Skip to content

21/11/18

هوائي تتبُّع ’واي فاي‘ من حديد الخردة والتسليح

Antenna Gaza
حقوق الصورة:Al-Azhar University in Gaza

نقاط للقراءة السريعة

  • طلبة غزيون يصنعون نظام تتبع تلقائي لأي مصدر إرسال ’واي فاي‘ متحركًا كان أم ثابتًا
  • عوائق جمة عرقلت خروج مشروع تخرُّج الطلبة كالمخطط، لكنهم تغلبوا عليها بالمثابرة
  • يأملون أن يساعد أهاليهم بغزة المحاصرة بعدة مجالات ونواحٍ مضيَّق عليهم فيها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

[غزة] يُفترض أن الشيء الذي في الصورة نظام هوائي، تلقائي التتبُّع لاتصالات الشبكات المحلية اللاسلكية، لكنه لا يبدو كذلك، وإن كان من الصعب تخمين ما هو، لكن أسياخ حديد التسليح المُشرَعة هذه، والحامل الذي يقله، المصنَّع في ورشة حدادة هذا، لا يشيان بأنه جهاز إلكتروني، فلا شيء تراه كذلك سوى الحاسب المحمول الذي ترفعه يدا الشاب اليافع، بل إن الأسلاك الخارجة منه، لِتَصلَه بأجزاء معدنية مطلية على نحو ليس بالجيد، تبدو للعين وكأنها جُمعت من حديد خردة.

بالصورة، فتاتان وشاب، طلبة من غزة بجامعة الأزهر هناك، يعرضون مشروع تخرجهم في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، نظامًا يلتقط موجات الأجهزة العاملة بترددات الراديو المعروفة اختصارًا باسم ’واي فاي‘.  

بنوه بعد طول ترداد على ورش الحدادة ومستودعات الحديد الخردة ومكبات مخلفات الإلكترونيات؛ بحثًا عن حاجتهم، فهذا هو المتاح، ولا تطول أياديهم أكثر من هذا، في الوقت الذي توضَع فيه مُنجَزاتُ آخرِ ما توصل إليه العلم والتقنية عند أنامل الطلبة الإسرائيليين.

اضطرتهم ’اليد القصيرة‘ إلى تعديل المشروع عن المخطط له أكثر من مرة؛ بسبب عدم توافر سُمك أذرع الهوائيات وطولها المطلوب، ما حد من قدرتهم على توسيع مساحة التغطية، فتقف عند 10 كيلومترات فقط، كما أثر على شكل الجهاز النهائي. هكذا يحكون أو يشتكون.

لكنه ”سيساعد في تتبُّع اتصالات الأجسام في البر والبحر والجو، المزودة بنظام استقبال أو إرسال إشارات ’واي فاي‘، مثل الحاسوب المحمول أو الجوال أو السيارات“، كما يقول عطية أحمد، أحد أعضاء الفريق المجاهد.

يشرح عطية لشبكة SciDev.Net قائلًا: ”يتكون الجهاز من أربعة هوائيات للاستشعار، صُنعت يدويًّا وصُمِّمت بخصائص ومواصفات مناسبة للتتبُّع، فتستقبل الموجات من أربع زوايا مختلفة بحيث تحدد موقع الهدف بزاويتيه العمودية والأفقية، مما يسمح بتتبُّع الأجسام في الأحوزة ثلاثية الأبعاد، وهوائي عالي التوجيه لخلق قناة اتصال لمسافات تصل إلى عشرة كيلومترات بحد أقصى“.

ويضيف: ”استخدمنا فلاشات إنترنت رخيصة الثمن ’دُنجل‘، وعدلنا برمجتها؛ لتعمل مستشعرات، بعدما تمت معالجة الإشارة المستقبلة والربط بين خصائص وزوايا توجيه الهوائيات لتحول المستقبَل لإحداثيات زاوية“.

استخدم المثابرون الثلاثة محركين كهربائيين يتحركان بالزاوية العمودية والأفقية لتوجيه الهوائيات على نحوٍ عالي الدقة باتجاه الهدف وفق الإحداثيات المقروءة، وذلك عبر متحكم دقيق (عقل إلكتروني)، جرت برمجته ليحافظ على جعل الجسم في مركز الإرسال طوال فترة حركته.

وحول تطبيقات استخدام الجهاز تقول زكية أبو جراد، العضو الثاني في الفريق: إن نظام الهوائيات يمكن استخدامه في مراكب الصيد، بحيث يسهم في تزويدها باتصالات عالية السرعة وبتكلفة رخيصة الثمن؛ لكونه مصنَّعًا بخامات محلية بسيطة، بما يتناسب مع الأوضاع المادية للصيادين بغزة، هذا بالإضافة إلى مجال كبير من الاستخدامات المتعلقة بالتتبُّع.

وتضيف زكية أن مشروعهم سيمنح الفرصة للمطورين كي يطوروا أجهزةً تحتاج إلى اتصال لمسافات بعيدة، أو ”ما يتعلق بالبحث العلمي، مثل تتبُّع مسار تحليق الطيور أو انتشار التلوث باستخدام شرائح ’واي فاي‘ صغيرة، إلى جانب إمكانية استخدامه بديلًا رخيص الثمن للاتصالات المتحركة على مسافات بعيدة، والتي تحتاج إلى سرعة كبيرة كالبث الإذاعي المتنقل“.

وتحكي هبة كيلاني -العضو الثالث في الفريق- عن بعض التحديات التي واجهتهم في أثناء تصميم الجهاز: ”فالأوضاع الأمنية غير المستقرة في قطاع غزة وقفت عائقًا أمام حرية التنقل للفريق وإجراء الاختبارات اللازمة للجهاز، علاوةً على نقص الإمكانيات والأدوات اللازمة لتصميم الجهاز وصعوبة توفيرها في ظل منع إسرائيل إدخال العديد من القطع الإلكترونية أو إعاقة إدخالها لأشهر، ما ألجأهم إلى بدائل محلية لا تمنح الجودة المطلوبة في حال استخدام القطع الأصلية“.

وتضيف هبة: ”حتى بعد الانتهاء من المشروع فإننا مازلنا نواجه صعوبات، أبرزها أننا نعتمد على التمويل الذاتي، مما يحد من قدرتنا على عمل اختبارات إضافية أو تطوير الجهاز، فعدم توافر أجهزة تعمل ضمن نطاق ترددات خارج ’واي فاي‘ يقصر تطبيقات الجهاز على أنظمة ’واي فاي‘ فقط رغم أن التقنيات المستخدمة فيه مرنة وقابلة للتعديل لتناسب أنظمة الاتصالات الأخرى مثل ’واي ماكس‘، والجيلين الثالث والرابع لشبكات المحمول“.

يعمل الفريق حاليًّا على التوسع في المشروع وتطويره بمساعدة جامعة الأزهر، إذ راسلوا وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية لمساعدتهم في إعداد نسخ منه وتوفير قطع غيار اضطر الفريق إلى استبدالها في المشروع لعدم توافرها في غزة، مما سيزيد من قدرته على استقبال وإرسال الإشارات لمسافات أبعد، وفق ما أدلت به هبة لشبكة SciDev.Net.

يثني مصطفى أبو نصر الأستاذ المشارك في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الأزهر على النظام، ”خاصةً داخل قطاع غزة وفلسطين بشكل عام“، ويقول للشبكة: ”عدم توافر خدمة 3G أو 4G بغزة يجعل المشروع وسيلةً تمكِّن سكان المناطق البعيدة كالمناطق الحدودية من الاستفادة من خدمات الإنترنت في ظل انقطاع خدمة خطوط الهاتف الأرضي المتكرر، أو الدائم“.

ويرى أبو نصر أن المشروع يحتاج إلى تطوير من خلال تقليص حجمه ليمكن دمجه داخل أجهزة تصبح قادرة على التقاط إشارة أي مصدر وتحديدها أوتوماتيكيًّا.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع  SciDev.Netبإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.