Skip to content

10/08/15

دباغة الجلود.. مهنة تراثية تعادي العاملين بها

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

إلى نحو ألف عام تقريبًا يعود الأصل التاريخي لنشأة حرفة دباغة الجلود في مصر، والتي تعد منطقة ’سور مجرى العيون‘ في القاهرة أحد أشهر الأماكن لمزاولتها.

تضم المنطقة نحو 250 مصنعًا وورشة صغيرة متخصصة في الدباغة، ورغم التطور الذي شهدته الصناعة بدخول الآلات الحديثة إلى كثير من المصانع، إلا أن بعض الورش الصغيرة لا تزال حريصة على الشكل التقليدي القديم.

وسواء كانت الحرفة تمارَس في مصنع يمتلك آلات حديثة أو ورشة صغيرة، فإن الهم الذي يشترك فيه الجميع هو تأثيرها على صحة العاملين فيها.
 

8

وتبدأ هذه المهنة باستقبال شحنة الجلود الخام وتفريغها إلى المدابغ، ومن ثَم تمليحها للحفاظ عليها من التعفن، استعدادًا لبدء مراحل الدباغة.

4
 

وفي هذه الأحواض المتهالكة بإحدى الورش التقليدية، تضاف المواد الكيماوية لإزالة الشعر من الجلد الخام، وبدء عملية الدباغة.

6

أطنان من المواد الكيماوية الجاهزة للاستخدام في مرحلة إزالة الشعر من الجلود بأحد المصانع الكبيرة.

3

عادة ما تُنقل الجلود من الورش الصغيرة إلى المصانع الكبيرة لإجراء عملية الصباغة بإكسابها اللون المطلوب، وكذلك إجراء عملية التفتيح بتحويلها إلى جلد قابل للاستخدام صناعيًّا، سواء في صناعة الأحذية أو الملابس. 

7

وهنا عاملان يقومان بتجهيز الجلود ورصها بعد معاملتها بمادة الكروم، وهي المرحلة التي يتحول فيها الجلد -بعد إزالة الشعر عنه- من اللون الأبيض إلى اللون الأخضر، ويتحول خلال تلك المرحلة من صورة قابلة للتعفن إلى أخرى غير قابلة للتعفن.

9

إحدى المراحل المهمة التي تمر بها هذه المهنة هي مرحلة إزالة اللحم الملتصق بالجلد، وهي المرحلة التي ينتج عنها ما يُعرف صناعيًّا باسم ’السلاتة‘، ويتم بيعها لمصانع أخرى تستخدمها في صناعة الغراء أو مصانع إعداد أكل الكلاب. 

1

يعاني أحمد حسن ’45 عامًا‘ من تأثير المهنة على عظام ظهره، لحاجته الدائمة للانحناء، ويقول وهو يضع حزام الظهر لمحاولة التغلب على الآلام: ”ماذا أفعل؟ أنا أُمي لا أجيد القراءة والكتابة، وهذه مهنة أجدادي التي ورثتها عنهم، ولا أعرف غيرها“.

5

أما سمير محروس فيعاني من تأثير المهنة على جهازه التنفسي، نتيجة تعامله مع الكيماويات المستخدمة في الصناعة، ويحكي لشبكة SciDev.Net في أثناء عمله بتجفيف الجلد بطريقة بدائية، وهي العملية التي تتم في المصانع الكبيرة باستخدام ماكينة معدة لذلك: ”من الأساسيات التي تعلمناها في هذه المهنة، هي كيف نجري عمليات التنفس الصناعي، لإنقاذ أي زميل يصاب بأزمة تنفسية، فهذه من الأزمات الصحية الوارد حدوثها“.

10

ورغم صعوبة المهنة وتأثيرها على صحة العاملين بها، فإن أغلبهم لا يقع تحت مظلة التأمين الصحي؛ لعدم وجود تلك الثقافة لدى العاملين من ناحية، وعدم حرص أصحاب المصانع على ذلك من ناحية أخرى.
2

يبرر محمد حربي -صاحب أحد المصانع الكبيرة، ورئيس غرفة صناعة دباغة الجلود باتحاد الصناعات- ذلك بأنه لا يضمن استمرارية العامل في المهنة، فدباغة الجلود حرفة صعبة، ”ولكن مَن يريد أن يعمل بها عليه تحمل صعوبتها“.

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا