي -من أهالي دوما- يقول: ”نحاول تخفيف العبء المرتفع لفاتورة الطاقة بسبب الحصار، فاستخدمنا الطباخ الشمسي لطبخ المأكولات، وعمل الشاي والقهوة“، مشيرًا إلى أن تسخين إبريق ماء لصنع الشاي لعائلته المكونة من ثلاث أسر، يكلفه ربع لتر مازوت، وتصل تكلفة اللتر لحوالي دولار أمريكي وربع.

وعن تكلفة الطباخ الشمسي يقول أبو كرم: ”تكلفته تبلغ حوالي 150 دولارًا أمريكيًّا“.

تشير المهندسة سنا دبلان -المدرسة السابقة بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، جامعة البعث في حمص- إلى أن هذه التطبيقات توفر على أصحابها على المدى الطويل مصاريف الطاقة والوقود، ”ولكن غلاء أسعارها نتيجة الاعتماد على تقنيات تصنيع ضعيفة بسبب الحصار، يحول دون انتشارها بشكل واسع“، مما دفع الناس للتفكير في بدائل خطرة، منها إعادة تدوير البلاستيك بطرق بدائية للحصول على مازوت رخيص، وهو الأمر شديد الضرر، سواء على البيئة أو على صحة الأهالي.

أيضًا ترى سنا أن ”من فضائل تلك التطبيقات -حتى ولو لم تكن متاحة للجميع- كسرها احتكار تجار وأمراء الحرب للطاقة، مما أجبرهم على تخفيض أسعار مواد الطاقة المهربة إلى المناطق المحاصرة عبر الأنفاق أو بالاتفاق مع عناصر النظام“.

ابتكارات الأهالي يعترضها صعاب ستبدأ مع دخول فصل الشتاء الذي يدق الأبواب، فالطباخ الشمسي وأنابيب التسخين الحراري يعتمدان على سطوع الشمس، وكذلك الأمر بالنسبة لوحدات الغاز الحيوي الناتج عن تحلل المخلفات والنفايات العضوية، والتي يعتمد تخمرها على الطقس الدافئ والحرارة، ما يجعل جدوى تلك التطبيقات الاقتصادية ضعيفًا في الشتاء.

أبو كرم يؤكد أنهم ماضون في تطوير تلك التطبيقات رغم الحصار، ويقول: ”خطوتنا القادمة التي نعمل عليها هي تطوير وحدات الطباخ الشمسي لينتج طاقة كهربائية؛ وذلك بإضافة محرك ستيرلينغ (محرك الهواء الساخن) ليكون في محرق الصحن اللاقط، ويعمل على تشغيل مولدات كهرباء“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.