Skip to content

01/11/17

شبكة تدعم لاجئي سوريا نفسيًّا عن بُعد

Syria mental health
حقوق الصورة:SciDev.Net/ Rasha Dewedar

أرسل إلى صديق

المعلومات التي تقدمها على هذه الصفحة لن تُستخدم لإرسال بريد إلكتروني غير مرغوب فيه، ولن تُباع لطرف ثالث. طالع سياسة الخصوصية.

لطالما كنت أفكر في السوريين الذين فروا من جحيم الحرب، مخلفين وراءهم بيوتًا عامرة بالذكريات وعائلات كانت لهم دائمًا مصدر الأمان، ولحظات عصيبة عاشوها أثقلتهم بعبء نفسي قد يصعب التخلص منه.
 
وأتساءل: كيف يمكن الوصول إليهم لمداواتهم نفسيًّا وهم مشتتون في بقاع الأرض؟ كيف للمعالج التعامل مع صدمات كثيرة ومتنوعة؟ كيف يستوعب معاناتهم المرتبطة بأحداث عاشوها ولم يسمع هو عنها إلا النزر اليسير؟
 
ربما كنت محظوظة لأجد ردًّا على أسئلتي في جلسة خاصة بعنوان: ”أزمة اللاجئين حول العالم: تغير الاحتياجات الصحية“، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي العاشر للصحفيين العلميين، الذي انعقد في المدة من 26 إلى 30 أكتوبر الماضي بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة.
 
فلقد تمكن السوري حسام جيفي بهلول، الأستاذ المساعد بجامعة ماستشوستس بالولايات المتحدة، مع زملاء آخرين، من إنشاء الشبكة السورية للصحة النفسية عن بُعد، بهدف تقديم الاستشارات النفسية للاجئي سوريا في أي مكان، بالإضافة إلى تقديم دورات تدريبية للعاملين في المجال الصحي بسوريا والبلدان المجاورة لتوعيتهم بكيفية التعامل مع اللاجئين نفسيًّا.
  
تحدث بهلول، عبر تطبيق سكايب؛ إذ لم يتمكن من الحضور وفضَّل انتهاز فرصة رؤية بعض أفراد عائلته الذين لم تتسنَّ له رؤيتهم منذ سبع سنوات، وأوضح: ”أجرينا دراسةً جرى من خلالها استقصاء رأي 354 لاجئًا سوريًّا حول مدى تقبُّلهم لفكرة العلاج النفسي بشكل عام، ووجدنا استجابةً لدى نحو 34% ممن سألناهم، ولكن عند الحديث عن دعم نفسي عبر الإنترنت فقدنا نصفهم!“.
 
كان هذا محددًا لشكل الدور الذي تؤديه الشبكة، يوضح بهلول لشبكة SciDev.Net: ”بدأت الشبكة عملها عام 2014، وكان الهدف الأساسي هو توصيل العاملين في مجال الصحة النفسية على الأرض بخبراء حول العالم، ممن يستطيعون تقديم تدريب أو معلومات أو استشارات خاصة لهم حول المرضى الذين يقومون برعايتهم“.
 
عمل الشبكة مبني على استخدام منصة كوليجيوم تيليميديكوس لربط العاملين في المجال الصحي المتعاملين مع الأزمة الإنسانية السورية سواء في سوريا أو الدول المجاورة (لبنان, الأردن, أو تركيا)، بأخصائيين نفسيين حول العالم. وهذا بهدف مساعدة مقدمي الخدمة النفسية ممن يصادفون قلةً في الموارد أو المتابعة أو التدريب، كما تقدم الشبكة مجموعةً من المحاضرات الإلكترونية.
 
كذلك طورت الشبكة دورة مفتوحة عبر الإنترنت لغير المتخصصين تحت عنوان ’الإسعاف النفسي الأولي‘، والتي تعلم من خلالها إلى الآن 1500 شخص كيفية التعامل مع أشخاص تعرضوا لصدمات ورضوض نفسية من جَرَّاء الحرب، وفق بهلول.
 
يرى بهلول أن ”مَن يتصدر لفكرة العلاج النفسي للاجئين، يجب عليه أولًا القراءة عن ثقافتهم ونمط حياتهم ومعاناتهم، ثم الإنصات لهم طويلًا قبل أي تدخُّل علاجي“.
 
ويؤكد بهلول أن العديد من المؤسسات على الأرض تتعاون مع الشبكة، ”وشريكنا الرئيسي هو اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية (UOSSM)؛ إذ تتصل العديد من مراكزهم الطبية بشبكتنا“.
 
”وعلى صعيد الخبراء، يتنوع فريقنا حول العالم، وأغلبهم من السوريين المغتربين“.
 
وفي الختام يقول بهلول: ”عند النظر إلى مأساة اللاجئين السوريين أتساءل: كيف استطاع السوريون تحمُّل كل هذه الأهوال، فكيف بالتفكير في أمر علاجهم؟“.
 

هذا الموضوع أنتج عبر المكتب الإقليمي لموقع SciDev.Net بإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا